تقسيم سوريا … خطة واشنطن الدعائية للرد على الرأي العام في أميركا
وكالات – سياسة – الرأي –
هذا في حين أن هذه القوات قد دخلت سوريا بأسلحة خفيفة. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد صرح أنه إذا فشل وقف إطلاق النار الحالي في سوريا، فسيصار إلى “الخطة ب” التي هي تقسيم سوريا.
ويأتي هذا في حين أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قال بأنه لم يدرس خطة التقسيم مع الجانب الأميركي. ولكن ما هي الآراء حول تقسيم سوريا؟ وهل الحكومة السورية التي حاربت الجماعات الإرهابية منذ خمس سنوات، ولديها حلفاء إقليميون أقوياء، تسمح للأميركيين بتنفيذ هذه الخطة في ظل الأوضاع الراهنة أم لا؟
في هذا الصدد، هناك عدة نقاط كما يلي:
إن العديد من المسؤولين والشخصيات التابعة للأجهزة الأمنية الأميركية تسعى لتقسيم المنطقة وسوريا. وهي الخطة التي أكد عليها حتى هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق، إذ شدَّد على ضرورة تقسيم سوريا مثل الدول العربية الأخرى، وإن تم ذلك بقوة السلاح وإراقة الدماء.
ويعتقد العديد من الخبراء السياسيين والعسكريين الأميركيين أن الشرق الأوسط لايمكن أن تبقى على وضعها الحالي، ومن أجل توفير الأمن في الشرق الأوسط، يجب إعادة تقسيم جميع الدول العربية، وإنهاء التقسيمات الحدودية بينها على أساس سايكس – بيكو. حيث يقع تحت هذا التقسيم العراق وليبيا وسوريا ومصر والأردن والسعودية، وحتى لبنان. ومن بين الأهداف التي يمكن الإشارة إليها من وراء هذا التقسيم، هو توفير أمن الكيان الإسرائيلي، وجميع البلدان المحيطة بهذا الكيان يجب أن تقسَّم، كي لاتكون قادرةً على توجيه أي تهديد أو خطر على الكيان الإسرائيلي لفترة طويلة.
أميركا ولكي لا تُتَّهم باحتلال أرضٍ عربية، ستستخدم تحت عنوان عمليات التحالف الدولي ضد داعش، قوات الدول العربية والإسلامية مثل السعودية والأردن وقطر والإمارات، وسيكون للدول الغربية وخاصةً القوات الفرنسية والبريطانية دورٌ نشط في هذا المجال أيضاً. وبهذه الطريقة، تأمل أميركا أن لا تُتهم باحتلال أراضٍ عربية، لأنها قد أتت إلى سوريا بقوات عربية.
والتحليل الآخر الذي يوجد في هذا المجال، هو أن أحد مبادئ السياسة الخارجية الأميركية هو إثارة خطة تقسيم سوريا في أقصر وقت ممكن. فالأميركيون ليسوا جادين في خطة تقسيم سوريا، وهذا الأمر لا يتخطى كونه خطوةً دعائيةً للداخل الأميركي. واشنطن التي فشلت في خططها في الشرق الأوسط، من المقرر أن تجري الانتخابات الرئاسية في 8 نوفمبر 2016، وتتعرض السياسة الخارجية الأميركية حالياً لانتقادات من قبل الرأي العام في أميركا؛ من هنا فإن واشنطن وإدارة أوباما وللإيحاء بأنهم قد حقَّقوا إنجازاً ما في الشرق الأوسط، يثيرون حالياً مسألة تقسيم سوريا.
فإذا كان الأميركيون يريدون تنفيذ خطة التقسيم في سوريا، لفعلوا ذلك حتى الآن، ذلك أن أميركا قد بذلت قصارى جهدها وبالتعاون مع دول المنطقة وبعض الدول العربية، لتدعم المعارضة السورية، وتتمكَّن من إسقاط النظام السوري بطريقة أو بأخرى، ولكنها فشلت في تحقيق أهدافها.
وهناك نقطة أخرى وهي أن أميركا لا تستطيع تنفيذ أي خطة من دون سوريا وحلفاءها، وهي بحاجة إلي الحلفاء الإقليميين أي إيران وروسيا. كما أن العديد من البلدان في المنطقة تعارض تقسيم سوريا، لأنه سيؤدي إلى عدم الاستقرار في المنطقة.
والنقطة الأخرى هي أن الجيش السوري وبمساعدة حلفائه، استطاع في السنوات الخمس الماضية محاربة الجماعات الإرهابية بشكل جيد، وقد ألحق بهم الهزيمة على عدة جبهات، وإذا أرادت أميركا مهاجمة سوريا بدعم من الجماعات الإرهابية، فإنها ستواجه هزيمة الجماعات الإرهابية.
تركيا أيضاً من بين الدول التي تعارض تقسيم سوريا؛ لأن هذا الأمر قد يقود إلي تشكيل دولة كردية في جنوب شرق تركيا، وتكون هذه الدولة الكردية تحت تأثير المعارضة التركية، الأمر الذي يمكن أن يشكل عامل تحفيز للأكراد في تركيا؛ ولذلك، تعارض الحكومة التركية تقسيم سوريا بشدة. وهي القضية التي أكّد عليها رئيس الوزراء التركي داود أوغلو خلال زيارته إلى إيران ولقائه بالرئيس الإيراني، إذ شدَّد على التعاون مع إيران في الحفاظ على وحدة الحكومة السورية ومعارضة تقسيم سوريا.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق