التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, نوفمبر 14, 2024

ما هي أسباب فرط النشاط الجنسي عند المرأة 

من الأمور التي تستوجب توضيحها ما يتعلق بالعلاقة الحميمة لدى المرأة، وبخاصة إذا ما حدث تغير، غير المفهوم لدى الشريك، مثل زيادة القدرة الجنسية لدى المرأة، أو ارتفاع عدد مرات الرغبات الحميمة لديها، وهو من الأمور التي يترتب عليها قرارات خطيرة، قد تهدم العلاقة الزوجية، بدلاً من الاهتمام بالأسباب التي تكمن وراء هذا الاضطراب الخطير لدى المرأة، ويعرف هذا الخلل بـ«فرط النشاط الجنسي»، أو Hyper-sexuality.

ويعرف من الناحية العلمية بزيادة معدل النشاط والرغبة الجنسية مع الممارسة الحميمة، أكثر مما هو معتاد لدى الحالة الطبيعية للشخص، ما قد يسبب لها اضطرابات نفسية مصاحبة مثل الشعور بالذنب والقلق، وأحياناً الاكتئاب. ونجد أن هناك أسباباً عضوية ونفسية وراء حدوث هذا الاضطراب، ويجب شرحها وتقديم الطرق العلاجية لمثل هذه الحالات.

الحالة:
الرسالة التي سأعرضها وصلتني من الأستاذ أحمد خ. يقول إنه محتار في أمر زوجته، وقرر أن يطلب الاستشارة الطبية قبل أن يتخذ القرار الصعب، والذي سيهدم كيان أسرته، فهو متزوج منذ أكثر من عشر سنوات من سيدة تبلغ من العمر ٣٣ عاماً، وسبق لها الزواج ولديها طفلان يعيشان معهما، بالإضافة إلى ولديه منها، لاحظ في الفترة الأخيرة أن الرغبة الجنسية لدى زوجته تغيرت، وأصبحت أكثر من قدرته على تحقيق متطلباتها، وحتى في اللقاء الواحد لم يعد يستطيع أن يقوم بما يجب أن يقوم به، والمصيبة أنه لاحظ أنها تكمل الإشباع الحميم بنفسها، أي بممارسة الإثارة الذاتية، وهو في غاية الدهشة من هذا النشاط المفرط والمفاجئ.

ويضيف في البداية كنت أشعر بالسعادة، وهي مستمتعة معي في هذه الحالة، ثم بدأت أشعر بالقلق، والذي تحول إلى خوف وتساؤلات عما يمكن أن يحدث إذا لم أكن موجوداً، أو إذا ما أصابني مرض، ولم أعد قادراً على تلبية رغباتها، وكما تعرفين يا د كتورة هذه الحالة إذا ما حدثت للرجل يمكنه أن يتزوج أخرى ليشبع حاجاته أما المرأة، فهذه مصيبة ولا أرغب، حتى في التفكير في ما يمكن أن يحدث ولو حتى في الخيال، والأمر الذي حدث جعلني ألح في معرفة أسباب طلاقها من زوجها الأول، وهل ما يراودني من شكوك له أي أساس من الصحة أم لا؟

ولا يخفاك الأمر أنني بدأت أراقبها في كل حركاتها، ولم أجد ما يؤكد شكوكي. وأريد أن أضيف أنها بدأت تعاني من ظهور شعر كثيف في الوجه، لدرجة تشبه الذقن، ولا أعلم هل لهذا علاقة بالمشكلة الأساسية، وهي كما ذكرت زيادة الشهوة لديها. أخشى أن أكون ظالماً لها، إذا ما قمت بإنهاء العلاقة الزوجية بالطلاق، فهي أم جيدة وزوجة صالحة. كما أخشى أن أعيش معها مغفلاً وغير واثق فيها وأنا أرى رغباتها في ازدياد، هي نفسها طلبت مني أن أستشير أي طبيب لمساعدتها، فأرجو أن تساعدونا؛ حتى ترجع الراحة والاستقرار لأسرتنا، وهل هذا مرض ولمن نلجأ للعلاج؟

الإجابة:
سيدي الفاضل: شكراً من الأعماق على ثقتك في حديثك وإنسانيتك، ورغبتك الحقيقية في مساعدة هذه الزوجة المسكينة، والتي تعاني من اضطراب يسمى «فرط النشاط الجنسي»، ويشتمل على زيادة الرغبة والقدرة الجنسية لدى الشخص، نتيجة عدة أسباب مختلفة، منها ما هو عضوي ناتج عن خلل في مستوى الهرمونات في الجسم، والذي ينتج عن حدوث الأورام أشهرها أورام الغدة الكظرية (جار كلوية)، وقد يحدث نتيجة أورام في الغدة النخامية، ما يسبب خللاً في التوازن الهرموني في الجسم، ويسبب زيادة في الرغبة الجنسية، وأيضاً بعض العلامات العضوية مثل زيادة نمو الشعر في الجسم، مثل الوجه واليدين وتغيير في نبرة الصوت (خشونة الصوت لدى المرأة)، وفي بعض الحالات عندما يكون الورم في الدماغ، قد يضغط على العصب البصري، ما يشمل خطورة على البصر، وقد يسبب فقدانه.

ومن الأسباب المؤدية لحدوث مثل هذه الحالة المرضية من فرط النشاط الجنسي أسباب لأمراض نفسية، من أشهرها الاضطراب الوجداني ثنائي القطبين Bipolar mood Disorders، وهو من اضطرابات المزاج، والذي يظهر على صور مختلفة، أشهرها زيادة في النشاط الجسدي والحركي، وكثرة الكلام، وقلة النوم، وأيضاً زيادة في السلوك الجنسي وفقدان الاحتشام، وقد يصاحب هذه الأعراض حالات من الهلاوس السمعية المتلائمة مع الحالة المزاجية، ثم يتحول الوضع إلى حالات من الاكتئاب الشديد، وقد يحدث مزيج من حالتي الاكتئاب والهوس، وهي الحالة المختلطة للأعراض.

وفي هذه الحالات يطرأ تغيير واضح على الحالة العامة للشخص المصاب، بحيث تضطرب الوظائف الفسيولوجية لديه، مثل النوم والأكل والكلام، وغيرها من الأمور التي تكون واضحة أكثر، مما تعانيه زوجتك، وبخاصة ما ذكرته من ظهور الشعر بكثافة، وأيضاً رغبتها في طلب العلاج والمساعدة، حيث نجد معظم حالات الاضطراب ثنائي القطبين يفقد المريض البصيرة أثناء الحالة الحادة، ويرفض فكرة المرض، أو حتى الحاجة للعلاج، ما يسبب الكثير من الخلافات داخل الأسرة، وهناك حالة تحتاج إلى توضيح وشرح تحدث عند بعض الزوجات، وهو عدم القدرة على الوصول لحالة الذروة أثناء الجماع، مما يجعلها تميل إلى الممارسة الذاتية لاستكمال الوضع، وبالتالي الوصول إلى قمة الذروة، مثل هذه الحالة تحدث متزامنة مع العلاقة الحميمة، ولكن لا تعمل على ازدياد الرغبة الجنسية بصورة مبالغ فيها، وفي حالة زوجتك يجب زيارة طبيبة النساء والتوليد أولاً؛ للوصول إلى التشخيص الصحيح، وذلك عن طريق تقييم التاريخ المرضي للحالة، وإجراء الفحوصات الطبية التي تشمل قياس نسبة الهرمونات لديها والفحص الإكلينيكي للجسم، ومن ثم إعطاء العلاج والنصائح الطبية بحسب الحالة.

مع أهمية التأكيد على التعاون بينكما؛ للوصول إلى مرحلة الشفاء بإذن الله.

نصيحة:
فرط النشاط الجنسي يعتبر حالة مرضية غير طبيعية تستوجب العلاج بعد معرفة الأسباب المؤدية لذلك، ولا يجب أن تعاقب المريضة على مرض، قد يهدد حياتها الجسدية بنفس القدر الذي يمكن أن يهدم حياتها الزوجية، إذا لم يتم الاهتمام بها وعلاجها، فليس كل ما يراه الزوج من «سلوك جنسي» معناه انحراف في الأخلاق.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق