النظام السعودي يحرج حليفه الأمريكي في اليمن
وكالات – امن – الرأي –
ماذا يعني أن تحرم واشنطن النظام السعودي من توريد القنابل العنقودية إليه؟ هل يُعتبر ذلك تغيراً في منحى العلاقات السعودية ـ الأمريكية؟ أم أنها مناورة سياسية لا أكثر، إذ لا يمكن أن ينفصل النظام السعودي عن الحامي الأكبر له أي “واشنطن”.
فماذا في خفايا الخبر الذي تضن إعلان البيت الأبيض عن إيقافه توريد القنابل العنقودية إلى السعودية، حيث أعرب عن قلقه من ازدياد عدد المدنيين الشهداء في اليمن.
إحدى الصحف الأمريكية المقربة من أجهزة الاستخبارات وهي مجلة “فورين بوليسي” كشفت اعتراف مسؤولين أمريكيين بأن القرار اتخذ نتيجة قلق واشنطن من عدد الشهداء الكبير بين المدنيين في اليمن الناجم عن قصف النظام السعودي، وأفادت المجلة أن الولايات المتحدة كانت تزود النظام السعودي بقنابل عنقودية بملايين الدولارات في السنوات الأخيرة.
هل فعلاً قلق أمريكا على شعب اليمن هو ما جعلها تعلن عن وقفها لتوريد أسلحة الموت إلى النظام السعودي؟ أم أن الرياض حليفة واشنطن الأوثق باتت تشكل إحراجاً لها امام الرأي العام العالمي لدرجة أنه لم يعد ممكناً غض النظر عمّا يجري في اليمن الجريح؟
كيف سيرد النظام السعودي على تلك الخطوة الأمريكية؟ هل سيساوم بدلاً عنها في سورية أم أنه سيلجأ إلى ابتزاز واشنطن من خلال تلويحه بدعم القاعدة بشكل علني في اليمن بذريعة حماية حدوده ضد الحوثيين؟ وهل ستكون هناك خطوات أمريكية أخرى مماثلة لهذا الإعلان؟ أم أن تلك المناورة الأمريكية لإسكات الرأي العام العالمي ستكون بإعلان وقف القنابل العنقودية مع زيادة ضخ أسلحة من نوع أخرى لا تقل فتكاً عن تلك القنابل؟
بالمحصلة فإن كل التحليلات وقراءات الخبر تقود إلى نتيجة واحدة، ألا وهي أن النظام السعودي بات متورطاً حتى أذنيه بالدم اليمني، وقد بدأت تباشير الإحراج الأمريكي من الجرائم السعودية تظهر ولو على شكل مناورة سياسية كتلك. انتهى