ذوبوا في الإمام الخميني کما ذاب في الإسلام
عبدالرضا الساعدي
في الذكرى السابعة والعشرين لرحيل مفجّر الثورة الإسلامية ومفكرها الأول ، قائد الأحرار ضد ظلم وطغيان (الشاهنشاه) وضد سياسات الاستكبار العالمي ، روح الله الإمام الخميني ( قدس ) ، تعجز الكلمات ربما ويعجز الوصف والتقييم أمام سيرة ومسيرة رجل عظيم قاد أكبر تحول عقائدي وفكري ثوري إسلامي إلى دولة عظيمة يحار العالم اليوم أمام إنجازاتها وقدراتها وتطورها على شتى الأصعدة والمستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية.
كان له الدور والتأثير الواضح على صعيد عودة الدين من موقع التفقّه والقضاء وحل المعاملات الشرعية إلى الحياة السياسية والاجتماعية _ كما يرى الكثير من العلماء والمفكرين الكبار_ ، مما يعني أن نظرية الإمام كانت حركية وعملية زحزحت الثوابت والعقائد الجامدة باتجاه تحريك القوى العقائدية والفكرية الكامنة إلى ثورة شعبية باتجاه بناء دولة ذات سيادة واستقلالية وذات قيادة بعيدة عن هيمنة نفوذ الدول الكبرى الطامعة بثروات الشعب والمتحكمة بسياسة البلد، كما أراد ‘‘أن يحيي العزة والكرامة في نفوس الشعب، وأن يزيل كل العوامل التي من شأنها أن تذلّ الإنسان وتصادر كرامته ، لأن عز الشعب يبدأ غالبًا من ممارسات قيادته، وكذلك ذلّها. فإذا كانت القيادة تقيم للإنسان وزنًا وتؤمن بعزته وكرامته فإن التوجه العام للأمة ينحو باتجاه العزة. وإن كانت القيادة تتخذ من الشعب خَوَلًا ومن ثروته مغنمًا، فذلك أساس ذلّ المجتمع.‘‘
وفـي وصيته يخاطب المسؤولين قائلا :
«أوصي المجلس والحكومة والمسؤولين أن يقدّروا هذا الشعب حق قدره، وأن لا يألوا جهدًا فـي خدمته وخاصة المستضعفـين والمحرومين والمظلومين منهم، فهؤلاء ضياء أعيننا وأولياء نعمتنا جميعًا، والجمهورية الإسلامية عطيّتهم، وتحقّقها كان بفضل تضحياتهم وبقاؤها رهين خدماتهم. اعتبروا أنفسكم من الجماهير والجماهير منكم»
كان صاحب شخصية قوية مؤثرة ومهيبة ذات شعبية هائلة تركت بصماتها العميقة في النفوس الحرة الطامحة بالتغيير والتحول والانطلاق نحو الحرية المسؤولة والبناء الصحيح والعقلية الذائبة في الإسلام ، ولعل مقولة * الشهيد السيد محمد باقر الصدر المعروفة إلى الشعب العراقي حينها ، والشعوب الإسلامية “ذوبوا في الإمام الخميني (قدس سره) کما ذاب في الإسلام””. دليل على ما ذكرناه ، إضافة إلى دوره في وحدة هذه الأمّة بعد التشرذم والتمزّق الذي أصابها بفعل القوى الشيطانية والاستعمارية الکبرى ،وعندما هيأت إسرائيل وحليفتها الأولى أمريكا وأشعلت الحرب المفتعلة على الثورة الفتية في إيران ، وحصل ما حصل من نتائج على أيدي أدواتها في المنطقة بعد زوال الشاه ، كالطاغية المقبور صدام حسين وبمعونة حکام المنطقة العرب والخليجيين الثورة الإسلامية ، قال الإمام الراحل
“الخير في ما وقع”، مشيراً الى أن “ايران بنيت بناء علمياً حضارياً وعقائدياً وعسکرياً بسبب هذه الحرب إذ تماسك الشعب الإيراني مع قيادته الإيمانية الثورية وقد تأثرت جميع الشعوب بذلك”.
لقد احتضنت جمهورية إيران الإسلامية في ظل مبادئ هذا الرمز العظيم ( الخميني قدس ) ورؤاه الكبيرة ، أحرار العالم الإسلامي وغير الإسلامي وكان يدعو دوماً إلى التلاقي والابتعاد عن التطرف وهو رائد الوحدة الإسلامية ،وكان محل تقدير جميع الأحرار في العالم، ولم يتغير ويتزلزل حتى يوم وفاته وكان ثابتاً وصامداً”. كما يصفه كل من عرفه ، فكان مدرسة بحق ينهل منها العالم الإسلامي سر ديمومة هذه الثورة وسر رفعة راية الوحدة ومقارعة الاستكبار ، وما تزال مناهج هذه المدرسة مستمرة حتى اليوم على صعيد دعم الحركات التحررية والإسلامية في المنطقة والنهضة العالمية ضد النظام السلطوي ولاستكباري ، بقيادة السيد علي الخامنئي الذي يعتبر الامتداد الحقيقي واللائق لنهج الإمام الخميني (رض)، حيث يشهد تاريخ الـ26 عاما الماضية من عمر الثورة الإسلامية على حنكته ومواكبته للمتطلبات والظروف المعاصرة.حيث انعكس كل ذلك حاضرا مشهودا على الأرض ، فقد تبلورت في سوح المقاومة والصحوة الإسلامية، لاسيما في جبهات التصدي للحروب النيابية والإرهابية في سوريا والعراق واليمن ، رغم أساليب المكر وقوى الدعم الصهيوني الخليجي المفتوح لقوى الإرهاب المختلفة وعلى رأسها داعش التي تستهدف الإسلام الحقيقي بشعارات إسلامية تكفيرية وهابية مصنوعة في المختبرات الأمريكية والصهيونية.
کان الإمام الخميني (قدس سره) وسيبقى علما خالدا من أعلام الوحدة الإسلامية والفكر الثوري ، وقمرا إنسانيا ترنو له الأجيال طويلا ، فسلام الله عليه يوم ولد ويوم رحل ، ويوم يبعث حياً .
لعن الله خميني الدجال الذي لم يؤل جهدا” لتقتيل العراقيين، خميني هو عدو العراق الاول و الأزلي و العراقي الذي يمتدحه ليس اكثر من عميل إيراني نجس. و قريبا” سيأتي اليوم الذي سيقتص فيه العراقيون الإشراف من الخونة و العملاء و سيكون و الله يوما” عظيما” تقشعر له الابدان.