السعودية تزود النصرة “بكلوريدا السيانوجين”… دوافع ورسائل
المنظمة الاوروبية للامن والمعلومات اتهمت السعودية قيامها بتزويد النصرة بغاز “كلوريد السيانوجين” مؤخراً لإستخدامها في قصف احياء حلب، هذا ما صرح به امين عام المنظمة الأوروبية للأمن والمعلومات “هيثم ابو سعيد”، النصرة قصفت احياء حلب بالغاز الكيماوي وتحديداً “حي الشيخ مقصود. هذا ولا تعد المرة الأولى التي تقوم بها السعودية بتزويد النصرة وغيرها من الجماعات الإجرامية بالإسلحة الكيماوية، والدوائر الرسمية الأممية وثقت الكثير من هذه الحالات. “كلوريد السيانوجين تم تسليمه للنصرة عن طريق الحدود الاردنية وباستغلال برنامج الدعم الشهري الذي يتم من بلغاريا. في هذا السياق سنشير الى بعض الاسباب التي تدفع بالسعودية لتزويد الجماعات الارهابية بهذه الاسلحة وبالخصوص في هذه الفترة بالذات، وتداعيات ذلك لدى الامم المتحدة والمجتمع الدولي، والرسائل المراد ايصالها من قبل السعودية.
المجتمع الدولي وردود الفعل
لا حديث عن مجتمع دولي، فما يسمى بالمجتمع الدولي هو في واقع الأمر الدول الأوروبية والغربية وامريكا، هذه الدول هي الراعية لهذه الجماعات بل والصانعة لها، وما الإستنكارات التي نسمعها من هنا وهناك الا حركة اعلامية سياسية مشابهة لتلك التي رأيناها في حجج احتلال افغانستان والعراق، وتدمير سوريا وليبيا وغيرهما من الدول، والوثائق تتكشف يوما بعد يوم اكثر من ما مضى عن ضلوع مباشر للدول الغربية في رعايتها هذه الجماعات وادارتها.
دوافع و رسائل
أولاً: لا يروق للسعودية المعادلة التي باتت مفروضة اليوم في سوريا، ففي الحين الذي كان الحديث فيه عن البديل للحكومة السورية المنتخبة، وموعد رحيل الأسد وما شابهه من طروحات، صار الحديث اليوم عن خيار السلام واحياء العملية السياسية هو الرائج، خاصة بعد ان بدأ يتبلور لدى الجانب السعودي صياغة التقارب بين امريكا وروسيا حول سوريا وان بشكله الاولي، ولهذا، يأتي تزويد النصرة بالغاز الكيماوي تعبيراً عن عدم الرضا السعودي للمعادلة الجديدة، فالسياسة السعودية لا شك ستكون متضررة بالحد الأدنى من اي صياغة توافق في المنطقة سواء في سوريا او اليمن أو اي بقعة جغرافية من منطقة الشرق الاوسط، هذا ان لم تكن النهاية.
ثانياً: هي محاولة للضغط على العملية التفاوضية سواء فيينا او جنيف او أي مؤتمر مرتقب آخر، فالرسالة تقول ان الجانب المعادي لسوريا والداعم للجماعات الإجرامية فيه لن يحده الذهاب الى أي خيار تصعيدي، حتى ولو كان الخيار استخدام الكيماوي، وبأنه قادر على ذلك، هذا بهدف تحصيل مزيد من المكاسب في أي عملية تفاوضية.
ثالثاً: من خلال مؤتمر فيينا الأخير حول سوريا، تبيين بوضوح ان الخيار الأمريكي ومن يقف موقفه، يرى في خيار الاستنزاف ومزيد من اطالة امد الازمة هو المراد، وهذا ما كان جلياً في تصريحات وزير الخارجية الامريكية “جون كيري” والذي قال: “أن شهر آب/ أغسطس ليس إلزامياً للوصول إلى حكومة انتقالية”.
في المقابل فالإنتصارات التي حققها الجيش السوري والتشكيلات الشعبية المساندة وبالخصوص خلال الفترة الأخيرة من شأنها أن تقضي على المخطط الأمريكي الرامي الى اطالة الأزمة، ولذلك يأتي تزويد النصرة بالغاز الكيماوي من قبل السعودية ومن خلفها أمريكا، كرسالة بأن المعادلة القاضية بحفظ موازين القوى المتصارعة غير مسموح بتخطيه. كما وهو خطوة لإعاقة تقدم الجيش السوري والتشكيلات الشعبية المساندة له.
المصدر / الوقت