التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

الداعيات قنبلة موقوتة في المناطق الشعبية 

رباب سعيد / القاهرة

ظهرت في الفترة الأخيرة ظاهرة الدروس الدينية للسيدات خاصة في المساجد القريبة من المنازل وفي بعض الأحيان بمنزل إحدي الداعيات حيث يتم دعوة بعض النساء الراغبات في تعلم مبادئ الفقة والشريعة والسيرة النبوية أو اللواتي يرغبن في حل مشكلة أسرية لديها (غالبا تخص الزوج والأبناء)أو البحثات عن متنفس للتعبير عن أنفسهن وهن جميعا يستمتعن باهتمام بالغ للأخت أو الشيخة الداعية الإسلامية التي غالبا ماترتدي النقاب وتكتفي بمتابعة الفضائيات الدينية أو متابعة أحد الدعاة الرجال كمصدر لعلمها بأمور الدين وفي الغالب لايحملن أي شهادة جامعية متخصصة في الفقة أو الشريعة بل أغلبهن حاصلات علي شهادة متوسطة وأحيانا الإبتدائية وقليل منهن يحملن شهادة جامعية ولكن غير متخصصة في الدعوة مما يدعو لإطلاقوصف أنها (قنابل موقوتة) علي هذه الظاهرة المنتشرة في مساجد المناطق الشعبية فلم تعد بيوت الله أماكن للصلاة والدعاء فحسب بل تحولت لأماكن للتحدث عن المشاكل الحياتية .ومن هنا جاء اهتمام المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة بتنمية مهارات هؤلاء الداعيات حول كيفية تناول حقوق المرأة من المنظور الشرعي المستنير حتي تستطيع أن تؤدي برأيها إلي حصول المرأة علي حقوقها.

والأكيد أن أغلبهن لم يحصلن علي شهادات جامعية أزهرية بل حاصلات علي معاهد متوسطة ويمارسن الدعوة وتوعية النساء غير المثقفات دينيا بأهمية الدين والفقه والشريعة .

وعلي الرغم من أن أغلبهن يرفضن الحديث للإعلام ألا أن وفاء هيإحدي الداعيات باحدي المناطق الشعبية وافقت علي شرح ما تقوم به قائلة أنا حاصلة علي شهادة جامعية من كلية التربية وأعمل اخصائية تخاطب بجمعية أهلية ولكنني حصلت علي كورسات تنمية بشرية مع الدكتور ابراهيم الفقي رحمة الله مما أعطاني خبرة في التحدث فيالأمورالحياتية والدينية استنادا للقرأن الكريم بالإضافة إلي أن الاحتكاك بالناس أعطاني الخبرة في البيت في فقه المرأة وحل المشكلات الخاصة بالأمور الاجتماعية لبعض المتدرددات علي المسجد وذلك من منظور إسلامي .

ويقتصر دوري في النصائح والتثقيف الديني فأغلب المترددات ينقصهن هذا لأنهن غير متعلمات غير مثقفات دينيا.

تقول هالة عبد القادر المدير التنفيذي للمؤسسة المصرية لتنمية الأسرة

ان هؤلاء النساء مثقفات دينيا ويقمن بدور تعليمي للنساء الأقل ثقافة دينية في المجتمع خاصة في المناطق الشعبية ولكن أغلبهن لم يحصلن علي دراسة أو شهادة عليا ولا شهادة من أي من معاهد أعداد الدعاة أو الداعيات تقوم هذه الداعية بدور من خلال المساجد أو النوادي أو مراكز الشباب وتعمل لقاءات تثقيفية إسلامية وشرعية وفقهية تتحدث في نواحي الحياة الدينية بشكل مبسط ومن منطق الشرع أكثر من المنطق الإنساني حتي تصل به إلي الفئات المستهدفة ,وهذا احتياج حقيقي في المجتمع وله أهمية كبيرة في المناطق الشعبية التي تتعقد فيها الأمور الحياتية ومن هنا قامت المؤسسة بدور تنموي تجاه الداعيات حيث لا تتدخل المؤسسة في الجانب الشرعي ولكن تعطي تنمية مهارات وكيفية تناول حقوق المرأة من المنظور الشرعي المستنير حتي تستطيع أن تؤدي برأيها ألي حصول المرأة علي حقوقها بشكل أكثر إتساقا بأن الشرع هو أساس الحق ولكن    من المنطق المستنير الذي يضمن تمتع المرأة بحقوقها التي شرعها الإسلام بشكل أكثر عدالة وانصافا للمرأة

استخدمنا في التدريب أجزاء من الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمرأة واتساقها مع النصوص الشرعية وعدم اختلافها معها بل مطابقتها مع كثير من النصوص وأراء الشريعة بالإضافة إلي تدريبهن علي مفاهيم النوع الإجتماعي  التي تحض علي عدم التمييز بين الرجل والمرأة علي اساس الجنس وهو أول مبدأ من مبادئ الشريعة الإسلامية وهو المساواة بين الرجل والمرأة في كل الحقوق والتكاليف.

من خلال رؤية المؤسسة مع هذه الفئة أضافت هالة  ثم إعطاء أهمية لهذه الفئة لأن لهن قوة تأثير في المجتمع خاصة في المناطق الشعبية الفقيرة ومع النساء غير المتعلمات وغير المثقفات. وأن الاعتماد عليهن كبير في إدارة حياة هؤلاء النساء في جميع النواحي لذلك لا يمكن تجاهل وجود هذه الفئة وقوة تأثيرها علي فئة كبيرة من المجتمع فانطلقنا من هذه الأهمية لنبني علي ما لديهن من الوعي الشرعي والديني وأن نضيف له المنظورالأجتماعي والحقوقي والتنموي لكي يثري الجانب الشرعي ويجعل دورنا كمجتمع مدني وأدوارهن متكاملة دون تنافر أو تنافس فقمنا بإعداد برامج تدريبيه تعمل علي زيادة مهارتهن وكفاءاتهن حتي يستطعن أن تؤدي الدور المطلوب منهن علي الشكل الأمثل.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق