ائتلاف حكومي بين “الليكود” و”اسرائيل بيتنا”، ونتياهو يكلف ليبرمان بحقيبة الدفاع خلفاً ليعالون
نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر سياسية ترجيحها بان توقيع الاتفاق الائتلافي بين حزبي الليكود و”إسرائيل بيتنا”، سيتم الاثنين، فيما من المتوقع أن يتسلم رئيس حزب “اسرائيل بيتنا” افيغدور ليبرمان حقيبة الدفاع في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإئتلافية الثلاثاء 24 مايو /أيار.
ويأتي التحالف الجديد بين نتنياهو وليبرمان على وقع الخلاف الذي نشب بين رئيس الوزراء الاحتلال (نتياهو) وزير الدفاع السابق موشيه يعالون، واتهم يعالون في حديث لموقع الليكود، إن نتنياهو تخلى عنه وعن رئيس هيئة الأركان في قضية الجندي (الاسرائيلي الذي أطلق النار على رأس فلسطيني جريح في الخليل)، كما قال الوزير المستقيل إن ليبرمان قام بالتحريض ضده في هذه القضية.
واعرب يعالون في بيان استقالته من منصبه الوزاری ومن عضویته فی الکنیست، أنه فقد الثقة برئیس الحکومة “بنیامین نتنیاهو” الذی حاول الإطاحة به عن طریق عرض وزارة الحرب على زعیم ما یُسمى “البیت الیهودی”، أفیغدور لیبرمان.
وفی بیانه أشار یعلون إلى انعدام الثقة بینه وبین رئیس الحکومة “نتنیاهو”، خصوصاً فی أعقاب التطورات الأخیرة المُتعلقة بالعمل الحکومي لا سیما موضوع الائتلاف. وکان قد أشار مراقبون بأن قرار نتنیاهو الإطاحة بـ “یعلون” لیس مفاجأً، لکن الجمیع تفاجأ بالأسلوب.
وحذر يعالون من “المساس بالقيم والمبادئ والمهنية لا يمكن السكوت عنه”، بتحول حزب (الليكود) من يمين معتدل، بحسب يعالون، إلى حزب يميني متطرف، ولعل الوصف الأدق تحوَّل (الليكود) من حزب يميني متطرف إلى موقع أشد تطرفاً”، معتبراً أن اسرائيل لا يمكنها تحمل عواقب المزيد من التطرف، والتهور في استسهال استخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين.
بدورهاعقدت هيئة أركان الجيش الاسرائيلي، صباح الأحد 22 مايو/أيار، جلسة خاصة لوداع يعلون استعرض خلالها حرس الشرف وغادر مقر الوزارة.
وتبدأ من مساء الأحد اجتماعات كتلة المعسكر الصهيوني في الكنيست في أول جلسة لها منذ فشل المفاوضات مع رئيس الوزراء نتنياهو لدخول الائتلاف الحكومي. وستكون هذه الجلسة مغلقة، في حين تنوي الحكومة عرض تشكيلتها الجديدة على الكنيست لإقرارها مع افتتاح الدورة الصيفية الاثنين. وتضم التشكيلة الجديدة ليبرمان وزيرا للدفاع وسوفا لاندفير وزيرة للاستيعاب، حسبما أعلن رئيس الائتلاف الحكومي دافيد بيتان من حزب الليكود الليلة الماضية، مشيرا إلى أن الاتصالات الائتلافية المستمرة بين “إسرائيل بيتنا” والليكود توشك على الانتهاء.
من جانبه أكد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن حكومته تستند إلى قاعدة ائتلافية واسعة ستواصل السعي إلى إجراء مسيرة سياسية مع الفلسطينيين بمساعدة جهات إقليمية، واستذكر نتنياهو، خلال جلسة وزراء حزب الليكود التي عقدت صباح الأحد، بأنه أعلن لدى تشكيل الحكومة الحالية عن نيته توسيعها، باعتبار ذلك أفضل للتعامل مع التحديات. وأكد أن الفرصة لا تزال سانحة لضم المعسكر الصهيوني إلى الائتلاف الحكومي.
من جهته، أعرب ياريف ليفين الذي يترأس وفد الليكود إلى المفاوضات الائتلافية، عن تقديره لوزير الدفاع المستقيل موشيه يعلون، معربا عن أسفه لاستقالته، غير أنه أضاف أن التعديل الوزاري كان ضروريا، من أجل توسيع رقعة الائتلاف والاستقرار السياسي.
ليبرمان يشترط معاقبة الفلسطينين بالاعدام للانضمام لحكومة نتياهو
ودخل رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، في وقت سابق، في مباحثات مع ليبرمان، وزير الخارجية اليميني السابق، من أجل ضمه إلى الائتلاف الحكومي، وتمكن نتانياهو من الفوز بولاية رابعة، العام الماضي، لكنه يحكم بأغلبية صوت واحد في البرلمان “الكنيست” الذي يضم 120 نائبا، وهو ما يجعل حكومته مهددة، في حال وقع خلاف مع أي من حلفائه السياسيين.
وكان ليبرمان عقد، الأربعاء، مؤتمرا صحفيا، قال فيه إنه مستعد للتفاوض على اتفاق مع نتانياهو، مطالبا بتولي حقيبة الحرب (الدفاع) بالإضافة إلى سن تشريع جديد “يعاقب بالإعدام الفلسطينيين الذين ينفذون هجمات قاتلة”.
وسبق أن عمل ليبرمان مساعدا لنتانياهو ووزيرا للخارجية، وكانت بينهما علاقة يشوبها التوتر، وأثار الكثير من الجدل بتشكيكه مرارا في ولاء الأقلية العربية داخل “إسرائيل”
كاتب اسرائيلي: ليبرمان يمثل الفاشية
الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي جدعون ليفي، المحسوب على اليسار، من بين الذين حذروا من تولي ليبرمان حقيبة وزارة الدفاع، حيث يرى ليفي أن عرض هذه الحقيبة على ليبرمان بمثابة “رفع راية سوداء لم يرفع مثلها من قبل، وتجاوز خط أحمر لم يجر تخطيه سابقاً..”، ويضيف: “إنه اقتراح غير شرعي، لأن ليبرمان شخصية لا تمتلك أي شرعية، على الرغم من أنه انتُخب عضو كنيست في انتخابات ديمقراطية، ولأول مرة في تاريخ إسرائيل أصبح خطر الفاشية خطراً حقيقياً، لا بل محدقا”.
المصدر / الوقت