في عيد الأم تذكرت أبي
عدنان الفضلي
يحتفل العالم في الحادي والعشرين من شهر آذار في كل عام بعيد (الأم)، فتجد الجميع وقد جهّز لها هدية قيمة كانت أو متواضعة، تقديراً منه ووفاء لتلك المرأة التي حملته تسعة شهور في بطنها، قبل أن تضعه لتمنحه فيما بعد حنانها الكامل، بينما يستذكر كثيرون -ومنهم أنا- أمهاتنا اللواتي رحلن عنا، عبر كتابات او زيارة لقبورهنّ.
نعم الإحتفال بالأم واجب مقدس، وشعيرة إنسانية كبيرة، يجب دوام إقامتها وعدم التفريط بها، فهي نالت قدسيتها عندما وضع لها الله الجنة لتكون تحت قدميها، وهي المعطاء بكل شيء بدءًا من حنانها وانتهاءً بلحظات الحزن التي تنتابها حين حدوث مكروه لواحد من ابنائها.
نعم سأحتفل بعيد الأم لكني معها سأحتفل بأبي أيضاً الذي شاركها (محنة) تربيتي، أنا الولد المشاكس الذي لم يحاول أبي يوماً أن يعاقبني او (يبسطني) حين أرتكب خطأ أو حماقة ما، عكس أمي التي كثيراً ما عاقبتني أو أعترضت على دلال أبي لي.
نعم أبي ذلك الرومانسي الحالم والعاشق لأرضه وناسه، الذي زرع فيّ بذرة عشق كل ماهو جميل ابتداءً من الأرض وانتهاءً بالنساء:
أبي..
إله ضجر صمته
كلما شاخ دمه..
تفصدت قطرات جبهته
يزفر يومه..
أصدقاء وثورات ميتة
ويربط مساءً..
جذوع عشيقاته
الى صدر وطن أخضر
نعم في عيد الأم تذكرت أبي بكامل حضوره الذي كان يبهجني، وتمنيت أن يكون لدينا في العراق عيداً للأب مثل باقي دول العالم، التي حددت يوم الحادي والعشرين من شهر حزيران من كل عام ليكون (عيد الأب) حيث تقام احتفالية عالمية لا دينية لتكريم الآباء، يتم الاحتفال بها في عدة أيام مختلفة حول العالم، وهو يعادل الاحتفال بعيد الأم والذي يخصص لتكريم الأمهات.
لكن..! في ختام مقالتي هذه سأخبركم عن سبب تذكري أبي في عيد الأم، وهو ربما سبب يجعلكم تحزنون لأجلي، لكني مضطر لأخبركم انه في الحادي والعشرين من آذار من كل عام تمر الذكرى السنوية لرحيل أبي.
في آراء