الاٍرهاب يضرب عيد الفصح في باكستان ، والعالم يدين
باكستان تعيش مرة أخرى هول الإرهاب. حيث ضرب تفجيرٌ متنزهاً خلال احتفال لعيد الفصح المجيد، موقعاً العديد من الضحايا بين قتيلٍ وجريح. فيما أعلن فصيل “جماعة الأحرار التابع لحركة طالبان” مسؤوليته عن الهجوم الإنتحاري في مدينة لاهور الباكستانية. فماذا في التفجير الإرهابي، وردود الفعل عليه؟
التفجير الإرهابي
قتل 65 شخصاً على الأقل وأصيب نحو 200 بجروح حرجة الأحد في تفجير إنتحاري في موقف متنزه مكتظ بالرواد في مدينة لاهور الباكستانية. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية شوهدت عشرات السيارات تهرع الى متنزه “غولشان الاقبال” الواقع قرب وسط المدينة التي تحوي ثمانية ملايين نسمة، وفي عداد الضحايا الكثير من النساء والأطفال. وقال محمد عثمان مسؤول الإدارة المحلية في لاهور لوكالة فرانس برس بأن الحصيلة ارتفعت الى 65 قتيلاً وعمليات الإغاثة تتواصل، مشيراً الى أن أكثر من 50 طفلاً في عداد الجرحى. وكانت الحصيلة السابقة تشير الى 56 قتيلاً. من جهته، قال الضابط في الشرطة حيدر اشرف إنه يبدو أنه هجوم انتحاري فالمتنزه كان يضيق بالرواد الاحد. وقال طبيب في مستشفى جناه: “إن عدد الجرحى يفوق 200 شخص ومعظمهم في حالة حرجة”. وقد تراجعت مستويات العنف عموماً في باكستان منذ أن بدأ الجيش هجوماً واسع النطاق على معاقل حركة طالبان وتنظيم القاعدة في المناطق الحدودية مع أفغانستان بشمال غرب البلاد عام 2014. وقتل 17 شخصاً وأصيب عشرات حين انفجرت قنبلة داخل حافلة في بيشاور، كبرى مدن شمال غرب باكستان، في 16 اذار. ويعتبر انفجار الاحد في لاهور الأكثر دموية منذ أن فجر انتحاري نفسه على أبرز معبر حدودي بين باكستان والهند موقعا 55 قتيلاً في هجوم تبناه فصيل جماعة الأحرار من حركة طالبان في تشرين الثاني 2014.
إداناتٌ دولية
وفي وقتٍ أصبح فيه الإرهاب خطراً على الجميع الأمر الذي حتَّم تضامن الدول الأوروبية، أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء الأحد عن “تضامن فرنسا” مع باكستان بعد الإعتداء الإنتحاري، مذكراً بـ”رغبته الصارمة” في “مواصلة مكافحة الإرهاب في كل مكان”. وقال هولاند في بيان صدر من الإليزيه إن “الاعتداء الذي وقع اليوم في لاهور، في باكستان، أودى بحياة أكثر من 60 ضحية وأسفر عن عدد كبير من الجرحى، بحسب حصيلة مؤقتة للأسف”. وأعرب الرئيس الفرنسي “للسلطات والشعب الباكستانيين عن التضامن الكامل لفرنسا في هذه اللحظات المؤلمة وأذكر بالرغبة الصارمة لبلادنا في مواصلة مكافحة الإرهاب في كل مكان”.
من جهةٍ أخرى، فقد أدانت إسبانيا بأشد العبارات التفجير الذي وقع، مخلفاً عشرات القتلى والجرحى ووصفته بالهجوم “الارهابي الشنيع”. واعربت وزارة الخارجية الإسبانية في بيان عن دعمها الكامل للسلطات الباكستانية والتزامها بالوقوف إلى جانبها في الحرب على “الارهاب”. ونقل البيان تعازي إسبانيا العميقة لأسر الضحايا وأصدقائهم وتمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى فيما أعربت كذلك عن تضامنها مع الشعب الباكستاني في هذه اللحظات العصيبة.
أما بريطانيا فقد دانت حكومتها بشدة “التفجير الإنتحاري المروع”. وأكد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في بيان صحافي التزام بلاده بمواصلة تقديم الدعم والمساعدة للسلطات الباكستانية في جهودها لهزيمة من يخططون وينفذون مثل هذه الأعمال الإرهابية. وأعرب هاموند عن تعازيه الخالصة لأسر جميع ضحايا التفجير داعياً الرعايا البريطانيين في مدينة (لاهور) الى الإبتعاد كلياً عن مكان الحادث ومتابعة التطورات عبر نشرة وزارة الخارجية البريطانية ونصائح السلطات المحلية الباكستانية.
من جهتها دانت واشنطن “بأشد العبارات الهجوم الإرهابي” المروع. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الامريكي نيد برايس في بيان صادر عن البيت الابيض “لقد تسبب هذا العمل الجبان في قتل العشرات من المدنيين الأبرياء واصابة العشرات”. وأضاف “نبعث بأحر التعازي لذوي الضحايا كما أن أفكارنا وصلواتنا مع العديد من جرحى الانفجار”. وأوضح المتحدث “أن الولايات المتحدة تقف مع شعب وحكومة باكستان في هذه الساعة الصعبة.. وسوف نواصل العمل مع شركائنا في باكستان وعبر المنطقة ومعاً ستكون جهودنا قوية لاستئصال آفة الإرهاب”.
على الصعيد نفسه، دان رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي التفجير الإنتحاري المروع الذي وقع في وقت سابق اليوم الأحد في مدينة (لاهور) الباكستانية وأوقع العشرات بين قتيل وجريح. وأعرب مودي في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) عن تعازيه لأسر المتوفين متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.
إذن، هي ليست المرة الأولى التي يضرب فيها الإرهاب باكستان. في حين يبدو أن التوقيت والمكان مدروسٌ بعناية. وعلى الرغم من أن طالبان أعلنت مسؤوليتها عن الحادث، فإن الإرهاب أصبح واحداً. في وقتٍ احتشد العالم للإدانة، على الرغم من أن البعض كان يداً للإرهاب على الدوام. لكننا أيضاً، نُدين بصدقٍ الحدث، في وقتٍ أصبح فيه الإرهاب أداةً للإستغلال.
المصدر / الوقت