ظاهرة “اسلام فوبيا” في الغرب وضرورة التصدي لها
وكالات – سياسة – الرأي –
يعتبر الترهيب من الاسلام او ما يعرف بـ “اسلام فوبيا” الغرب من السياسات التي لا تنكر لقسم من المدنية الاميركية الاوروبية التي تعرف بالغرب الصهيوني .
ففي يومنا هذا هناك المئات من مواقع الانترنت وعشرات القنوات الفضائية والكثير من الصحف الغربية تقوم بذرائع مختلفة ببث الدعايات السلبية وغير العقلانية ضد الاسلام والمسلمين.
ويمكن القول ان “اسلام فوبيا” الغرب او رهاب الاسلام ظاهرة متكاثرة من نتاج تقاطعات الخصائص الهجومية للعنصرية الغربية في العصر .
لقد واجهت مسيرة نمو وانتشار الاسلام والمسلمين في اوروبا على الدوام تحديات من قبل ثلاثة تيارات وهي اسلام فوبيا ومعاداة الاسلام والتطرف والوهابية والحكومات المنحرفة . وقد استخدمت هذه التيارات في مختلف الفترات التاريخية اساليب خاصة للهجوم على الاسلام والمسلمين .
ركزت التيارات المذكورة في بادئ الامر إجراءاتها الاساسية على ممارسة الضغوط الحكومية والهيكلية وبعد فشلها في إيقاف الموجة المتصاعدة للاسلام والمسلمين في اوروبا عبر استخدام تلك الاساليب ، لجأت في المرحلة الثانية من الرهاب الاسلامي عبر تركيز خططها على استخدام الاداة الثقافية والوسائل الاعلامية . وكانت في الواقع تتوخى التشويش على الفضاء العام للمجتمع وايجاد الرعب والكراهية في المجتمعات الغربية للاسلام والمسلمين.
وفي المرحلة الراهنة ايضا حيث تركز فيها تيارات الرهاب الاسلامي على الانشطة والمخططات الشبكية الحزبية والمتطرفة فان الفئات الاسلامية استطاعت بشكل ملحوظ ان تتصدى لها. كما ان بامكان الاجهزة والمؤسسات القادرة على مد الجسور مع هذه الفئات ان تمهد لانتصار مسلمي اوروبا في هذه المرحلة من خلال توعيتها بالاساليب الجديدة وكذلك من خلال تقديم الدعم السياسي والمالي لها والسعي من اجل توحيدها.
وفي هذا السياق يمكن الاستفادة من مجموعة الاجراءات المتخذة على ثلاثة أصعدة بهدف التصدي لـ “اسلام فوبيا” في اوروبا وهي: الصعيد السياسي والصعيد الاجتماعي والثقافي والصعيد العلمي.
وفي المجال الثقافي ، يمكن الاستفادة من طاقات المسلمين في اوروبا ومن وجود المؤسسات والمراكز التقليدية كالمساجد والحسينيات.
رغم ان غالبية هذه المراكز تقتصر مساحة نشاطها على الجمهور الداخلي وضمن المجموعات لكنها تتمتع بدور مصيري جدا بالنسبة للمسلمين من الرعيل الاول والمسلمين الذين هم على معرفة باللغات والثقافة الاوروبية. ان باستطاعة هذه المراكز ان تلعب دورا مؤثرا في توجيه سلوك هذه الفئة من مسلمي اوروبا وتعاملها الاجتماعي وايضا في السعي من اجل ايجاد الاتحاد بين المسلمين .
وفي المجال السياسي ، لابد من تقوية وزيادة الاحزاب والفئات السياسية الخاصة بالجاليات الاسلامية في اوروبا من خلال اتخاذ نهج معتدل .كما يتطلب تعزيز حضور النواب المسلمين في البرلمانات وفي حكومات دول اوروبا الغربية وودعمهم عبر عملية التصويت الانتخابي. ان تعزيز مشاركة المسلمين في العمل السياسي والانتخابي على الاصعدة المحلية (الانتخابات البلدية ومجالس البلدية و..) والوطنية (البرلمانية والرئاسية) والاوروبية (البرلمان الاوروبي) امر ضروري . ولابد من الاهتمام بالاحزاب والتيارات الاوروبية المناهضة للرأسمالية والصهيونية والتطرف.
يجب مضاعفة النشاط من اجل التوعية السياسية للمسلمين وسائر السكان الاوروبيين بشأن خطر التيارات الوهابية والتكفيرية من جهة وتيارات اليمين المتطرف المعادي للاسلام في اوروبا من خلال تشغيل اللجان الدعائية والاعلامية.
وفي المجال الاجتماعي ، لابد من تقوية التيارات والنماذج العقلانية والاجتماعية الاسلامية المعتدلة في اوروبا مقابل التيارات المتطرفة وتعزيز الصلات الاجتماعية بين المسلمين والمواطنين المحليين .
كما يستلزم دعم وتقوية الفئات واللجان الاسلامية الطلابية في اوروبا وايجاد الصلات بينها وبين الفئات الطلابية غير المسلمة بهدف تعميق معرفتها بالمجتمع الاسلامي في اوروبا .انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق