التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

السيناريوهات التي ترسمها الولايات المتحدة ضد قوات “الحشد الشعبي 

الأمريكيون ومن خلال التقارير والتصريحات التي يدلون بها عن قوات اللجان الشعبية و”الحشد الشعبي” العراقية، والتي تطوَّعت لقتال الجماعات الإرهابية، يحاولون الإيحاء بأن “الحشد الشعبي” يسعي إلي الانتقام من أهل السنة في العراق.

وأن هذه القوات الشعبية الشيعية وعبر تدمير منازل أهل السنة والاستيلاء علي أراضيهم، تعمل جاهدةً علي تشكيل دكتاتورية شيعية في مستقبل العراق. هذه الاتهامات التي يوجهها المسؤولون الأمريكيون وبعض الشخصيات داخل العراق، والتي تتحدث عن تهجير قسري يتعرض له المواطنون السنة، وتدمير وحرق للمنازل علي يد قوات الحشد الشعبي في المناطق السنية، ما هي إلا اتهامات باطلة لا أساس لها من الواقع.

وفي الحقيقة إن هدم المنازل في المناطق السنية قد تم علي يد إرهابيي داعش، وهو الأمر الذي أكد عليه العديد من المسؤولين والشخصيات السنية البارزة، ويجب القول إن مواقف بعض التيارات السنية الموالية لأمريكا، في مواجهة قوات الحشد الشعبي، هي مواقف تصادمية تتماشى مع السيناريوهات التي يريدها الأمريكيون ضد الحشد. في هذه الأثناء، تقوم بعض الدول العربية مثل السعودية وقطر، و وسائل إعلام هذه الدول مثل قناتي العربية والجزيرة، بتشويه صورة قوات “الحشد الشعبي” التي شاركت في تحرير أجزاء عديدة من العراق كان داعش قد سيطر عليها، و توحي بأن هذه القوات الشعبية أكثر خطورةً من “داعش” بالنسبة لمستقبل العراق.

وبما أن هذه الدول العربية تعارض وجود سيادة موحَّدة في العراق، فهي تسعي إلى أن يبقي العراق غارقاً في الصراعات الطائفية والعرقية والدينية، وتتشكَّل فيه حكومةٌ ضعيفة وتابعة لهم. والأمريكيون ومن خلال الاتهامات والسيناريوهات التي يروِّجونها ضد الحشد الشعبي، يسعون إلى تهميش هذه القوات التي تشكلت لمكافحة الجماعات الإرهابية وداعش، حتي لا يقوم عراق موحَّد، ومع وجود حكومة ضعيفة في هذا البلد، تتوفَّر الأرضية لوجود الجماعات الإرهابية علي أرضه.

وحول أسباب اعتماد هذا النهج من قبل بعض السنة في العراق حيال “الحشد الشعبي”، نقول أيضاً إن هذا الإجراء نابعٌ من نموذج عرقي، يضحِّي بالمصالح الوطنية من أجل التنافس الاستنزافي مع الشيعة. فتجنُّب أهل السنة وضعف الجيش العراقي في مواجهة داعش من ناحية، وخشية الحكومة المركزية من تسليح العشائر التي لها سجلٌ سيء في التعاون مع تنظيمي القاعدة وداعش من ناحية أخري، عوامل جعلت “الحشد الشعبي” المعوَّل الوحيد للحكومة العراقية للتعامل مع المخاطر الأمنية المتسارعة الموجودة.

مؤسسة انديشه سازان للدراسات الاستراتيجية

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق