التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

دويلة قَطر تحتفي بيوم القدس على طريقتها! 

وكالات – الرأي –
لا شك إن المبادرات تُقيم بمضمونها لا بِمطلقيها؛ فمثلاً؛ لو طُرحت مُبادرة لفض النزاعات العالمية، فمن العَقل أن يقبلها الجَميع، بدون الغوص بحيثيات مَن أطلقها، خاصةً إن كانت نتائجها مُرضية وغاياتها مُشرِفة.

ومثل هذه المبادرات الكبيرة؛ تأتي دعوة السيد الخميني (قدس)، لتكون بلسماً على جرح الشعوب المُسلمة، الذي رافقَ مشاعرهم منذُ ما يقرب المائة عام، لكن؛ للأسف بقيَ دور العُملاء من حُكام العرب مؤثراً، ووضعَ العصا في دولاب تلكَ الغاية العظيمة، المتمثلة بتحرير القدس الشريف.
فقطر مثلاً؛ تلكَ الدويلة التي أُريدَ لها أن تلعب دوراً محورياً في المنطقة، فقط لإنها بايعت تل أبيب، وأصبحت المسوق الأول للتطبيع العربي معَ إسرائيل، لتكون خنجر مسموم في خاصرة المطالبين بتحرير القدس، مُتباهية بذلك السُم الذي تبثهُ كالهواء فِكراً، من شأنه أن يُطيل إحتلال القدس الشريف.
لا يوجد تأريخ محدد لبداية العلاقات القطرية_ الإسرائيلية، فأصل وجود الأسرة الحاكمة هو علاقة سرية بينهم، خِلاف المُعلن، وحتى وإن حاولَ البعض أن يؤرخ العلاقة بينهما بعام ١٩٩٦ حيثُ وقعَ الطرفان ميثاق العلاقة التجارية، فإنها محاولة يائسة، لإن التجارة لم تسبق يوماً العلاقة السياسية، ولم تتجاوز بالتقدم على الملف الأمني!
ومصداق لهذه الفرضية؛ نجد إن دور قطر في كل المواجهات العربية_الإسرائيلية، كانَ مُخجلاً، فهي لم تُشارك يوماً بتعبئة مادية أو معنوية، على عكس ما يحصل الآن، في مشاركتها في العدوان على اليمن، وإعلانها الدائم عن جاهزيتها في أي تدخل بري في سوريا!
لقد بدأت العلاقات العلنية بينَ قطر وإسرائيل؛ عام ١٩٩٦ عقب إعلان مجلس التعاون الخليجي، وقف المقاطعة الإقتصادية المفروضة على الشركات الإسرائيلية، فقد كانت دويلة قطر من إولى الدول الخليجية التي وقعت إتفاقيات تجارية معَ تل أبيب، ناهيك عن لقاءات متكررة لرئيس وزرائها السابق حمد بن جاسم مع الجانب الإسرائيلي.
وبالفعل؛ أثبتت التجربة إن قطر لا تهتم للتجارة بحد ذاتها، بل إن العلاقات التجارية كانت تضليلاً لعلاقات أمنية ومشتركات سياسية أعمق، فقد دعمت تل أبيب دويلة قطر لتمكينها بالحصول على عضوية غير دائمة في الأمم المتحدة، وأيضاً تعريفها للغرب على إنها دولة مؤمنة بالديمقراطية والسلام!
إن المتتبع للعلاقات بينَ الطرفين يجد؛ أن الصفقات بينهما بمجملها مثلت ضربة موجعة لنضال الشعوب المسلمة ضد الكيان الصهيوني، فمنذ التوسط القطري في صفقة “جلعاد شاليط” إلى سد النقص في الغاز، الذي تسببت بهِ عمليات جهادية ضربت الخط المورد المصري، وصولاً إلى تدخل إسرائيل الضاغط لدى الكونغرس الأمريكي، للقبول بدعم الجماعات الإرهابية في سوريا، كلها كانت ضربات موجهة لمحور المقاومة، ومساهمة بتوفير الأمن لإسرائيل!
وهكذا؛ تحتفي قطر بيوم القدس العالمي، بتوقيع إتفاقيات سرية وعلنية معَ تل أبيب، وتتبنى عملية التطبيع العربي_الإسرائيلي، إضافة إلى تأسيسها كيانات إرهابية تضرب محور المقاومة في سوريا ولبنان والعراق، وتنتشي من الخراب الحاصل في دولنا المسلمة، فيما تقرع كؤوس الغدر مع تل أبيب، وترقص عارية على جراحنا..

الكاتب والمحلل السياسي زيدون النبهاني

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق