المذهبية وإقامة “إسرائيل” علاقات مع السوريين أكثر ما يركز عليه الإعلام العبري
وكالات – سياسة – الرأي –
يزداد اهتمام وسائل الإعلام الصهيونية بالملف السوري وعلاقة الكيان الصهيوني ببعض الأنظمة العربية، هذا التوقيت الذي تركز فيه تلك الوسائل على هذه الملفات ليس مستغرباً إذا ما نظرنا إلى التسريبات والتقارير الصحفية التي ينشرها الإعلام هناك.
تارة تركز على إذكاء الفتن الطائفية والمذهبية وتصوير ما يدور في سوريا على أنه حرب مذهبية بين “العلويين والشيعة” من جهة وبين ما تسميهم بالغالبية “السنية” التي تدعمها أنظمة عربية، فقد تطرقت صحيفة هآرتس إلى استهداف تنظيم “داعش” لمدينتي “جبلة وطرطوس”، حيث رأت أن التنظيم نجح لأول مرة ببث الرعب في المناطق “العلوية”، مضيفةً أن المبرر لتلك العمليات هو إذاقة “العلويين” طعم الموت الذي يذوقه المسلحون في المناطق التي يسيطرون عليها، زاعمةً أن جوهر الحرب في “سورية” هو أنها تدور بين “الأقلية العلوية” ومعهم الراعي الإيراني الشيعي، وبين “الأغلبية السنية”، كما تطرقت الصحيفة إلى التاريخ الإسلامي في العصور الوسطى حيث اعتُبر “العلويون” كفاراً بالنسبة لـ “داعش”، وفي أحيان أخرى تشير تلك الصحف على الداخل السوري وكان آخر ما كشفته تلك الصحف هي دخول نائب وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي وعضو الكنيست عن حزب “الليكود” “أيوب قرا” إلى “سوريا” منذ بداية الأزمة فيها، من أجل إخراج آخر عائلة يهودية من مدينة “حلب” إلى “إسرائيل”.
وفي ذات الموضوع السوري كان لافتاً تركيز كل من صحيفة يديعوت احرونوت و القناة الثانية الإسرائيلية على إقامة جيش العدو الإسرائيلي وحدة ارتباط في قيادة المنطقة الشمالية مهمتها إجراء اتصالات مع السكان المحليين في “الجولان السوري”، مضيفةً إن الهدف من إقامة وحدة الارتباط، هو الإشراف على تقديم مساعدات إنسانية لسكان منطقة “الجولان” في الأراضي السورية، لكن من شأن إقامة هذه الوحدة تعميق التدخل العسكري الإسرائيلي في الحرب الدائرة في “سورية”، كما حدث في لبنان في حينه، بذريعة أن الواقع يُملي أحياناً تعميق التدخل خلف الحدود، وذلك على غرار تلك التي أقامها أثناء الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان وقطاع غزة بهدف تعزيز التعاون والتنسيق مع السكان السوريين المقيمين بالقرب من الحدود مع الجانب السوري من الجولان، وذلك من خلال المساعدات التي تقدمها إسرائيل للسكان المدنيين، مشيرةً إلى أن الوحدة الجديدة تعتبر استمرار للمساعدات الطبية التي قدمتها إسرائيل في السنوات الماضية لأكثر من ألفي جريح سوري.
أيضاً فقد اهتم الإعلام العبري بتنامي التعاون وتحسن العلاقات بين كل من النظام الأردني وتل أبيب، حيث أشارت الصحف الإسرائيلية المذكورة أعلاه بأن حجم التعاون الأمني والاستخباراتي والاقتصادي بين “الأردن وإسرائيل” آخذ في الزيادة والتعاظم في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة، مضيفةً أن الأردن يواجه مخاطر أمنية أكثر من قبل، لكن الأردنيين حين ينظرون حولهم فيرون الدول المحيطة بهم تنهار واحدة تلو الأخرى، يشعرون بأن وضعهم معقول، حيث كان لاندلاع الحرب في “سورية” دور كبير في منح “الأردن” أهمية دولية وإقليمية ملحوظة.
إذاً هناك ثلاث مواضيع هامة ركز عليها الإعلام الصهيوني أولها تصوير ما يدور في سوريا على أنه حرب مذهبية وثانيها إقامة الكيان الصهيوني وحدة ارتباط مهمتها التواصل والتعاون مع سكان الجولان السوري وفي الداخل السوري، فضلاً عن دخول مسؤول إسرائيلي إلى مدينة حلب، وأخيراً العلاقات الجيدة بين تل أبيب وأنظمة عربية كالنظام الأردني، هذه المواضيع مترابطة فيما بينها ، حيث يريد الإعلام الصهيوني ترويج مزاعم مفادها بأن إسرائيل باتت تنجح في اختراق الداخل السوري وهي على علاقة جيدة مع الأكثرية المذهبية لا سيما بعد إقامتها لمشافي ميدانية لمداواة جرحى الجماعات المسلحة.انتهى