ظريف: مستعدون للحوار الثنائي مع اوروبا بشأن حقوق الانسان
طهران – سياسة – الرأي –
اعلن وزير الخارجية الايراني انه مستعد للحوار مع اوروبا في قضايا حقوق الانسان، لافتا الى انه قال لفيدريكا موغريني، مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي، ان هذا الحوار سيكون ثنائيا.
وقال محمد جواد ظريف في كلمة ألقاها في مؤسسة ستوكهولم للسلام، خلال زيارته الاخيرة: قيل دوما ان الديكتاتورية سبب الحروب وان الديمقراطيون ينشئون السلام.. انني اتفق مع هذا الرأي بشكل عام، ولكنني اتساءل بعض الاحيان، لماذا يتحدث بعض هؤلاء المجرمين الذين يذبحون الابرياء في سوريا والعراق، اللغة الانجليزية والفرنسية بلهجات أصلية؟ هل انهم نتاج الديكتاتورية في منطقتنا، ام انهم نتاج ما يسمى بالليبرالية الديمقراطية؟
ومضى ظريف في تساؤلاته: ما الخطأ الذي حصل؟ الا يمكننا ان ندخل بشكل جاد في مباحثات بشأن حقوق الانسان، حقوق الانسان التي تولد التطرف في منطقتنا وكذلك في منطقتكم؟
وأضاف: اننا نؤمن بأن حقوق الانسان ناتجة عن ثقافتنا الاسلامية. فالاسلام دعا قبل 1400 عام الى المساواة ورفض المتسلطين. (لا تكن عبد غيرك فقد جعلك الله حرا)… هذه هي الثقافة التي جاءت من منطقتنا.
الاحتكار والاستغلال السياسي أسوأ اعداء حقوق الانسان
وقال ظريف: برأيي ان أسوأ اعداء حقوق الانسان والمدافعين عنها، هو الاحتكار والاستغلال السياسي لهذا الموضوع وتسييسه… وكمثال واضح على ذلك.. أوعز صدام للبعثة العراقية في الامم المتحدة وطيلة 8 سنوات ان تصوت لصالح قرار إدانة ايران بسبب عدم رعاية حقوق الانسان، لكن لم يكن هناك اي شيء ضده (صدام) لأنه كان يلعب دور “المدلل” بالنسبة للغربيين.
وتابع: ان صدام استخدم ضدنا الاسلحة الكيمياوية، الا ان احدا لم يهتم… فحتى عام 1990 لا توجد اي وثيقة بشأن انتهاك حقوق الانسان في العراق.. لكن في عام 1990 عندما انتخب المبعوث الهولندي لدراسة حقوق الانسان في العراق، قدم بعد ذلك بعام تقريرا وصف فيه صدام بأنه أسوأ منتهكي حقوق الانسان… فحقا ماذا حدث؟ لا شك ان غزو الكويت وانتهاك سيادتها جريمة، لكن لم يكن ذلك دليلا على انتهاك حقوق الشعب العراقي، وانما انتهاك حقوق الشعب العراقي هي التي ادت الى انتهاك حقوق الكويت.
وبيّن انه صحيح هناك في ايران بعض النواقص، وقال: ان من الجيد ان يتمكن الشعب الايراني بحث هذه النواقص ثم يتوجه الى صناديق الاقتراع من اجل حلها، وخلافا لما يقول البعض، فإن الشعب يسجل انتخابات تتعارض مع كل التنبؤات والتكهنات.
ولفت ظريف الى انه يعارض معاداة اليهود… وقال ان اليهود من بين الاقليات التي تحظى باهتمامنا ولهم نواب في البرلمان، لكن يقال لكل من يتحدث شيئا ضد اليهود بأنه معاد لليهود. وكل من يتحدث شيئا عن افريقا يقال له عنصري، ولكن كل من يتحدث ضد الاسلام يستفيد من حق حرية الرأي، وتساءل: مع هذه الوتيرة كيف يمكن ان توضحوا للمسلمين الذين يقيمون في منطقتنا او في اوروبا انكم تتصرفون بإنصاف؟ ان تتم الاساءة لقيمكم بسهولة ثم يقدم لهم بعض المخادعين (داعش والمتطرفون) عقائد محرفة، هؤلاء المخادعون الذين يقوم بعض حلفائكم بتمويلهم، في حين تتوقعون انهم لا ينجذبون الى هذه العقائد المحرفة.
مستعدون للحوار الثنائي مع اوروبا بشأن حقوق الانسان
وقال ظريف: عليكم ان تجدوا الرد في إطر حوارية. انني مستعد للحوار مع اوروبا في قضايا حقوق الانسان، ولكنني قلت ايضا لفيدريكا موغريني، مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي، ان هذه المحادثات ستكون ثنائية.
وأضاف: لا شك ان كلانا يسمع اشياء لا تروق له، ولكن علينا ان نكون جادين، وان ندخل في هذه المحادثات بجدية، الا ان هذا الحوار سيكون ثنائيا تماما وليس احادي الجانب.انتهى