التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

تركي الفيصل و”الجبت والطاغوت”: من يَسجدُ لِمنْ ؟! (1) 

الطامة الكبرى هو ليس في حضور”الفيصل” او تبنيه لتلك الهتافات التي قالت “الشعب يريد اسقاط النظام” في المحفل المذكور، وانما في انجلاء ما يمثله الرئيس السابق للمخابرات السعودية من مؤامرة فتنوية ودسائس حاقدة لا تتورع عن الإنخراط في أي موبقة من أجل إبقاء الحكم الجاهلي الوهابي القاتل في بلاد الحرمين الشريفين بأي ثمن.
تركي الفيصل حاول عبر “منافقي باريس” الظهور بمظهر الرجل الديمقراطي العلماني المؤمن بالتغيير الإنقلابي، حينما ردد مع المرددين قائلا: وأنا ايضا اريد اسقاط النظام؟! وحينما تشدق برفض السلطة المطلقة والدفاع عن الحريات في ايران متهما الجمهورية الإسلامية باُمور مرتدة عليه وعلى أسرة آل سعود الحاكمة بقوة الحديد والنار منذ تأسيس مملكتهم الوهابية التكفيرية الإقصائية في شبه الجزيرة العربية.
تركي الفيصل قام بهذا النفاق في محفل باريس الماسوني تماما كما فعل أجداده اليهود من قبل، عندما جاؤوا الى مكة ليحرضوا جاهلية قريش على مقاتلة دولة الاسلام المحمدية الطاهرة في المدينة المنورة، بل وسجدوا أيضا لأصنام الشرك والوثنية إرضاء لأعداء الله تعالى والأيمان الصافي وإمعانا في بغض رسالة التوحيد التي جاء بها خاتم الأنبياء الأمين المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليخرج البشرية بها من الظلمات الى النور.
السؤال البديهي الذي طرح نفسه هو: كيف سوغ تركي الفيصل لنفسه ان يهتف باسقاط النظام؟ وأي نظام يقصده وهو على مسافة ليست بعيدة من خمارات باريس ومواخيرها والتي أدمن هو وأترابه من آل سعود على ارتيادها منذ نعومة أظفارهم والى ان تصيح الساعة؟!
واضح ان تركي الفيصل والسعوديين والوهابيين الغارقين حتى الثمالة حالياً في مستنقع إحراق العالم الإسلامي بالفتنة الطائفية التكفيرية، يتحركون بكل حقد للإنتقال بالشرق الأوسط الى المرحلة التالية من ما يسمى بـ “الفوضى الخلاقة” والتي هي إذكاء النزاعات القومية والاثنية وإعمال مزيد من التشظية الإقليمية وبما يهدف الى تفتيت قدرات القوى النهضوية المقاومة للتوسع الصهيوني الغربي.
فقد ثبت للعالم ان نظام آل سعود والوهابية المجرمة، هو حلقة من حلقات تدمير الامة الاسلامية والامة العربية. ومن حسن الحظ، ان تركي الفيصل المطالب ـ ويا للعار ـ بإسقاط النظام في ايران الاسلام المحمدي الأصيل، هو رجل مكشوف ومفضوح كمتواطئ عتيد مع “اسرائيل” والصهيونية العالمية والامبريالية الغربية، الى جانب كونه ـ وهو ما يعلنه دائما وفي الهواء الطلق ـ عدوّا لدوداً للمقاومة الإسلامية البطلة حزب الله اللبناني وللمجاهدين الفلسطينيين، وهو أيضا مبغض شديد للإنتصارات التاريخية التي حققها المقامون الشرفاء على الجيش الإسرائيلي الغاصب لفلسطين والقدس الشريف، وهم الذين فندوا ببسالتهم الرائعة اسطورته الزائفة الخاوية الزاعمة بأنه الجيش الذي لا يقهر. وذلك في الحرب الغير متكافئة التي اندلعت بعد العدوان الصهيوني الغاشم على لبنان خلال شهر تموز 2006 والتي استمرت 33 يوما.
بقلم: حميد حلمي زادة

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق