التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

ماذا تعني دعوة المعارضة “المعتدلة” للتنصل من النصرة وداعش! 

وكالات – امن – الرأي –
في هذا المجتمع الدولي تجتمع التناقضات وتُقلب المعايير، توصف المقاومة بالإرهاب، ويصبح الإرهاب حرية وثورة! ويتحول القاتل إلى ضحية!

في سورية من خرجوا بتظاهرات أسموهم بـ “الثوار والأحرار” ومن خرجوا في السعودية والبحرين وتركيا” أسموهم مخربين وأصحاب فتنة وخونة وعصاة لولاة الأمر! ولا تزال هذه القواعد معمول بها إلى الآن، وقد كان آخرها دعوة المجموعة الدولية لدعم سوريا عبر بيان صدر في ختام اجتماعها في فيينا، فصائل المعارضة السورية إلى التنصل من تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” جغرافيا وأيديولوجيا، حيث تلا ذلك البيان وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال مؤتمر صحفي.
والغريب أنه كيف يمكن وصف تلك المعارضة بـ “المعتدلة” وفي ذات الوقت تتم مطالبتها بالتنصل من تنظيمي داعش وجبهة النصرة المتطرفتين! كيف استوى أن يكون الـ “المعتدل” على علاقة بـ “المتطرف المتشدد”؟ أساساً ما الذي دفع هؤلاء لمطالبة المعارضة بفك ارتباطها عن داعش والنصرة لولا أن هناك وثائق ودلائل وواقع يؤكد أن كل المعارضة لا تختلف عن داعش والنصرة؟ ألم تفشل واشنطن سابقاً في العثور على معتدلين عندما أقرت برنامج تدريب ما تُسمى بـ “المعارضة المعتدلة” وقتها لم تجد سوى 60 عنصراً من بين عشرات الآلاف من المسلحين ثم تضاءل عددهم إلى خمسة مقاتلين فقط! هذا لوحده دليل على مدى تمازج “المعارضة” مع الحركات التكفيرية الإرهابية.
صحيح أن مطالبة المعارضة فك ارتباطها بداعش والنصرة دليل يدين تلك المعارضة، لكن الصحيح أيضاً بأن واشنطن أقدمت على هذه الخطوة مقابل عدم إدراجها حالياً لكل من ميليشيا ما تُسمى بجيش الإسلام وحركة أحرار الشام على لائحة الإرهاب، علماً بأن هذين التنظيمين يعتنقان ذات العقائد التي يعمل بها كل من داعش والنصرة، وذات الرموز المقدسة لكل من داعش والنصرة أي ” من علماء السلفية والوهابية والأخوان” هم ذاتهم مراجع لجيش الإسلام وحركة أحرار الشام، بالتالي فإنه من الناحية العقائدية الكل خرج من رحم واحد، ألا وهو رحم التطرف مع اختلاف التسميات.
لقد أراد الأميركيون أن يتظاهروا بمحاربتهم للإرهاب، فطلبوا من المعارضة ومن ضمنها أحرار الشام وجيش الإسلام فك ارتباطهم بالنصرة وداعش، وذلك تمهيداً للقول أمام روسيا بأن هذين التنظيمين في حالة حرب مع النصرة وداعش وبالتالي لا يمكن إدراجهما على لائحة الإرهاب كما طلبت روسيا.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق