التغييرات الاخيرة داخل حكومة الكيان الاسرائيلي والتقاء المصالح بين السعودية والكيان
ان انخراط الحزب الراديكالي “إسرائيل بيتنا” ضمن الائتلاف الحاكم في الكيان الاسرائيلي وانتخاب أفيغدور ليبرمان، رئيس الحزب، كوزير للدفاع لدى الكيان الغاشم سيكون له اثر بشأن التطورات السياسية المستقبلية في الحكومة الحالية التي ستتجه نحو اليمين المتطرف بشكل كبير حسب ما يرى المراقبون.
حيث ان اختيار ليبرمان كوزير للدفاع سيؤدي إلى ارتباك كبير على الصعيدين الداخلي والخارجي ناهيك عن الغموض الكبير الذي سيمر به هذا الكيان اثر هذه التغييرات.
ويرى كثير من المراقبين ان تعيين المدعو ليبرمان على راس وزارة الدفاع سيكون له اثر سلبي ضخم على قوى المقاومة وبشكل خاص داخل قطاع غزة.
فان تعيين ليبرمان ياتي ضمن تنسيق على المستوى الإقليمي في ظل غياب التقارب غير المسبوق بين الدول العربية وخاصة السعودية التي لها الدور الاكبر لهذا الوضع العربي السيئ.
ويرى مراقبون ان تعيين ليبرمان يصب اولا واخيرا في قيام رئيس مصر عبد الفتاح السيسي في الاسبوع الفائت وبناءا على اوامر سعودية بعرض تمديد اتفاقية “كامب ديفيد” بين مصر والكيان الاسرائيلي لتصبح شاملة كافة الدول العربية. هذه الدعوة المصرية بتوجيه سعودي اثارت الكثير من اشارات الاستفهام حول العلاقات العربية الاسرائيلية والتطورات الكثيرة التي شهدتها على مدى 14 عاماً الاخيرة.
لطالما حكي في الماضي عن علاقات سعودية إسرائيلية في الكواليس لكنها اليوم لم تعد مجرد أقاويل بل باتت جهارا نهارا توصف بالحميمة، فما الغاية من وراء هذه العلنية ؟ وإلى أي درجة تتقاطع مصالح الجانبين؟
ان العلاقات الاسرائيلية السعودية تشهد اعتمادا متبادلا من كلا الطرفين ولا ياتي هذا عن عبث ولكن بالاعتماد على ثلاث نقاط محورية واساسية وهي:
النقطة الاولى هي التاكيد العلني للنظامين لدى الطرفين ان عدوهما المشترك هو الجمهورية الاسلامية الايرانية ومحور المقاومة في المنطقة. النقطة الثانية هي السعي الدؤوب للطرفين لملء الفراغ الكبير الذي شكله انسحاب الجيش الامريكي من العراق. اما النقطة الثالثة والاهم فهي رغبتهما في حل القضية الفلسطينية بهدف ان يصبح الكيان الاسرائيلي بعد ذلك نظاما سياسيا واجتماعيا واقتصاديا له علاقات متينة مع العرب.
نتنياهو يرى ان تنفيذ العرض السعودي للسلام سيؤدي الى القضاء على الارهاب في المنطقة قاصدا بالارهاب المقاومة في غزة ولبنان فقد غدت المقاومة الان لدى الكيان الاسرائيلي والسعودية مدعية الاسلام والعروبة هي ارهاب وخطر مشترك.
ان كل ما تم ذكره عن العلاقات السعودية الاسرائيلة لم يعد امرا غريبا وبشكل اخص بعدما قام موقع “ويكيليكس” العام الماضي بنشر مراسلات وزارة الخارجية السعودية من وإلى سفاراتها حول العالم، وهي المراسلات التي ألقت الضوء على سياسة الدبلوماسية السعودية تجاه عدد من القضايا وآلية عملها حيالها وما يستشف من ذلك من تداعيات ومسائل أخرى طالما حرصت السعودية على أن تكون ممهورة بعبارة “سري للغاية”.
حيث كشف الموقع ما يخص العلاقات بين السعودية والکيان الإسرائيلي ومسألة التقارب بينهما وذلك بنشره عدداً من المراسلات التي تعطي صورة شبه متكاملة عن مراحل التقارب بين الطرفين وخاصة أن المراسلات في أغلبها تخص العشر سنوات الماضية، والتي بدأت خلالها وبإلحاح طرح مسألة التطبيع مع الکيان ومبادرة السعودية بذلك.
ولم تتوان الماكينة الاعلامية لكلا الطرفين السعودي والاسرائيلي عن التكلم علنا عن العلاقات المشتركة حيث كشف تقرير لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن حجم الاستثمارات الإسرائيلية في بلدان خليجية على رأسها السعودية، وكشفت الصحيفة أنها المرة الأولى التي تقدم فيها جهة إسرائيلية عن نشر تقرير مفصل بالأرقام عن حجم وطبيعة الاستثمارات الإسرائيلية في هذه البلدان.
بينما قام الأمير لواء ركن نايف بن أحمد بن عبد العزيز، أحد أهم القادة العسكريين السعوديين، المتخصص في مجالات العمليات الخاصة والحرب الإلكترونية، قام في منتصف 2012 بكتابة مقال في إحدى المجلات التابعة للقوات المشتركة الأمريكية، تحدث فيها بإيجابية عن الکيان الإسرائيلي وعن ضرورة تقوية العلاقات بين بلاده وتل أبيب، مادحاً الرئيس الإسرائيلي السابق، شيمون بيريز، مؤكداً على ضرورة أن يستثمر الجانبين في تقوية أواصر التعاون والتلاقي بين الفلسطينيين والعرب عموما والإسرائيليين.
ويعتبر النظام السعودي الداعم والناشر الاساسي للفكر الوهابي المتطرف الذي يقوم عليه تنظيم “داعش” الإرهابي والتنظيمات التكفيرية الأخرى وقد استثمر وفق العديد من التقارير على مدى العقود الماضية أكثر من عشرة مليارات دولار في مؤسسات خيرية مزعومة في محاولة لنشر الايديولوجيا الوهابية التي تتسم بالتعصب والقسوة.
المصدر / الوقت