حرب التجسس وآخر فضائحها، المخابرات الألمانية تتجسس على الكيان الاسرائيلي وأوبك وناسا
يبدو أن الحرب الاستخبارتية الدولية لا تميز بين شريك أو حليف أوصديق أو عدو، فالكل يبحث عن المعلومة، و يحذر من الآخر حتى لو كانت سياسة الدول مشتركة و متقاطعة في المصالح و الأهداف، و يبدو أن الإرهاب المستشري بين دول العالم سيدفع بالدول و أجهزتها الاستخبارية الى كسر كل محرّم و يدفع الى التعدي على كل خصوصية بحجة حماية الدول و الشعوب، و طبعاً الحصول على المعلومة.
شبيغل تفضح اجراءات الاستخبارات الألمانية
جاء في تقرير نشرته صحيفة “شبيغل” الألمانية أن وكالة الاستخبارات الألمانية الخارجية عملت على إلغاء تجسسها على أعضاء في الإتحاد الأوروبي وشركاء في حلف شمال الأطلسي منذ 2013، في الوقت الذي لا يزال هذا التجسس قائماً في مناطق أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن المخابرات الألمانية تجسست من قبل على حكومة الكيان الإسرائيلي ووزارتي داخلية النمسا وبلجيكا ووزارة الدفاع في بريطانيا، وكذلك على منظمة أوبك ومقر صندوق النقد الدولي، كما أن عمليات تجسس “بي إن دي” طالت أيضا وكالة الطيران والفضاء الأمريكية “ناسا”، والقوات الجوية الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية، بالإضافة إلى دبلوماسيين أمريكيين في أوروبا، فضلا عن وزارة الدفاع البريطانية، وحتى الفاتيكان، كما تنصتت أيضا على محادثات لدبلوماسيين أمريكيين في بروكسل والأمم المتحدة.
يذكر أن شبيغل نشرت في تشرين الثاني الماضي، على صفحاتها أن ألمانيا تجسست بـصورة ممنهجة على دول صديقة وعلى منظمات دولية وبعثات دبلوماسية، كما أضافت الصحيفة أن الوكالة تجسست على وزارة الداخلية الأمريكية ووزارات دول أوروبية، مثل بولندا والدنمارك وكرواتيا، مشيرة إلى أن المخابرات الألمانية كانت تفعل هذا الأمر من تلقاء نفسها، وليس بطلب من وكالة الأمن القومي الأمريكية، وأكدت الصحيفة أن هذه التطورات في ملفات التجسس الدولية ستسلط الضوء أكثر على حقيقة أنشطة الوكالة الألمانية للمخابرات الخارجية “بي ان دي”.
كما ذكرت تقارير أن الوكالة الألمانية وضعت البريد الإلكتروني والفاكس والهواتف الخاصة بسفارات وقنصليات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسويد وإسبانيا ودول أخرى تحت المراقبة، وكانت المخابرات الألمانية قد تعرضت لانتقادات شديدة، العام الماضي، بعدما تبين أنها ساعدت وكالة المخابرات الأمريكية في التجسس على مؤسسات وشركات أوروبية.
أمريكا كانت قد بدأت التجسس على برلين سابقاً
علمت الحكومة الألمانية في نفس العام أي 2013 الذي كشف فيه تجسس وكالة الاستخبارات الألمانية على بعض الدول و المنظمات و الأشخاص و منهم أمريكا أن الولايات المتحدة تجسست على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ما أحدث جلبة في الأوساط الدولية وأدى إلى توتر العلاقات بين واشنطن وبرلين.
سنودن و ويكيليكس سبق أن كشفوا الكثير عن التجسس الدولي
أول الغيث الذي فجر فضائح التجسس العالمية كان موقع ويكيلكس الالكتروني ومديره الاسترالي “جوليان أسانج” و هو كان بمثابة اول هزة لأجهزة الاستخبارات الامريكية، بعد أن نشر مئات آلاف الوثائق الديبلوماسية الأمريكية التي كانت بأغلبها تعود لسفارات واشنطن حول العالم، الا ان القشة التي قسمت ظهر البعير و التي كانت بمثابة طعنة مباشرة في ظهر الاستخبارات الغربية عموماً والأمريكية والبريطانية خصوصاً تمثلت في انشقاق عميل الاستخبارات الامريكي السابق “ادوارد سنودن”، الذي استطاع أخذ لجوء من الرئيس “بوتين” و اختبأ في روسيا منذ عام 2013، اذ انه اضافة الى كشفه عن عمليات التنصت والتجسس التي تقوم بها الاستخبارات الغربية عبر شبكة الانترنت واجهزة الهواتف الذكية، فهو حمل بحوزته كنز معلومات يتضمن بيانات شديدة الاهمية متعلقة بشبكات التجسس الامريكية والبريطانية حول العالم.
والجدير بالذكر الى ان “سنودن” بعد انشقاقه اعلن انه اراد الكشف عن برامج التجسس الهائلة التي تقوم بها الاستخبارات الغربية على الملايين من الناس الابرياء حول العالم، زاعماً أن كل ما يقوم به هو في اطار رغبته في الحفاظ على الحريات وخصوصية الناس، وانه ليس في صدد تسليم معلومات سرية الى دول أخرى. وأعلن انه سعى الى اللجوء الى دول في امريكا اللاتينية وان السلطات الأمريكية لو أرادت القبض عليه فعلاً لأتاحت له مغادرة روسيا الى امريكيا اللاتينية، و هناك كان من الأسهل لها القبض عليه، مشيراً الى ان الحكومة الأمريكية تعمدت إبقاؤه في روسيا، لإيهام الشعب الامريكي بأنه خائن و بذلك لا تتورط بفضائح تجسس داخلية على مواطنيها، ما يقلب الرأي العام لصالح “سنودن” و ضد السلطات.
لذا فإن ما كشفته شبيغل ليس بجديد على عالم التجسس الدولي، و سبق أن قامت عدة تقارير استقصائية بكشف العدد من عمليات التجسس حتى في بين الدول العربية نفسها.
المصدر / الوقت