التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

واشنطن تبحث عن استبدال طالبان بداعش في افغانستان 

وكالات ـ امن ـ الرأي ـ

اثر المواجهات بين عناصر تنظيم داعش الارهابي وحركة طالبان في ضاحية مدينة ” اجين” بولاية ننجرهار التي اشتعل فتيلها منذ توغل داعش في افغانستان، يخوض الجانبان بين آونة وأخرى اشتباكات مسلحة أدت الى مقتل وجرح واسر عدد كبير من الجانبين.

قبل أشهر وعندما ذاع خبر حول تغلغل وظهور داعش في افغانستان أقدمت القوات الامنية الافغانية على قتل زعيم تنظيم داعش الارهابي في افغانستان ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم لم تتخذ الحكومة الافغانية اي اجراء آخر و رغم ذلك ظل الموقف الرسمي لحكومة كابول واستراتيجيتها الامنية في هالة من الغموض.

من جهة اخرى، لم يبدر رد فعل من قبل تنظيم داعش الارهابي رغم مقتل زعيمه على يد القوات الامنية الافغانية في هلمند ولم يقدم هذا التنظيم الارهابي على اي اجراء جدي ضد الحكومة والقوات الامنية مما اثار هذا الامر شكوكا حول نوايا ومواقف الحكومة الافغانية حيال داعش.

وهذا يأتي في الوقت الذي تردد فيه ان الحكومة الافغانية تقاتل ضد طالبان في مناطق تواجدها بالتعاون مع تنظيم داعش الارهابي. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا دخلت افغانستان الى جانب داعش في حرب ضد مجموعة طالبان؟ أليس تنظيم داعش يهدد الحكومة المركزية الافغانية؟ وهل تقوم الاستراتيجية الافغانية حاليا على استهداف داعش على ان تتفرغ بعد ذلك الى محاربة داعش؟

من الخطأ القول ان داعش لايشكل خطرا على الحكومة الافغانية وانه لايهدد هذا البلد ولن يدخل مستقبلا في اي نزاع ضد الحكومة وانما ان الهدف الرئيسي لداعش هو اضعاف الحكومة المركزية في افغانستان لاسقاطها في النهاية.

ان تنظيم داعش الارهابي مدعوم من الغرب وبعض الحكومات العربية التي تسعى لإزاحة ميليشيات طالبان عن طريق داعش وانهاء سيطرتها على بعض المناطق الافغانية حتى تتمكن بعد ذلك من اتخاذ داعش بديلا لطالبان.

كما تسعى السعودية من خلال دعم وحماية داعش في القتال ضد طالبان لبسط هيمنة الوهابية في افغانستان.

وفي هذا السياق لابد من الاشارة الى ان معظم معارك القوات الحكومية هي ضد عناصر طالبان وليس عناصر داعش الذين يتمتعون بدعم امريكي غير مباشر ليكونوا بديلا لطالبان بدءا من جنوب قندوز حتى الشمال.

ينبغي ان تتوخى الحكومة الافغانية الحيطة والحذر من تنامي خطر داعش فان دعم داعش بهدف اضعاف قدرة طالبان يعد غلطة استراتيجية؛ فان نمو قدرة داعش في افغانستان تترتب عليه تبعات سياسية وامنية وثقافية للحكومة القانونية في هذا البلد ولابد من الانتباه الى ان القوى من خارج من المنطقة والمعادية لايران وروسيا والصين هي من تدير داعش في افغانستان بهدف اضعاف حكومة كابول.

ولابد من وجود تعاون امني واستخباري وعسكري شامل بين الحكومة الافغانية والدول الرافضة لتوسع النفوذ الداعشي في المنطقة حتى يمكن التصدي لتنامي قدرة ونفوذ هذه الغدة السرطانية في الارض الافغانية. في هذا السياق بامكان افغانستان تعزيز تعاونها مع دول كايران وروسيا والصين ودول آسيا الوسطى وطاجيكستان و ارمينيا للمواجهة ضد توسع النفوذ الداعشي.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق