دور الموارد المالية لداعش في إبقاء هذا التنظيم الإرهابي على قيد الحياة
تعتمد موارد داعش المالية في الجزء الأساسي منها على التمويل الخارجي، ولكن فيما يختصّ بالشؤون الجارية والمتنوعة فإن الاعتماد يكون على موارد التنظيم الداخلية، والتي يتم توفيرها من خلال بيع النفط، الاختطاف، أخذ الغنائم، بيع الآثار وما شابه ذلك.
ويعتبر الهيكل الاقتصادي لداعش من الاقتصادات المعتمدة علي القدرات المحلية، والتي تقوم على التهريب الذي يشمل الاتجار بالبشر، السلع، الطاقة والآثار. وعلى الرغم من أن اقتصاد داعش يفتقر إلى النمو الاقتصادي وهو اقتصادٌ راكد وغير مستقر وهش، ولكن بالنظر إلى أن هذا التنظيم يسيطر علي موارد محدودة من النفط، فإن هيكله الاقتصادي يعدّ من بين الاقتصادات الحكومية.
أما المساعدات المالية التي يقدِّمها شيوخ العرب وأغنياءهم وخاصةً السعوديين والقطريين والكويتيين، وكذلك بعض دول المنطقة مثل تركيا، فهي أيضاً من الموارد الأخرى لتمويل تنظيم داعش الإرهابي. واللاعبون الإقليميون مثل تركيا والسعودية، وفي مقابل مساعداتهم ودعمهم لهذا التنظيم، قد حددوا لأنفسهم أهدافاً، أهمها كان سقوط الحكومة في بغداد، وتغيير النظام السياسي في سوريا والمعادلات السياسية – الأمنية في المنطقة، حيث تصبّ هذه التغييرات في مصلحة الكيان الإسرائيلي.
ولكن بما أن تنظيم داعش الإرهابي وبعد مضيّ خمس سنوات على بدء الأزمات الإقليمية في العراق وسوريا، قد فشل في تحقيق أهداف الدول الراعية له، فإنه يواجه صعوبات فيما يتعلق بدعم هذه الدول له؛ ومن هنا فقد اضطرّ هذا التنظيم الإرهابي إلى زيادة جهوده لتلبية متطلباته المالية من خلال الموارد الداخلية، مثل فرض الضرائب والرسوم علي الناس وبيع النفط أو التهريب.
إلا أن الانتصارات التي حقَّقتها الحكومة والجيش في سوريا، وتلك التي تحقَّقت علي يد الحكومة والقوات العراقية المسلحة وبمساعدة اللجان الشعبية، تمكنت من التصدي لهذا التنظيم الإرهابي، والحيلولة دون تهريب موارد الطاقة والنفط والاتجار بالأشخاص والبضائع إلى حد ما. ومن بين التدابير التي يمكن اتخاذها للتعامل مع الموارد المالية لداعش، هي محاربة الشعوب الإسلامية لهذا التنظيم الإرهابي والقضاء عليه، وفضح ممارساته في وسائل الإعلام والمحافل الدولية.
لقد أدركت الدول الأوروبية والغربية أن داعش لا يستطيع تحقيق أهداف الغربيين في الشرق الأوسط، وهو يفتقر إلى القدرة اللازمة لتحقيق هذه الأهداف في المنطقة، خاصةً أن هذا التنظيم الإرهابي قد خلق مخاطر وتهديدات للبلدان الأوروبية، ونفَّذ عمليات إرهابية وتفجيرات في بعض عواصمهم.
مؤسسة انديشه سازان للدراسات الاستراتيجية
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق