التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

هل عادت الفدرلة إلى الواجهة السورية من جديد أم أن الهدف ليّ الذراع التركية فقط؟ 

وكالات – امن – الرأي –
يتحول السلطان العثماني شيئاً فشيئاً إلى قط محشور في الزاوية بسبب كثرة المشاكل التي بات يواجهها، التهديدات الإرهابية في الداخل التركي ومعضلة داعش، ارتفاع أصوات المعارضة ضد حزب العدالة والتنمية، مشاكل خارجية مع دول كسوريا وروسيا والعراق ومصر بعد دعوة الشيخ القرضاوي من تركيا إلى مظاهرات مليونية ضد الرئيس السيسي وأخيراً المشكلة الكردية التي باتت عقدةً بالنسبة لأنقرة.

في هذا السياق أعلنت بعض وسائل الإعلان أن ما تُسمى بالإدارة الذاتية الكردية في محافظة الحسكة، شمال شرق سوريا، تستعد للإعلان رسميا عن تشكيل “جيش” لحماية مناطق سيطرتها، بعد إعلانها الفيدرالية مؤخرا، وقد جاء تأكيد هذا الخبر على لسان قائد ما يُسمى بجش حماية الفيدرالية ريناس روزا في تصريحات لوسائل إعلام كردية، موضحاً أن القوات الكردية باشرت التدريبات والتجهيزات العسكرية للإعلان قريباً عن نواة الجيش الجديد، وبحسب ما يتوفر من معلومات فإن نواة ذلك الجيش تتألف من العرب، والكرد، والأرمن، والشراكس.
الإعلان عن تشكيل ذلك الجيش له عدة دلالات، أولها أن المشكلة الكردية باتت تتحول إلى معضلة بالنسبة لأنقرة التي تعمل جاهدة على مواجهة قيام أي فيدرالية كردية على حدودها، فضلاً عن تخوفها من انتفاضة كردية داخلية في تركيا، أما الدلالة الثانية فهي وجود مشروع يلوح في الأفق حول فكرة الفيدرالية، صحيح أن ذلك الجيش المعلن عن تشكيله مكون من أعراق وقوميات عدة، إلا أنه في نهاية الأمر يعمل على حماية منطقة ذات حكم ذاتي بغض النظر عن القومية التي تحكمها، وهو ما يثير مخاوفاً من أن تكون تلك الخطوة بدايةً لتعميم فكرة الفدرلة في سوريا.
الأمريكيون رأوا بأن الأكراد ورقة رابحة يمكنهم الرهان عليها، فيما لم يخف الروس استعدادهم للتعاون مع الأكراد ودعمهم نكايةً بتركيا وسحباً للبساط من تحت الأقدام الأمريكية.
أخيراً تبقى لأسئلة المثارة حول ماهية ذلك الجيش ومن هي القوى الإقليمية والدولية التي سيتعاون معها؟ وكيف ستكون ردة فعل الحكومة السورية حول ذلك خصوصاً بعد آخر اتفاق على التهدئة بين الحكومة السورية والمقاتلين الأكراد في مدينة القامشلي، ما هو الدور الروسي في كل ما يجري، خصوصاً وأن روسيا حريصة على مصلحتها ومصلحة حليفتها دمشق، وهي لا تغامر بأ خطوة من شأنها أن تضعف سلطة الحكومة السورية على الأراضي السورية، فهل خطوة تشكيل ذلك الجيش مجرد مناور ميدانية لإرباك التركي فقط ؟
انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق