التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

دي ميستورا : استجداء الحلول غي ظل تخطٍ للمقومات 

وصل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى طهران في زيارة تستمر إلى يومٍ واحد، وجاءت هذه الزيارة قبل بدء جولة جديدة من المفاوضات بين الحكومة السورية و”المعارضة” في جنيف، وكان دي ميستورا قد زار دمشق قبل توجهه إلى طهران، كا أنه التقى مسؤولين أردنيين وسعوديين وأتراك في وقتٍ سابق.

الجولة المكوكية التي يقوم بها المبعوث الدولي تهدف بالدرجة الأولى إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف المؤثرة في الملف السوري، بالإضافة إلى تقديم خطة العمل التي ينوي دي ميستورا طرحها في جنيف وذلك بهدف تخفيض الخلافات بين الحكومة و”المعارضة” إلى أقصى حدٍ ممكن، بغية القبول بخطة دي ميستورا التي أعلن عنها سابقًا والتي تقوم على تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات رئاسية في غضون 18 شهر.

لا يمكن لجولة دي ميستورا أن تفضي بنجاح خطته بعد أن أغلق كافة السبل التي يمكن أن تؤدي إلى الحل، وذلك بسبب تجاهله البند السابع من مفاوضات جنيف 2 والذي يقضي بتعيين الجماعات الإرهابية بشكل دقيق حتى يتسنى للحكومة السورية أن تجلس على طاولة المفاوضات وهي تثق أن من تحاورهم ليسوا إرهابيين.

المماطلة في تعيين الجماعات الإرهابية وتوضيح كيف سيجري التعامل معها هو فرصة لاستغلال الوقت وقلب المعادلات، فالجماعات الإرهابية في سورية كأحرار الشام وغيرها من التنظيمات تحاول أن توسع رقعة الأراضي الخاضعة لها وأن تقلب موازين القوى على الأرض ساعيةً إلى فرض نفسها على الحكومة السورية للقبول بها في مفاوضات جنيف، كما أن الفرصة الزمنية التي يتيحها دي ميستورا للجماعات الإرهابية كافية لحدوث انشقاقات داخل الجماعات التكفيرية لتنبثق عنها جماعات جديدة تحت أسماء جديدة تتيح لها الدخول في المفاوضات مع الحكومة السورية بحجة أن سجل هذه الجماعات نظيف!.

يجب التأكرد على أن حل الأزمة السورية مبني على عدة أسس، أهمها معضلة الإرهاب، والأمر الأهم من تحديد الجماعات الإرهابية هو محاربتها بشكل جدي وليس على نهج التحالف الأمريكي الذي ينفذ اليوم طلعة جوية وغدًا يرمي صناديق الذخيرة لتنظيم داعش، الأمر الذي شهدناه في العراق عدة مرات، كما ويجب على مجلس الأمن الدولي أن يقوم بإلزام تركيا والأردن بإغلاق حدودهما مع سورية، بالإضافة إلى معاقبة أي دولة تثبت علاقتها بالإرهاب، وبدون هذه الإجراءات لا معنى من الحلول، فمشكلة الشعب السوري هي مع الإرهاب وليس مع موعد الانتخابات الرئاسية التي يحاول دي ميستورا تحديدها!.

استدرك دي ميستورا الخطأ الذي حصل سباقًا في جنيف 1 وجنيف 2 إذ تمت تنحية إيران عن الملف السوري، فزيارة دي ميستورا لطهران هي اعتراف أممي صريح بالخطأ الذي ارتكبه بان كي مون في جنيف 2 عند قيامه بسحب الدعوة من إيران بعد مطالبات الإئتلاف بذلك، هذا الخطأ لم يكن خطأ سياسيًا فحسب، بل هو دعم غير مباشر للإرهاب، ولا يمكن أن يكون غير ذلك، فطهران أول دولة شاركت مع الجيش السوري في محاربة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسهم داعش وجبهة النصرة، وبعد سنوات من الحرب على الإرهاب بدأ الغرب حديثًا يهمس ويعترف على استحياء بأن سورية تواجه مجموعات إرهابية يخجل عن تسميتها.

في المقابل بعد أن بات الجميع يقر بوجود تنظيمات إرهابية في سورية، يجب على دي ميستورا تحديد هذه الجماعات، كما يتوجب عليه البحث عن الدول التي تمول هذه الجماعات وتدعمها، ويجب أن يتم منع هذه الدول من المشاركة في جنيف، ومن المهم أن يتم تعيين الجماعات الإرهابية بشكل دقيق وبعيد عن المصالح الشخصية والضغوط الدولية، وأي تساهل في هذا الموضوع يعني السماح للإرهابيين وللفكر الإرهابي بالنفوذ إلى الدولة السورية.

إذا كان دي ميستورا يستجدي الحل فعلا فعليه أن لا يتخطى المقومات، وعليه أن يقوم بجميع واجباته متجنبًا اتخاذ أي قرارات نيابة عن الشعب السوري، فالخيار للشعب السوري الذي صمد في وجه أعتى عاصفةٍ إرهابية طيلة الـ 5 سنوات سابقة، وإذا لم يلتزم دي ميستورا بالحيادية و بطرح الحلول التي لا تمس سيادة الدولة السورية واستقلالها فهذا يعني أن المفاوضات لن تنتهي إلى نتيجية يقبل بها السوريون وستلاقي مصير الفشل المحتوم.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق