المرجعية الدينية تشدد على أخذ السياسيين العبرة ممن سبقهم ومنح المواطنين حقوقهم
كربلاء المقدسة ـ محلي ـ الرأي ـ
شددت المرجعية الدينية على لسان ممثلها في كربلاء المقدسة السيد احمد الصافي ، على المتصدين للمسؤولية من السياسيين إلى الاعتبار مّمن سبقهم .
وقال ممثل المرجعية العليا في كربلاء المقدسة احمد الصافي ، خلال خطبة الجمعة في الصحن الحسيني المقدس جملة ما ذكر الإمام علي {عليه السلام} إلى واليه في مصر مالك الاشتر ، قال له ليس يبقى من أمور الولاة إلا ذكرهم وليسوا يذكرون إلا بسيرتهم وآثارهم حسنة كانت أو قبيحة ، فأما الأموال فلابد لنائبة من نوائب الدهر أن تأتي عليها فتكون حسرة على أهلها ، وان أحببت أن تعرف عواقب الإحسان ، والإساءة ، وضياع العقول في ذلك فانظر في أمور من مضى من صالحي الولاة ، وشرارهم ، فهل تجد منهم أحدا مّمن حَسُنت في الناس سيرتُه ؟ ، وخفت عليهم مؤنته ، وسخت بإعطاء الحق نفسه أضر به ذلك في شدة ملكه ، او في لذات بدنه ، أو في حسن ذكره في الناس ، أو أن تجد احدا ممن ساءت في الناس سيرته ، واشتدت عليه مؤنته كان له لذلك من العز في ملكه مثلما دخل عليه من الناس به في دنياه وآخرته ” .
وأضاف ثم ختم الإمام {ع} وقال : ” فلا تنظر إلى ما تجمع من الأموال ، ولكن انظر إلى ما تجمع من الخيرات ، وتعمل من الحسنات ” .
وأوضح السيد الصافي ، “بعض حالات عامة الناس يشمله هذا الكلام ، فلا يكون همّ الانسان جمع المال ، وانما جمع الحسنات والطاعات ، وهذا امر حسن ، لكن عندما يتصدى الانسان لمسؤولية معينة قد تكون سياسية لاشك ان هذه الامور ستكون فيه اشد وأولى ، ولذلك الإمام {ع} تكلم مع {مالك} عندما أرسله واليا ، وأراد ان ينبه مالك إلى اشياء مهمة تضر بولايته ان لم يلتفت ، وتقويها ان التفت ” .
وأشار إلى ان ” هذا الكلام لكل احد ، ولكن كونه والياً يتصدى لأمور المسلمين يجب ان تكون رقابته لذاته اكثر ، ونصحائه أكثر ، وعلى أي متصدٍ ان يلتفت إلى ما يقوله أمير المؤمنين {ع} ممن اجمع عليه المسلمون إما على نحو الوصي بعد النبي ، او كونه خليفة رابعا ، فإن هذا الكلام من شخص كان خليفة للمسلمين ، ووجه وُلاته بكلمات من جملتهم {مالك} ، فالكلام فيه دقة ، وعلى من يتصدى ان يفهم كيف يتعامل مع هذا النص ” .
لافتا إلى انه ” لا يبقى من الولاة الا ذكرهم ، هي قضية واقعية ، ولم يبق الا ذكرهم ، وليسوا يذكرون الا بسيرتهم وآثارهم كيف كانوا مع الرعية ؟ ، فالآثار والسيرة شاخصة ” .
ونوه إلى ضرورة عدم وقوع المتصدين للمسؤولية في وسائل الإغراء من الثروات والأموال والجيش ، وغيرها من الأمور التي يمكن أن تجعلهم يكتنزون بلا حسيب ورقيب ، مشددا على ضرورة أن لا يكون همهم {المال} ؛ لأنه سيكون حسرة ” .
وتابع إن ” الإنسان عليه أن يعتبر ، فالإمام {ع} يوصي مالك يقول انظر إلى الذين قبلك ، لا تنظر إلى ما تجمع من الأموال ، ولكن انظر إلى ما تجمع من خيرات وحسنات ؛ ليكون ذكرك في الناس محبوباً ” . انتهى