دلائل التحذير الايراني للسعودية بعد التنسيق السعودي الإسرائيلي
وجه وزير الدفاع الايراني العميد “حسين دهقان” تحذيرا للسعودية إثر قيامها بالتنسيق المباشر مع الكيان الإسرائيلي ضد سورية والشعب السوري فلماذا جاء هذا التحذير الايراني وماهي دلائله؟
الجلسة الايرانية السورية الروسية
جاءت الجلسة الثلاثية الايرانية الروسية السورية التي تم عقدها بدعوة من وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد “حسين دهقان” في العاصمة الإيرانية طهران والتي وصفها مراقبون بأنها فريدة من نوعها حيث تمحورت هذه الجلسة بشكل رئيسي على كيفية محاربة كلا من ايران وروسيا وسورية للإرهاب والتطورات الأخيرة التي تجري في سورية حيث أكد وزير الدفاع الايراني في هذا الإجتماع على وجود شرط رئيسي لضمان وقف اطلاق النار في سورية.
الشرط الاساسي لوقف اطلاق النار في سورية:
اكد وزير الدفاع الايراني ان الشرط الرئيسي لوقف اطلاق النار هو ان لا يكون هذا الوقف هو فرصة للإرهابیين في سورية كي يقومو برص صفوفهم وزيادة قوتهم وإن تحقق هذا الشرط فان ايران توافق على عملية وقف اطلاق النار.
ويرى مراقبون ان هذا الشرط هو اشارة واضحة لما جری في حلب في الفترة الاخيرة حيث قام المسلحون بإستغلال وقف اطلاق النار ليقوموا بجلب العتاد العسكري الجديد من الدول الخليجية حيث قام الارهابيون بشن هجوم كبيرعلى القوات السورية المتواجدة في خان طومان ما أدى الى استشهاد عدد كبير من القوات السورية النظامية ناهيك على حملة التنكيل بالمدنيین العزل في مناطق الهدنة ووقف اطلاق النار.
وفي هذا الصدد كانت “ماريا زاخاروفا” المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أكدت أنه تم رصد تحرك لشاحنات ضخمة تنقل الأسلحة والذخيرة وعبور أكثر من 200 مسلح من جهة الحدود التركية وانضمامهم إلى فصائل “جبهة النصرة” الإرهابية قرب إدلب.
وحذرت حينها “زاخاروفا” في مؤتمر صحفي من أن تنظيمي “جبهة النصرة” و”أحرار الشام” الإرهابيين يواصلان الاعتداءات على مواقع الجيش السوري شمال وجنوب حلب ويحاولان تطويق المدينة مشيرة إلى سقوط نحو 100 شهيد من المدنيين في حي الشيخ مقصود بقصف “جبهة النصرة” الإرهابية حيث يشارك فى هذه العمليات أكثر من 2000 إرهابي”.
تأتي تصريحات “زاخاروفا” كتأكيد واضح على استغلال المسلحين في حلب للهدنة في حلب ليقوموا برص صفوفهم من جديد واستمرارهم في قتل المدنين العزل في سورية.
ويرى مراقبون ان هذا التحذير يعد اكثر تصريح علني ومباشر توجهه ايران للسعودية اثر تداخلاتها السافرة وتنسيقها مع الكيان الاسرائيلي ضد الشعب السوري.
الدعم الميداني السعودي الاسرائيلي للارهابيین في سوريا
تقوم السعودية والكيان الاسرائيلي من الجانب الميداني بتأمين كافة الاحتياجات اللازمة للارهابين الذي يقاتلون في سوريا حيث تدخل المساعدات العسكرية واللوجستية والغذائية للارهابين من جبهة النصرة وتنظيم داعش من الحدود السورية التركية بالإضافة الى الحدود السورية مع الكيان الاسرائيلي في الجولان المحتل.
وكشفت مصادر محلية في محافظة القنيطرة أن المجموعات الإرهابية قامت بتوزيع مواد غذائية إسرائيلية المنشأ على الأسر الموجودة في مناطق انتشارها موضحة أن هذا الأمر يحصل بشكل شهري تقريبا حيث باتت السلع ذات المنشأ الإسرائيلي تظهر بكثافة في مناطق وجود الإرهابيين التكفيريين ناهيك عن بلدة جباتا الخشب والتي تعتبر معقل “جبهة النصرة” بريف القنيطرة والتي تنتشر في داخلها أجهزة اتصال مع أسلحة وذخائر مصنعة في الكيان الإسرائيلي.
التنسيق الدبلوماسي الاسرائيلي السعودي ضد سوريا
اما على الصعيد السياسي فقد كشفت وكالة سبوتنيك الروسية للانباء عن زيارة سرية قام بها مسؤولون سعوديون رفيعوا المستوى إلى الكيان الإسرائيلي من أجل الإعداد لتدخل عسكري إسرائيلي في جنوب سورية.
وذكر التقرير أن ” زيارة سرية قام بها وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير” برفقة رئيس جهاز الاستخبارات “خالد الحميدان”، إلى الکیان الإسرائيلي”.
وحسب التقرير، نتج عن لقاءات “الجبير” و”الحميدان” مع المسؤولين الإسرائيليين و رئيس جهاز الموساد، والتي توجت باجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، “تخطیط لعمليات سعودي إسرائيلي قد يكون الأخطر باتجاه سورية ولبنان”.
وبيّن التقرير أن اللقاءات تمحورت حول طلب السعودية “تدخُّلاً عسكرياً إسرائيلياً مباشراً في الجنوب السوري حال البدء بالغزو البري للضغط على القيادة السورية”.
حيت يؤكد مراقبون ان هذا المخطط السعودي الاسرائيلي العسكري بات وشيك الحدوث حيث لم يذكر وزير الدفاع الايراني تفاصيل هذه المؤامرة السعودية الاسرائيلیة لكنه اشار الى ذلك بالقول “إن السعوديين يتحدثون هذه الأيام عن إمكانية تدخلهم العسكري في سوريا بطلب من الولايات المتحدة، وذلك بهدف حماية الكيان الاحتلال الإسرائيلي “.
حيث أدان وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية بشدة التواطؤ بين الكيان الإسرائيلي والنظام السعودي وعملياتهما المشتركة في دعم الإرهاب وقال “إن التحالف مع عدو المسلمين والبشرية أي الكيان الإسرائيلي المصطنع سيأتي بعواقب خطرة جدا على حكام السعودية وان الشعوب المسلمة في المنطقة والعالم لن تتحمل هذا الخطأ الاستراتيجي”.
وأعرب العميد دهقان عن شكره وتقديره لحضور وزيري دفاع روسيا وسورية هذا الاجتماع وقال “نأمل في أن نستطيع إفشال وإحباط المؤامرة الخطرة التى تهدف إلى إثارة انعدام الأمن والتقسيم والمساس بسيادة الأراضي والعبث بالسيادة الوطنية لدول المنطقة من خلال تبادل وجهات النظر وبذل مساع مشتركة واتخاذ قرارات استراتيجية”.
وتوصف العلاقات بين مسؤولي كيان الإسرائيلي والسعودية بأنها تسير بشكل مطرد ومميز حيث يشمل التعاون بينهما بيع النفط السعودي إلى الكيان الإسرائيلي إضافة إلى التعاون الاستراتيجي واللوجستي الدائم إذ كشفت وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي عن وجود تقارب جدي وحقيقي بين الجانبين متحدثة عن مصالح مشتركة باستهداف سورية والمقاومة.
المصدر / الوقت