خبير: منظمة التعاون الإسلامي فقدت الهدف الذي أُسِّسَت له وهو القضية الفلسطينية
وكالات ـ سياسة ـ الرأي ـ
قال الخبير في الشؤون التركية دانيال عبد الفتّاح أن منظمة التعاون الإسلامي يتم استخدامها بالمال ولمصالح دول معروفة ولخدمة سياسات هذه الدول .وهذه المنظمة فقدت أهدافها ومعاييرها لأن الهدف الأساسي الذي أسِّسَت من أجله ” فلسطين “.
عبد الفتاح قال : لننظُر إلى زيارة الرئيس الشيخ روحاني إلى أنقرة بمعزِلٍ عن مؤتمر التعاون الإسلامي في اسطنبول , فعلاقة أنقرة وطهران وبعيداً عن أي ضغوطات هي علاقة صرفة ليس لها علاقة لا بالملف السوري ولا بالمملكة السعودية ولنفهم هذه العلاقة يجب عزلها عن س س أي سوريا والسعودية.
وأضاف لقد رأينا في أنقرة وجهاً جيّداً ومميزاً للعلاقة الثنائية حيث تم التوقيع خلالها على تأسيس مجلس تعاون استراتيجي أعلى بين البلديَن والعلاقات متقدمة جداً وهناك تعاون اقتصادي ونفطي وطاقة ونقل بري ومواصلات واتصالات فضلاً عن التبادل الثقافي بينهما ووصل التعاون إلى السياحة المشتركة وكل هذه النقاط تبيّن مدى العلاقة المميزة بين البلديَن أهمها تأسيس وفتح فروع للبنوك والمصارف وهذا بحد ذاته تحدٍّ للقرارات الأممية والعقوبات الأميركية على إيران في مجال السويفت وتحويلات العملات الصعبة بين البلديَن.
وأكمل الخبير عبد الفتّاح أن هذا المشهد وهذه الصورة لهذه العلاقة المميزة جداً تؤكد أن تركيا بحاجة لإيران بقدر حاجة إيران لتركيا ,فجاء كلام أحمد داوود أوغلو بعد كلام الرئيس الشيخ روحاني عندما بادر وعرض على الجميع التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وهذا العرض شمل العربية السعودية أيضاً وأن المشكلة التي تجمع الجميع هي التطرف حيث قال أن إيران مستعدة للعمل المشترك لمحاربة الإرهاب بشكل حقيقي .
وأردف أن كلام أوغلو وقوله أن تركيا مستعدة للمشاركة في الحرب على الإرهاب وذلك لتبرئة ساحة تركيا ويقول أيضاً لإيران أنهم سيحاربون داعش وعلى استعدادٍ تام ,ولكن هذا الأمر يتم من خلال اتفاق وتوافق على كيفية محاربة الإرهاب وأين سيتم ذلك وبأي شكل ومثالي على ذلك أن أوغلو أراد أن يقول لإيران أن تواجد القوات التركية في بعشيقة شمال الموصل هدفه محاربة داعش والقوات التركية ,والفصائل المسلحة في سوريا المدعومة تركيّاً تتعرض لهجوم من داعش في مارع واعزاز ,فهو بذلك يطلب مساعدة إيران في القضاء على هذا التنظيم.
وأكمل أن هذه هي أوجه الطلب التركي ولا تتعدى أبداً أكثر من ذلك إذ أننا نعرف أن أردوغان رفض حتى الآن أن يقول عن داعش أنه تنظيم إرهابي أما حين يكون هناك خطر في الميدان على الفصائل المدعومة تركيّاً من داعش أو أن يكون هناك خلاف على موقع جغرافي معين أو اشتباك ربما حينها سيكون هناك خطرا على تركيا من داعش وتبدأ محاربتها بشكل جديّ ولكن في نقاط موضعية محددة.
وحول قمة اسطنبول قال الخبير عبد الفتاح أن تركيا عندما استضافت القمة في اسطنبول أرادت أن تكون هي الدولة التي ترعى هذه القمة وتسيّر شؤونها محاولة أن تظهر أنها دولة تعمل على أهداف وتطلّعات المنظمة الإسلامية وأهدافها ولكن هذه المنظمة فقدت أهدافها ومعاييرها ,وهنا تركيا أرادت أن تستعيد من الجانب السعودي هذه المنظمة عن طريق إرضائه بكل الأشكال إذ ظهر للعيان أن تركيا فقدت القدرة والمصداقية في أي مصالحة أو وساطة بين الدول الإسلامية .
ورأى أن تركيا لم تتمكن من إعادة العلاقات بين تركيا ومصر ولا الجمع بين ملك السعودية ورئيس إيران وفشلت في لم شمل مصر مع تركيا ,فالمنظمة مطلوب منها أن تقرّب وجهات النظر وتوحّد الصفوف بين دول العالم الإسلامي وتنبذ كل ما يفرّق وحدة الصف .
واعتبر أن البيان الختامي ومقرراته جاءت كلها منافية تماماً لهذا التوجه وللوظيفة المناطة بالمنظمة فغرّقت العالم الإسلامي وخلقت تحالفات داخل البيت الإسلامي ضد دول إسلامية أخرى وبدلاً من مهاجمة الكيان الصهيوني والتنديد بسياسته هاجمت المنظمة إيران والمقاومة التي تحارب إسرائيل .
وأضاف أن الرئيس الإيراني لم ينظر إلى هذه القمة على أنها قمّة جادّة ويجب مقاطعتها والابتعاد عنها بل حضر إليها بأعلى مستوى ممثلاً برئاسة الجمهورية الإسلامية مع وفدٍ كبير والتزم بكل مقرراتها ولكن عندما أدانت هذه القمة إيران وخط المقاومة وحزب الله لم يشارك حينها بالبيان الختامي والتوقيع عليه .
وختم الخبير عبد الفتاح أن قرارات المؤتمر يجب التوقيع عليها والتوافق عليها وفي حين التحفظ أو اعتراض بعض الدول على هذه القرارات يصبح القرار لاغياً وقرارات غير ملزمة ولم يتم الإجماع عليها لذلك تم إدراجها في البيان الختامي وليس في المقررات أو التوصيات.انتهى