آل سعود وما يريدونه للمنطقة.. الاستقرار ليس ضمن بنك الأهداف!
إن القراءة المتأنية لخريطة المنطقة تلفت النظر لعدة أمور مأساوية، أهمها أن معظم دول المنطقة تشتعل بحروب لا ناقة لدولها فيها ولا جمل. حيث أن هذه الحروب أتت من الخارج ولأسباب خارجة عن إرادة هذه الدول ولا تصب بتاتا في مصلحتها. بل هي نار أوقدها صاحبها لتحرق الأخضر قبل اليابس من مقدرات وثروات إضافة إلى تدمير البنى الاجتماعية والثقافية وذلك عبر حرق الانسان والانسانية معا.
أما الفاعل فهو وكما أشرنا خارجي بأدوات من داخل هذه المنطقة. حيث قررت بعض الدول التي تدعي العروبة والاسلام أن تكون رأس حربة في هذه الحملة الخارجية المدمرة، ولا يخفى على أحد أن السعودية في هذا الميدان المشأوم تأتي في الطليعة وتلعب الدور الأهم والأبرز في قيادة أدوات الجريمة من منظمات ارهابية ودول راعية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ما هو السبب الحقيقي وراء هذه التدخلات السعودية الهدامة؟ ولماذا تسعى الأخيرة ومن معها إلى ضرب استقرار الدول والشعوب العربية من خلال حجج واهية كالتي تسوقها حول النفوذ الايراني وحزب الله وما إلى ذلك من حجج يعرف السعوديون جيدا أنها ليست واقعية. ولا تتعدى كونها مبررا للضغط وافتعال الأزمات.
نعم قد يكون السبب هو الشعور الذي یتملك السعودية وعلى رأسها آل سعود وأشقيائهم ممن بيده زمام الحكم اليوم. الشعور أنهم أولياء أمر العرب وأصحاب قرارهم. وأن البلاد العربية هي منطقة نفوذهم المشروع والذي لا يجب لأحد الاقتراب منه. وأي خطوة يتخذونها ومهما كانت في حق تلك البلاد هي خطوة مشروعة وحتى لو كانت تنقض حقوق أهل تلك البلاد وحرياتهم. ولكن العجب في الأمر أنهم يدعون الغيرة على العروبة والعرب وفي المقابل لا يعيرون أي اهتمام للشعوب العربية في تقرير مصيرها بنفسها. بل وأكثر من ذلك فقد قسموا العرب والشعوب العربية إلى فئات فمنهم السيد ومنهم الخادم ومنهم العبد الذي لا يجوز له الكلام في حضرة الأمراء من أصحاب البترودولار.
السؤال الآخر الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا لا تتحرك الغيرة والنخوة العربية اتجاه القدس التي يحتلها الصهاينة تحت مسمع ومرأى عرب الدرجة الأولى من أمراء وملوك؟ والجواب هنا واضح أيضا فكما أشرنا هم يصنفون أنفسهم بدرجة أعلى بين بقية العرب. ولكنهم أتباع مطيعون لدى سادتهم من الأمريكيين والصهاينة. حيث لا يجرؤون على البوح ببنت شفة أمام انتهاكات الكيان الاسرائيلي لأراضي وأعراض الفلسطينيين. كما أنهم يوافقون (ولو قالوا العكس) ويباركون وجود الكيان الاسرائيلي بينهم ولا مشكلة لهم مع احتلال القدس ولا كل فلسطين. بل ينظرون إلى اسرائيل نظرة العبد لسيده. وما قاله منذ ايام ملك البحرين عن الاحتماء باسرائيل خير دليل على ذاك.
هؤلاء الأعراب لا يجرؤون سوى على شعوبهم. و لا يواجهون سوى الأعداء الحقيقيين لاسرائيل (سيدتهم) فيتهمون حزب الله بالارهاب. ويشنون عدوانا ضاريا على الشعب اليمني المستضعف لرده إلى حجمه الذين يريدون له. ويدعمون الارهاب والتكفير في سوريا التي أرادت النهوض اقتصاديا وعسكريا و واجهت العدو الاسرائيلي وتجرأت على دعم حركات المقاومة ضد المحتل. نعم هؤلاء هم العرب وهذه هي السعودية مملكة الخراب والحروب الداخلية المتنقلة في بلادنا الاسلامية. واليوم تسعى وتهدد لبنان بحرب اسرائيلية عربية على غرار عاصفة الحزم اليمنية. وهذا ما يبشر به أيضا “عبد الخالق عبد الله” مستشار ولي عهد أبو ظبي بأنه لا يستبعد أن تقوم الرياض بدعم مقاتلين مناوئين لحزب الله لمواجهته في الداخل اللبناني، خاصة أن حزب الله قد تحول إلى فرقة تدخل سريعة ايرانية في المنطقة. وهنا لا بد من تأييد كلام الأخير ولكن السؤال ما الضير إن كان حزب الله مدعوما من ايران؟ إن كانت مهمته كما يقول قوة تدخل سريعة! نعم إن حزب الله اليوم هو قوة تدخل سريعة ضد أعداء الأمة وخططهم المشؤومة. فهذا ليس بكلام مسيئ كما يريدون بل هو فخر وعز لحزب الله أن يكون رأس الحربة وقوة التدخل السريع لمنع تنفيذ السعودية ومن معها ومن خلفها مآربهم الشيطانية.
ختاما أستذكر الآية الشريفة التي تقول “إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون” والواقع اليوم هو أن آل سعود كذلك يفعلون، إذ عاثوا فسادا في بلادنا ورفعوا أزلامهم إلى مصافي الرجال ويسعون اليوم إلى إذلال قوم أعزهم الله ولكن الله سبحانه وتعالى قد وعد رجاله بالنصر والتثبيت حيث قال “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم” فعسى يعتبر آل سعود ويعودون عن فسادهم إلى الحق الذي لا ريب فيه.
المصدر / الوقت