جدل في تونس حول أراض خرجت عن السيادة
وكالات- سياسة – الرأي –
أثر الجدل المتصاعد في مصر حول جزيرتي تيران وصنافير في التونسيين وحرك لديهم مجددًا الرغبة في المطالبة بأرضهم التي منحها التقسيم الاستعماري لجوارهم.
فتونس على سبيل المثال هي البلد الوحيد إفريقيا الذي حرم من حقه في الصحراء الكبرى التي اقتسمتها فرنسا على دول المنطقة والتي هي من المفروض فضاء مفتوح لقبائل الطوارق والبدو الرحل في الربوع المترامية.
كما أن لتونس جزرا باتت خاضعة للسيادة الإيطالية، وبعضها الآخر تونسي قانونا وواقعا لكنه مهمل لم يقع الإلتفات إليه رغم أن تونس من البلدان التي تستثمر في سياحة الجزر وقد تم إعمار جزيرة جربة منذ قرون وكذا أرخبيل جزر قرقنة. لكن بقيت جزر أخرى في طي النسيان، فجزيرة جالطة مثلا والواقعة في أقصى شمال البلاد لا يعرفها التونسيون رغم كبر حجمها إلا عندما يقرؤون التاريخ ويعرفون أن الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة نفته فرنسا هناك أيام الكفاح من أجل الاستقلال، والجيش التونسي هو من يرتادها ويقيم عليها ثكنة عسكرية بالرغم من أن القرطاجيين استوطنوها وعمروها في وقت سابق وآثارهم باقية وشاهدة على عظمة حضارتهم.
بنت الرياح
ولعل أشد الجزر إثارة للجدل هي جزيرة بنت الرياح أو بنتلاريا بحسب التسمية الإيطالية المحرفة للتسمية العربية الأصلية. إذ يشاع أن أحد ملوك تونس منحها منذ القرن الثامن عشر للإيطاليين وتنازل عليها مقابل جارية إيطالية جميلة عشقها وتزوجها وأنجب منها وكان مهرها هذه الأرض التونسية.
وقد كانت بنتلاريا أو بنت الرياح مستقرا لجيوش القائد أسد بن الفرات القيرواني الذي غزا صقلية الإيطالية وألحقها بالبلاد التونسية ممثلة في ذلك الزمن بإمارة بني الأغلب في القيروان. واستمر حكم التونسيين لصقلية لقرون ومنها تعود جذور القائد الفاطمي جوهر الصقلي الذي فتح القاهرة وجعلها عاصمة للفاطميين عوضا عن القيروان والمهدية التونسيتين وذلك رغبة في الإقتراب من بني العباس في بغداد ومن الحرمين الشرفين.
الحدود الموروثة
ويدعو البعض على صفحات التواصل الاجتماعي إلى المطالبة ببنت الرياح وغيرها من الأراضي التي منحت لدول الجوار والتي كانت في عصر ما جزءًا من الأراضي التونسية. في المقابل فإن البعض يدعو الآخر ليؤكد على أهمية الحفاظ على الحدود الموروثة عن الاستعمار من أجل استتباب الأمن والسلم في المنطقة خاصة وأن الأمر يتعلق بأشقاء مغاربيين.
فالعبرة ليست بشساعة المساحة ولا بعدد السكان بل بإيجاد المعادلة لتحقيق التنمية لهذه الساكنة مهما كان عددها، ولو فتح هذا الباب على مصراعيه لأصبح الحديث عن حدود قرطاج التي تمتد إلى كريت اليونانية شرقا وجنوب القارة العجوز شمالا وإلى حدود ما يعرف اليوم بالكامرون والغابون جنوبا. فبنتلاريا مثلا لو بقيت تحت السيادة التونسية لن تعمر بتلك الكيفية التي جعلت فيها شبكة متطورة للطرقات وبنية تحتية راقية شأنها شأن جزيرة لامبدوزا التي باعها ملوك ما قبل إعلان الجمهورية في تونس إلى إيطاليا وباتت جزءا من أراضيها و مقصدا للمهاجرين غير الشرعيين من الأفارقة والمغاربيين الذين يتخذون من تونس محطة لرحلة الموت تلك.
انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق