الايام تعري الاٍرهاب وتكشف تجار الدم ؛ وحلب تنزف
“للباطل جولة و للحق جولات” هي ليست مجرد مقولة بل هي تطبيق عملي جرّبته الشعوب على مرّ العصور، فدائماً ما كان للفاسد و القاتل و الباطل ككل نهاية وخيمة، و كان للحق الكلمة الأخيرة، فالعدالة الإلهية تقتضي ذلك، و هو ما نراه اليوم يتكشف عن تجار الدم السوري البريء، الذين لاقوا مصيراً يليق بأفعالهم، وبدون شك فأن هذه هي النهاية الحتمية لكل من يفسد البلدان و يدمر تعب عقود من السنين بذلته الشعوب و الدول سدى، لأجل نفسه و مصالحه الضيقة و تحت عناوين خلّابة و خدّاعة.
زهران قبض ثمن كل فعله الإجرامي
يوماً بعد يوم، تتكشف فصول متاجرة ما يسمى بجيش الإسلام المدعوم من السعودية بدماء أهل الغوطة الشرقية لدمشق، وآخرها كان ما تم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعي، لفيديو يُظهر المتزعم السابق لجيش الإسلام “زهران علوش” قبل مقتله بأسابيع، يخوض جدالاً حاداً مع مسؤول “فيلق الرحمن” الارهابي المدعو “ابو النصر”، ومسؤول لواء فجر الأمة المدعو “ابو خالد الزحطة”، اللذان اتهما “علوش” بالمتاجرة بدم الغوطة من خلال التفرّد بحيازة الأموال التي تأتي إلى المنطقة من قبل الدول الراعية لهم.
و كما تظهر المشاهد المصورة فإن “علوش” سيطر على مبلغ 12 مليون دولار، وهو آخر دفعة حصل عليها من دول داعمة للإرهاب لم يسمها، فيما يدور خلاف حول مصير الأموال، فيقول “الزحطة” إنه تم اخذها على اسم الغوطة الشرقية، فيما يصر “علوش” على أنها أموال خاصة بجيش الاسلام.
وكان “علوش” قد قُتل مع عدد من مسؤولي جيشه، في غارة جوية للجيش السوري استهدفت أحد المقرات في بلدة اوتايا بالغوطة الشرقية لدمشق، فيما تحدثت العديد من التنسيقيات حينها عن دور ما لإحدى الفصائل المناوئة له في مقتله.
ويرجح ان تسريب الفيديو تم من قبل “فيلق الرحمن” الارهابي الذي تدور بينه وبين “جيش الاسلام” الارهابي اشتباكات عنيفة منذ عدة ايام في الغوطة، اسفرت عن مقتل وجرح العشرات من مسلحي الطرفين، ويعود سبب الاشتباكات لاتهام الفيلق لجيش الإسلام بتصفية العديد من الشخصيات البارزة في الغوطة، والتي كان آخرها محاولة اغتيال القاضي الشرعي للغوطة الشرقية التابع لفيلق الرحمن “خالد أبو طفور”، إلى جانب محاولة جيش الإسلام الاستئثار بالسلطة في الغوطة الشرقية لنفسه وتصفية كل من يقف بوجهه.
وكان جيش الإسلام قد قام باختلاق عدة أكاذيب لتبرير قضائه على فصيل جيش الامة التابع للجيش الحر، حيث قام بتصفية واعتقال اغلب مسلحيه تباعاً منذ منتصف الـ 2014 و حتى بداية الـ 2015 التي شهدت القضاء على الفصيل بشكل نهائي.
الجماعات الارهابية تواصل استهداف الاحياء السكنية في حلب
لا زال حمام الدم في حلب متواصلاً و لم يكف الارهابيون عن إجرامهم فقد واصلت جبهةُ النصرة بالتحالفِ مع فصائلَ مسلحةٍ ارهابية أخرى مهاجمةَ الأحياءِ السكنيةِ بمدينةِ حلب بقذائفِ المدفعيةِ والصواريخِ ما أسفرَ عن سقوطِ مزيدٍ من الشهداء وجَرحِ العشراتِ من السكانِ بينهُم أطفالٌ ونساء. وتعرضت أحياءُ شارعِ النيلِ والحمدانية والسليمانية والقصرُ البلدي وساحةُ سعد الله الجابري ومِنطقةُ عفرين وأحياءُ بابِ الفرج والميدان والمحافظة وسيف الدولة والاذاعة والمارتيني الى قصفٍ عشوائيٍ متقطع.
و حسب المصادر فإن حصيلة هذه الضربات كانت على الأقل 6 شهداء في الوقت الذي كان من الصعب على المسعفين و سيارة الإسعاف الوصول الى هذه الأماكن في ظل القصف المستمر.
و من ناحية أخرى أكدت غرفة الصناعة في حلب أنها ستوزع الأدوية و الأدوات الطبية مجاناً على مختلف المستشفيات و المراكز الطبية في مدينة حلب و ذلك حتى نهاية هذه الهجمات الارهابية.
و الجدير بالذكر أن هذه الهجمات الارهابية مستمرة منذ أكثر من اسبوع على المناطق السكنية في مدينة حلب، و أدت الى مقتل المئات من الأبراء المدنيين أو جرحهم.
فهل ستكشف الأيام المقبلة الأيدي الملوثة بدماء أبناء حلب؟ و هل سيُكشف الراعي لهذه المجموعات و المحرّض الأساسي على قتل الأبرياء من مدينة حلب كما رأينا “زهران علوش” في الفيديو المسرب بالأمس؟ الأيام المقبلة كفيلة بفضح كل المستور و محاسبة كل مرتكب و ظالم.
محمد حسن قاسم