مروان البرغوثي: الاحتلال الإسرائيلي يساعد في إيجاد بيئة حاضنة للفكر والخطاب التكفيري
فلسطين ـ سياسة ـ الرأي ـ
انتقد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأسير مروان البرغوثي، الواقع الذي وصل له الشعب الفلسطيني في ظل الانقسام الداخلي، وتخبط الرؤى، والقيادة، داعيًا لخطاب تحرر وطني، وبنية سياسية شابّة تنقلنا إلى مسارٍ بديل.
وقال البرغوثي، في رسالةٍ تسربت من سجنه :” لقد تجاوزت السلطة دورها الوظيفي في “شقّي الوطن”، واعتدت على الحريات، فلا يعقل أن تقمع فصائل التحرر الوطني حريات شعبها، وتكون في الوقت نفسه قادرةً على تحرير وطنها، ولا يمكن أيضًا لأي تنظيم سياسي أن يمتلك المستقبل من دون أن يمتلك مفرداته”.
وأضاف :” إذا أردنا تخطي مساوئ هذه المرحلة، فإن علينا تجديد الخطاب والبنية، عبر التزام خطاب تحرر وطني، وبنية سياسية شابّة تنقلنا إلى مسار وطني بديل”.
وأعرب البرغوثي عن أسفه لفشل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية – التي تتزعمها حركة فتح – في تقديم رؤية سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية جديدة، تنسجم مع فكر التحرر الوطني الديمقراطي المتنور والمنفتح على الثقافات الإنسانية.
وتحدث عن إخفاق القيادة الفلسطينية في التقاط مغزى ما يحدث في الضفة كبوصلة وطنية يمكن الاستعانة بها لتصويب المسار، بعيدًا عن الأوهام، وسراب التفاوض، والسلام الزائف، فالقيادة الرسمية لم تغتنم اللحظة التاريخية، ولا تزال تراوح مكانها، وتكرر الخطاب، والأداء ذاتهما، منعزلةً عن الجماهير، التي خطت أولى الخطوات نحو تصويب المسار، ونحو إعادة الاعتبار إلى قضية فلسطين كقضية تحرر وطني منفتحة على العالم، وإعادتها إلى مركز الاهتمام في ظل ما تشهده الساحات العربية من أحداث دراماتيكية ألقت بظلالها على قضية فلسطين.
وقال البرغوثي :”لقد جاءت الهبّة الشعبية الحالية، كما انتفاضة الأقصى عام 2000، كانعكاس للتناقض المحتدم بين المُستعمِر والمُستعمَر، وكردٍّ صريح على فشل خيار المفاوضات، فاتحة المجال أمام تصويب المسار وتوضيح الرؤية”.
وأعرب عن أسفه من كون “هذه الهبّة المتواصلة منذ ثمانية أشهر – من دون أي إشارات إلى توقفها – لم تجد بعد، محليًا وعربيًا، مَن يحتضنها سياسيًا، واجتماعيًا، وإعلاميًا، وماليًا، ومَن يدفع بها نحو التحول إلى انتفاضة شعبية كبيرة، ويسلِّحها بأهداف ورؤية سياسية تقطع المرحلة السابقة برموزها وسياساتها البائسة”.
وتابع البرغوثي يقول :” كم نحن بحاجة إلى تحويل ظاهرة الطعن والدهس والأعمال الفردية، إلى انتفاضة شعبية من نوع جديد، انتفاضة تختلف عن الانتفاضتين الأولى والثانية، نظرًا إلى خصائص جيل ما بعد أوسلو الذي فجّرها، وإلى اختلاف زمانها وشروطها، لجهة استشراس الاحتلال، وتسارع وتيرة انعطاف المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين، وهيمنة قوى التطرف والعنصرية”.
ونوه إلى أن الواقع لا يحتمل الفراغ، مشيرًا إلى أن “الفراغ الذي تملأه اليوم قوى الفكر التكفيري التي تنتشر كالنار في الهشيم، مستخدمةً أدوات العصر بكفاءة خصوصًا في الأوساط الشبابية، أخذًا في الاعتبار أن دوائر الاحتلال تساعد في إيجاد بيئة حاضنة للخطاب التكفيري، بهدف دقّ أسافين بين النضال التحرري الفلسطيني، والقوى التقدمية المؤيدة لهذا النضال في العالم، عبر خلق تماثل موهوم بين المقاومة المشروعة من جهة، والإرهاب التكفيري من جهة أُخرى”.
ودعا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إلى “ثورة في نظمنا التربوية، والتعليمية، والفكرية، والثقافية وفي منظومة القوانين، من أجل بناء عوامل الصمود لشعبنا الفلسطيني، وتزويد الجيل الشاب بالأمل، والثقة كي يواصل نضاله ويطوره لنيل الحرية وتحقيق العودة والاستقلال الوطني”.انتهى