سلام الربيعي : نسجل استغرابنا من استجداء بعض السياسيين للحلول الخارجية ونرفض فرضها على العراقيين
بغداد – محلي – الرأي –
سجل خطيب وامام جمعة بغداد الشيخ سلام الربيعي في خطبة الجمعة، استغرابه من استجداء بعض السياسيين للحلول من الخارج والاعتماد عليها، معتبراً ذلك دليل عجزهم وتقصيرهم في إيجاد الحلول لبلدهم وشعبهم، مطالبهم بالاستفادة من نصائح المرجعية التي كانت ولا تزال ترفدهم بالحلول المنطقية والناجعة للخروج من الازمات الخانقة، منتقداً انشغال السياسيين بصراعاتهم المقيتة ويتناسون ابنائهم يتساقطون صرعى كما حصل في طوزخورماتو.
وقال الشيخ سلام الربيعي من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد، “اريد ان ابين الاهمية التاريخية للعراق وانه كان ولا زال مركز القرار السياسي منذ ازمان حيث كانت مدن البصرة وبغداد ترسمان سياسة الدولة الاسلامية وسيبقى كذلك وصولا الى دولة الامام المهدي المنتظر وهذا ما نراه واضحا وجليا من خلال الاطماع الاجنبية بخيرات العراق وتراثه بل ومراقبتهم الحثيثة والمستمرة لمشهده السياسي ومحاولة التدخل في شؤونه الداخلية”.
واضاف “نلفت نظر سياسيينا الى ذلك ونسجل استغرابنا من استجداء البعض منهم الحلول من الخارج والاعتماد عليه كما حصل حيث شهدت الساحة العراقية مؤخرا زيارات قام بها مسؤولون كبار من دول اجنبية كمحاولة منهم لفرض الحلول على العراق”.
وتابع الربيعي ان “هذا دليل عجزهم وتقصيرهم في إيجاد الحلول لبلدهم وشعبهم ولعل خير دليل على ذلك الفوضى والتصرفات الغريبة الاخيرة في قاعة البرلمان والتي شهدت الكثير من المخالفات الدستورية واللعب بمقدرات الشعب والتفاف حول مطالبه والتي عكست ضعف بعض الساسة على مواجهة الواقع وعدم مقدرتهم على ادارة شؤون الامة بل كان الاولى بهم ان يستفيدوا من نصائح المرجعية التي كانت ولا تزال ترفدهم بالحلول المنطقية والناجعة للخروج من الازمات الخانقة فعليهم ان يرجعوا الى رشدهم ويلتفتوا الى الجذور التاريخية الاصيلة لهذا البلد الكريم وشعبه ابي والوقوف عند القيادة الحقة التي تريد الخير والصلاح للجميع”.
وانتقد الربيعي السياسيين “من المعيب جدا ان ينشغل السياسيون بصراعاتهم المقيتة ويتناسون ابنائهم يتساقطون صرعى كما حصل في طوزخورماتو حيث التصادم المسلح بين طرفين يشتركان في تحديات تهدد وجودهم وامنهم واستقرار مدينتهم وهذا امر مرفوض بطبيعة الحال لأنه يقدم خدمات كبيرة للإرهاب ويستنزف جبهة مكافحته ومحاربته ويضعف مواردها بطريقة غير حكيمة وغير مبررة ، فبدلا من اشتراك هذه الاطراف المتنازعة في حماية وامن المواطنين من سكان طوزخورماتو وتصويب السلاح نحو داعش تقذف بصواريخها وقنابلها العمياء على السكان المدنيين العزل في معركة جميع اطراف النزاع فيها خاسرون والرابح الوحيد منها هو الارهاب ومشاريعه التخريبية ، فكان الاولى بهم بل بالقيادات السياسية التابعة لها تلك القوات المتصارعة تحمل المسؤولية الوطنية والاخلاقية بإنهاء هذا الصراع الدموي الذي راح ضحيته الكثير من الابرياء ورغم هذا كله نقول ﻻ زالت حلول المرجعية تترى عليكم وهي بين ايديكم فلا تضيعوها وتندموا بعدئذ على ضياعها فلا تنفع الحسرة والندامة”.
وبخصوص ذكرى استشهاد الامام الكاظم، بين الربيعي ” نحن اليوم اذ نشهد ذكرى استشهاد الامام الكاظم عليه السلام ونتوجه لأرض الكاظمية لنرمقها بنظرة الولاء والمحبة معلنين عزائنا بزحفنا المليوني الذي يدخل السرور على قلب النبي واهل بيته لنظهر عزة اولياء الله تعالى وكرامتهم وجلالة شأنهم فأننا في نفس الوقت انما ندخل الرعب واليأس على قلوب اعدائهم وشانئيهم الناصبين لهم العداء”.
واضاف ان “زيارة الامام الكاظم باعتبارها شعيرة فينغي ان تؤدي هدفها المنشود والمرتجى بل هكذا كل العبادات والاعمال ﻻ تعرف قيمتها الا من خلال اثارها في حياة الفرد والمجتمع ونأمل من الزائرين ان ﻻ يضيعوا تعب الزيارة بارتكاب المحرمات من قبيل التبرج وعدم الاهتمام والالتفات الى الحجاب الشرعي والاختلاط غير المحتشم لكلا الجنسين والاحتكاك المريب وتجاهل اوقات الصلاة وتضييع فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ورمي الطعام على الارض والقصائد بأطوارها الغنائية وغيرها الكثير من المخالفات الشرعية وان يلتفتوا لأهداف الزيارة السامية فهذه فرصة وضياعها غصة”.انتهى
فراس الكرباسي