العنصرية الأكاديمية الإسرائيلية في الجامعات ، وجه اخر من أوجه الاحتلال
انتشر مؤخراً الحديث عن سياسة العنصرية الاكاديمية التي ينتهجها الكيان الاسرائيلي في الجامعات التي انشأها على الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبله، في هذا الخصوص لن نتطرأ الى اصل فقدان مشروعية الكيان الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية باعتباره محتلاً لها، ولا عن الشروط القاسية التي ترافق الطالب الفلسطيني كالقيود الامنية وبالخصوص فيما يتعلق بعرب 48 واللذين يجدون انفسهم ملزمين بالذهاب الى الجامعات الاسرائيلية مع فقدان الخيار، لكن الحديث سوف يرتكز حول السياسات التي يعتمدها الكيان الاسرائيلي لتطبيق عنصريته على الطلاب الفلسطينين والمكملة لمشروع احتلاله، هذه السياسات ومع الحديث بتجرد عن دور المؤسسات الاكاديمية فإنها تخلق اجواء بعيدة عن هدفها، وهي تخضع بلا شك لنفس المخطط الذي يعزز ويرسخ احتلال الكيان للأراضي الفلسطينية.
عنصرية اكاديمية ونسبة الطلاب والمحاضرين خير برهان
تشهد جامعات الكيان الاسرائيلي ضآلة النسبة بخصوص المحاضرين العرب، فيما السنوات الماضية لم تشهد ازدياداً في النسبة، فجامعة تل أبيب تضم خمسة من اصل 400 محاضر، ففي مقايسة مع الحقبة التي استولى فيها النازيون على الحكم في المانيا وبالرغم من سياسة العنصرية التي انتهجوها الى ان نسبة وجود الاساتذة اليهود في الجامعات الالمانية كانت اعلى مما كانت عليه قبلها، مع الفارق بين المثالين ان الكيان الاسرائيلي محتل للأرض الفلسطينية فيما النازية عبّرت عن آلية في الإدارة والحكم لحزب الماني. هذا ونجد ان بعض التخصصات ممنوع دخول العرب عليها كقسم دراسات الشرق الاوسط.
واستكمالاً للحديث عن النسبة للمحاضرين العرب في جامعات الكيان، فإنه منذ ثلاث سنوات كان عدد اساتذة الجامعات الدائمين 4500 من بينهم 35 من الفلسطينين، اما اليوم فلا يزيد التقدير عن 45 محاضراً من المجموع المقدر ب 5000. في سياق الحديث تجدر الاشارة الى ان نسبة الفلسطينين في اراضي 48 اليوم وبفضل مخطط التهجير الذي تعرضوا له عند احتلال ارضهم يبلغ 20 بالمائة وهو ما لا يتوافق مع نسبة المحاضرين منهم في الجامعات. يضاف الى ما سبق عنصرية الكيان الاسرائيلي في انتهاجه لمبدأ عدم تعيين موظفين عرب في الأجهزة الإدارية في الجامعات، فمن بين 10000 موظف اداري لا يوجد اكثر من 5 موظفين فلسطينيين.
انعدام حرية التعبير والتوهين
يواجه الطلبة الفلسطينيون المحاصرون في اراضي 48 انخفاضاً في معيار حرية التعبير بفضل السياسات الاكاديمية الاسرائيلية المنتهجة، هذه السياسات تبرز بوضوح من خلال التصريحات والأبحاث والنشاطات السياسية، ولا بأس بإستحضار بعض الامثلة في هذا الخصوص، ففي حديث ل “دان شفتان” في محاضرة له اعتبر ان العرب هم اكبر فشل في تاريخ الجنس البشري. هذا وما حدث مؤخراً من نشر الجامعات تبليغات للطلاب بالإعلان عن اي آراء وصفتها ب لا-اسرائيلية تطرح في الجامعات، الى منح عمادة شؤون الطلبة في الجامعات رفض او تأجيل او عرقلة اي طلب تصريح لنشاطات سياسية دون تبرير.
من ابرز الامثلة على ذلك ما حدث في فترة الاعتراضات على العدوان على غزة في جامعة حيفا، حيث قامت الجامعة بقمع الاعتصام الصامت للطلاب الفلسطينين عام 2009 من خلال استدعاء وحدة خاصة من الجيش لتفريق المعتصمين باستخدام أدوات القمع العنيفة جدا – انتهت باعتقال 11شخصاً واصابة بعض الطلاب، من ثم دعوة خمسة منهم للمثول أمام محكمة الطاعة في الجامعة، في مقابل ذلك نظمت جامعات الكيان نشاطات وتصريحات علنية من ضمنها تخصيص صفحة خاصة لدعم العدوان في الموقع الالكتروني الخاص بها.
العنصرية حتى بمناهج التعليم
تقوم المناهج التربوية في جامعات الكيان على ترسيخ مفاهيم العنف والكراهية وبالخصوص بحق الشعب الفلسطيني، الى عسكرة المناهج التعليمية وشرعنة قتل الآخر بالإستناد الى نصوص دينية محرفة وفتاوى الحاخامات حتى تحول القتل الى عبادة، وأصبحت ميزة المتخرج اليهودي من الجامعات ترتكز على روحية التخلص من الآخر، فلا ايمان لديه الا بالوجود اليهودي. ولا يقتصر الامر على ذلك بل ان التعاليم التي تلقى لطلبة جامعات الكيان حول معتقدات الديانات الآخرى تقوم على منهج التحريف، في هذا الإطار سنذكر ملخص سريع لبعض التعاليم المغلوطة التي يتم عرضها على الطالب الجامعي حول معتقدات الديانات الآخرى.
يتم اشباع فكر الطالب الجامعي سواء الفلسطيني صاحب الارض او الاسرائيلي المحتل على ان المصادر الاسلامية تقول بأن القرآن الكريم شريعة العرب وحدهم، هذا الامر مغالط لأصل ومبدأ الاسلام الذي جاء دعوة رسالة الهية للبشر كما كل الديانات السابقة التي تعتبر مكملاً لبعضها ليكون الاسلام خاتمها ومكملها، كما وتعليمهم بأن عيد الفطر هو مناسبة احتفال لدى المسلمين يكثرون في الصوم والدعاء بعد ارتكابهم المعاصي لشهر كامل في رمضان، علماً ان شهر رمضان هو شهر الطاعة والصوم والدعاء كما كل الأشهر. هذا وهناك تعاليم كثيرة مغلوطة حول الإسلام والديانات الآخرى تحاول الجامعات ترسيخها عن عمد حول بعثة الرسول وما جرى بعده.
هذه السياسات العنصرية الممنهجة في الجامعات تهدف الى تعزيز وترسيخ واقع الاحتلال للأراضي الفلسطينية من خلال محو وتحريف الوقائع من جهة وممارسة الضغوط على الطالب الفلسطيني الذي لا يرى بديلاً عن هذه الجامعات الى بتركه ساحة العلم والذهاب الى العمل.
المصدر / الوقت