طعنة تتلو طعنة والاعلام الاسرائيلي على المذبح
يواجه الكيان الإسرائيلي معركة مفتوحة على كافة الصعد وفي كافة المجالات، ولم تعد المواجهة تقتصر على المواجهات العسكرية، إذ بات الإسرائيليون يواجهون حربًا إلكترونية وتكنولوجية غير متوقعة، فقد قام شبان فلسطينيون يوم الجمعة باختراق القناة الإسرائيلية الثانية لمدة دقائق بثوا خلالها مشاهد من الانتفاضة مع أنشودة تمجد عددًا من الشهداء الفلسطينيين الذين قضوا منذ بداية الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية.
كما بث المخترقون تهديدات للإسرائيليين باللغة العبرية منها “ابقوا في منازلكم.. القصة لم تنته.. هناك الكثير قادم”، وفي أسفل الرسائل كتبوا عبارة “انتفاضة القدس” باللغة العربية، واستمر الاختراق لمدة زمنية طويلة نسبيًا إذ لم يستطع طاقم القناة الفني استعادة البث إلا بعد مضي أكثر من 5 دقائق.
اختراق القناة الإسرائيلية الثانية يتعدى كونه عملية اختراق عادية، فهذه القناة تعتبر من أهم القنوات الإعلامية في الكيان الإسرائيلي، كما أن التوقيت الذي اختير فيه موعد الاختراق شكل صدمة للكيان الإسرائيلي، إذ تم الاختراق بعد ساعات من قيام السلطات الإسرائيلية بالتشويش على قناة الأقصى وحجب ترددها من قبل إدارة “يوتل سات” الفرنسية، وكذلك بعد أن داهمت السلطات الإسرائيلية مكتب فضائية “فلسطين اليوم” بالضفة الغربية وأغلقت المكتب وقامت باعتقال مدير القناة، وهذا يشير إلى أن الفلسطينيين أدخلوا معادلات جديدة على المواجهات مع الكيان الإسرائيلي الذي بات في كفة الميزان الأضعف.
بث التهديدات على قناة بهذه الأهمية أدخل قلقًا كبيرًا في قلوب المستوطنين الإسرائيليين كما وضع السلطات الإسرائيلية في موقف محرج، فبعد الاختراق بدأت الأصوات المنددة بالحكومة الإسرائيلية تعلو داخل الكيان “الفاشل”، حسب تعبير أحد الصحفيين الإسرائيليين الذي قال: “الفلسطينيون لا يملكون شيئاً وفعلوا كل شيء، صنعوا الصواريخ في غزة وقصفونا بها واستخدموا سلاح الدهس في الضفة وألحقوها بالطعن وإطلاق النار”، وتابع الصحفي “إنهم اليوم يسيطرون على القمر الصناعي الإسرائيلي عاموس، ويبثون مقاطع تهديد ويرعبون كل بيت في إسرائيل”.
ومن الرسائل التي يحملها اختراق القناة الثانية إظهار قوة المقاومة الفلسطينية وثقتها بنفسها، وهذا أشد ما يقلق الإسرائيليين، فالفلسطينيون باتوا قادرين على مواجهة كافة الحملات العدوانية الإسرائيلية، من الهجمات العسكرية، إلى الحروب الالكترونية والنفسية، وبات الفلسطينيون قادرين على اختيار المكان والزمان المناسبين للرد، بالإضافة إلى تحديد طبيعة هذا الرد وكيفيته، وفي المقابل بدأ عجز الكيان الإسرائيلي يظهر للعلن، فرغم الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تدعي سلطات الكيان استخدامها استطاع الفلسطينيون اختراق القناة لمدة ليست بالقليلة.
هذه المرة ليست هي الأولى التي يقوم فيها الفلسطينيون باختراق وسائل إعلام إسرائيلية، فخلال العدوان الأخير على قطاع غزة تمكن الفلسطينيون من اختراق بث القناتين الثانية والعاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، وتم بث مواد تتناول أنشطة عسكرية لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وهذا يشير إلى أن المقاومة الفلسطينية في نمو مستمر، وطوال الفترة الماضية لم يستطع الكيان الإسرائيلي النيل من هذه المقاومة أو إضعافها، كما ظهر بمظهر العاجز عن سد الثغرات التي تعاني منها المحطات الإعلامية العبرية.
لم يعد الكيان الإسرائيلي مستأثرًا بزمام المبادرة وبتحديد طبيعة الحرب ووسائلها وبات التفوق الإسرائيلي مجرد كذبة بعيدة كل البعد عن الواقع، وأصبحت خيارات الكيان الإسرائيلي ضيقة وشبه معدومة، فصواريخ غزة تمنع الحرب وتقلق الكيان الإسرائيلي، والناشطون الفلسطينيون باتوا قادرين على مواجهة الحرب الإعلامية التي تحاول السلطات الإسرائيلية الهيمنة عليها، وبات وضع الكيان في وضع أمني سيء، فمن جهة باتت حملات الطعن تتزايد في المستوطنات الإسرائيلية وكذلك كان اختراق القناة الثانية طعنة موفقة للادعاءات الإسرائيلية ولهيبة ومكانة السلطات الإسرائيلية في قلوب المستوطنين.
المصدر / الوقت