سياسي لبناني :”عرسال” بين دماء حماتها والتخلي العربي
لبنان ـ سياسة ـ الرأي ـ
رأى السياسي اللبناني السيد أحمد شكر رئيس “حركة المبادرة اللبنانية”أنه منذ بداية الأحداث في سوريا.انقسمت الأطراف السياسية اللبنانية بين مؤيد لما يسمى “ثورة” ومعارض لها، ثم انتقل تأييد الطرف المرتهن للموقف السعودي الأميركي من الموقف إلى الدعم والمساندة بالمال والرجال والسلاح الأمر الذي يعد تدخلا في الشؤون الداخلية لدولة عربية شقيقة وجارة تحكمها معاهدات واتفاقيات مع لبنان، عدا عن أن التدخل بالدعم المباشر للمجموعات الإرهابية يعد عدوانا صريحا على سيادة دولة شقيقة وانتهاكا واضحا للمعاهدات الدولية.
وأشار شكر إلى أن عرسال شكلت بما تمثل من موقع جغرافي وواقع ديموغرافي إضافة إلى طول جرودها المحاذية للحدود السورية مادة أساسية للانقسام الداخلي الحاد وبوابة للضغط واللعب بالاستقرار الداخلي عبر التفجيرات إذ خرج معظم الانتحاريين عبرها ومنها (بعد تجهيز السيارات بالعبوات الناسفة) إلى الداخل اللبناني وتحديدا إلى عقر دار المقاومة وبيئتها الحاضنة وكانت جرودها مسرحا لإطلاق الصواريخ للتنفيس عن ضغط وإخفاق الإرهابيين في سوريا أو رسالة للداخل اللبناني المحيط بعرسال المؤيد للمقاومة.
وأضاف السيد شكر، شكلت زيارة وفد من 14 آذار في أيار 2012 إلى عرسال نقطة تحول مهمة في دعم مذهبة الصراع الداخلي والضغط على المقاومة تحت عنوان “التضامن والوقوف ضد ممارسات التضييق على أبنائها”، وما دعوة رئيس بلدية عرسال أهالي البلدة لحمل السلاح وإشهاره في وجه من يقف في وجههم من جيش او شعب أمام الوفد إلا تأكيد على ضلوع 14 آذار وتحديدا تيار المستقبل والقوات اللبنانية في تشريع وتغطية مشروع الدويلة – الإمارة على حساب الدولة والشرعية حيث فتحت له أبواب قريطم ومعراب لاحتضانه ومنحه وزمرته حصانة سياسية في ظل صامت كامل للقضاء اللبناني الذي لم يحرك ساكنا تطور الأمر واجتاحت المجموعات الإرهابية عرسال بمساندة البيئة الحاضنة، وتم أسر عدد من عناصر الجيش وقوى الأمن وكان قد سبقها 5 حوادث اعتداء في البلدة فيما اتخذت المجموعات الإرهابية مبنى البلدية وساحتها مسرحا للقتل والتنكيل بالجيش رغم ثبات الجيش وسهره على أمن الوطن في وجه المجموعات الإرهابية رغم حاجته للسلاح والذخيرة، إلا أن القرار والغطاء السياسي يبقى مفقودا نتيجة الانقسام السياسي الحاد المنعكس على قرارات مجلس الوزراء في ظل فراغ الرئاسة أولا والقرار الإقليمي والدولي وتحديدا الأمريكي بهدف عدم المغامرة بالاستقرار الداخلي وزج الجيش في معركة تحرير عرسال لما للأمر من تداعيات داخلية خطيرة، فيما المخطط السعودي إبقاء عرسال ورقة ضغط وابتزاز على المقاومة لتسعير الفتنة السنية – الشيعية بين عرسال ومحيطها.
واعتبر شكر أن الهبة السعودية العسكرية للجيش اللبناني والتي هلل لها بعض الساسة بكثير من الخفة أتت وليدة الظرف السياسي الإقليمي – الدولي المتعلق بمفاوضات الملف النووي الإيراني في ظل معارضة سعودية وإسرائيلية لإتمام المفاوضات، وانتهت الهبة بمجرد انجاز الملف فكانت مجرد رشوة سعودية لفرنسا مشروطة بعرقلة المفاوضات وعدم انجازها، وما زيارة أوباما للمنطقة حينها إلا لطمأنة حلفاء أميركا وإقناعهم بأهمية التفاهم النووي يفرض السؤال نفسه للتأكد من جدية الهبة، هل من يدعم ويمول الإرهاب والفكر التكفيري في سوريا والمنطقة جدي في دعم جيش لبنان الذي يحارب الإرهابيين في ظل تنسيق كامل بين المؤسسة العسكرية والمقاومة؟
وأكد شكر أن النظرة السعودية للبنان نظرة ارتهان وخضوع للإملاءات والشروط السعودية وليست نظرة لدولة ذات سيادة ومصالح وقرار حر نابع من إرادة سياسية، ترجمت هذه النظرة وان بشكل غير رسمي صحيفة الشرق الأوسط (الممولة من السعودية) التي استباحت سيادة لبنان وكرامة مواطنيه عبر رسم كاريكاتوري يهزأ من لبنان دولة وشعبا، وقبله نقل القمر عربسات من لبنان إلى الأردن، ولحقها إقفال مكتب قناة العربية في بيروت وصرف جميع الموظفين. دعاة السيادة من جماعة 14 آذار وحزب المستقبل بالخصوص غائبون عن المشهد وسط صمت مطبق وكأنه لا يعنيهم بشيء المس بسيادة لبنان وكرامة أبنائه من قبل السعودية، أو أن هذا الفريق يستحضر السيادة ساعة تتقاطع وتخدم مصالحه ومصالح أسياده في الرياض أو أنها استقالة لهذا الفريق ,الكرامة الوطنية التي بدأت تخط بيان هذه الاستقالة من حرب تموز وما قبلها تحت وطأة الارتهان والتبعية الواضحة للبترودولار دون أن يشكل هذا الصمت الوقح حرجا لها، وبدل ان يتحرك القضاء دفاعا وحفاظا على سيادة لبنان يتحرك لتوقيف مجموعه شبابية لديها من الحماسة والكرامة ما دفعها للتحرك بعفوية غير مدروسة اعتراضا دون وجود سوء نية ودون حصول أي جرم المؤكد أن السيادة كما الحرية والكرامة تتكامل فيما بينها ولا تتجزأ.انتهى