رسالة بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع
القاهرة – الرأي – رباب سعيد –
لا يزال العالم يشهد مستويات مروعة من العنف الجنسي في أوقات الحرب؛ ولا توجد منطقة محصنة ضد هذه الآفة التي لا تزال تؤذي النساء والفتيات والفتيان والرجال. ولكننا شهدنا أيضا تقدما واضحا وزخما سياسيا غير مسبوق في التصدي لهذه الجرائم.
فأصبح هناك اعتراف واسع النطاق بأن العنف الجنسي يُستخدم كاستراتيجية متعمدة لتمزيق نسيج المجتمع وللسيطرة على المجتمعات المحلية وترويعها وإجبار الناس على ترك منازلهم. وهو يُعتبر بحق تهديدا للسلام والأمن الدوليين وانتهاكا خطيرا للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وعقبة كبرى أمام المصالحة والتنمية الاقتصادية بعد انتهاء النزاع.
وكانت هناك قضايا بارزة أقيمت ضد قادة سياسيين وعسكريين، مما يدل على أن عهد الإفلات من العقاب على العنف الجنسي كأداة حرب ولى وانتهى. وأود أن أشيد اليوم بعديد الآلاف من مقدمي الرعاية والمشتغلين بالمهن الطبية والدعاة وغيرهم، الموجودين على خط المواجهة في هذه المعركة والذين يناضلون من أجل التغيير. ومع ذلك، فإننا لا نزال نواجه تحديات خطيرة.
ومن الجوانب التي تبعث على القلق الشديد استخدام العنف الجنسي كأسلوب من أساليب الإرهاب. إذ يستخدم تنظيما داعش وبوكو حرام وغيرهما من الجماعات المتطرفة العنف الجنسي كوسيلة لاستدراج المقاتلين واستبقائهم ولتوليد الدخل.
ويعاني المختطفون، نساء ورجالا وفتيات وفتيانا، من أفظع الصدمات الناجمة عن الاعتداء الوحشي الجسدي والجنسي وزواج الأطفال والزواج القسري والاسترقاق الجنسي على نطاق واسع.
ومن أفظع الأمثلة على استخدام العنف الجنسي كأسلوب من أساليب الإرهاب اختطاف أكثر من 200 فتاة من شيبوك في نيجيريا، واستمرار مأساة النساء والفتيات اللاتي يتعرضن للزواج القسري أو الاسترقاق الجنسي من قبل الجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط. ولهذا فان على الجميع لن يطالبوا بالإفراج الفوري عن جميع المأسورين، وتقديم الرعاية والدعم للعائدين من الأَسْر الذين قد يعانون من العزلة الاجتماعية والاكتئاب.
وقد تحتاج النساء والفتيات اللاتي لديهن أطفال إلى الدعم الطبي والنفسي والاجتماعي المتخصص، وهذا يجب أن يشمل الأطفال أنفسهم، الذين ربما يعانون من النبذ الكامل.
إن ما يلحق بهؤلاء النساء والأطفال من خزي ووصمة عار اجتماعي يجب أن يوجه إلى الجناة الوحشيين مرتكبي العنف. ومن واجبنا نحن أن نواصل الدفاع عن النساء والفتيات والرجال والفتيان الذين اعتُبرت أجسادهم لمدة طويلة جدا غنائم حرب.انتهى