رسالة مفتوحة الى الحكومة والجماهير المعتصمة
لا توجد – لدى الجماهير – ( حقوق ) غير قابلة للتنفيذ مهما بدت مستحيلة او خيالية ، ذلك لانها اذا كانت تعجيزية او مستحيلة او منافية للمنطق فانها ستبقى تمتلك شرعيتها اما في حدود ( الحلم ) و اما ان تعالج وفق العقل والحكمة و اما ان تكون بلا حل او مستحيلة التنفيذ .
بمعنى من المعاني لا توجد ( حقوق ) مطلقة او خارج امكانية المعالجة لقد قيل : السؤال الذي لا يمتلك اجابة ليس بسؤال ، وقيل ايضا : المشكلة التي لا تمتلك حلا يعني لا توجد مشكلة اصلا !
هل وجدنا سلاسة في تقريب وجهات النظر بين ( الجماهير ) وبين الجهات التي لديها امكانية فتح الابواب المغلقة او ببساطة : المفاتيح ؟
لكن هذا برمته لا يتطلب سلامة النية وشرعيتها ووضوحها وواقعيتها فحسب، بل يتطلب بالدرجة الاولى التعرف على العوامل التي صاغت ( المشكلة ) لدى المعتصمين او الغاضبين او المظلومين من ناحية ، والتعرف على الاسباب التي تركت اصحاب ( الحل ) يتريثون او يترددون في تأجيله من ناحية ثانية . فاشكاليات الافراد والجماعات والشعوب والامم ليست محض وجهات نظر (ثابتة ) او (راسخة ) او ( ابدية ) ، بين طرفين او اكثر بل لانها ستصبح مستحيلة الحل ما لم تدرس ابعادها كاملة وفق القراءة الشاملة للارادات – الحقوق – والطرف الذي يتمهل او ( يعرقل ) او ( يتعثر ) او ( يناور ) في ترك الاشكالية متواصلة او من غير حل .
الا تبدو السلاسة او ( الدين المعاملة ) او ( الشفافية ) عاملا مشتركا بين من بيده القرار وبين من لا يمتلك الا الشكوى ، ذلك لانها جميعا ماهي الا نتائج خبرة غايتها السلامة ( بينهما ) ليس الا لأن تجارب التصادم عبر الزمن برهنت ان المنتصر – بالقوة – عليه ان يمشي في جنازته ، وان الخاسر لن يبقى خاسرا الى الابد فحدود الحياة قائمة على توازنات تحافظ على ديمومتها ، اي ديمومة الاجابات والحلول وليس ديمومة المستحيلات .
لكن عندما يتم استبعاد ( المنطق ) من اي طرف فأن الامر لا يبعث على ( القلق ) او ابعد منه ، وذلك لان الاجماع بمعناه الشامل والتاريخي يمتلك منطقه لا الذي يتجاوز ( المنطق ) بل الذي سيشكل مفاتيح الدول في تفكيك تعقيدات الازمة ومخفياتها .
وما دام المشترك اولا ، لا يقارن بحدود الاختلاف فأن الحوار وحده يمتلك قدرة العبور الى الضفاف الامنة :
– فالوطن قديم قدم الحضارات بأرضها وتاريخها ورموزها ، حيث القوة لا تكمن الا في التكامل وليس في الانقسام او في الاستسلام لمشروعات التقسيم – والعزلة –
– القوة في الحوار لانها تستبعد استنزاف طاقات الجميع وتجعل المستقبل مشروعا للانجاز بالدرجة الاولى .
– ولا مصالحة من غير احرار يحاورون احرارا ، بمعنى ان الحقوق لا تتحقق من غير عدالة – وقوانين – وواقعية لا تظلم احدا على حساب الاخر او توزع الظلم بعدالة وانما تسمح للاحرار ان ينتجو حريتهم وليس شيئا اخر . فهل هناك من يدعو الى العنف وسفك الدماء والى السرقة والاختلاس والتعصب والتزوير وهدر طاقات والموارد .. ام جميعا يعملون من اجل البناء كي يعلمونا كيف نجتاز دروب الظلمات …؟
د. ماجد اسد
07822700044- 07703444510
[email protected]