التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

أرض المليون شاعر والقمة العربية !! 

القاهرة – رباب سعيد
لم يحالفنى الحظ بحضور القمة العربية 27 التى عقدت فى نواكشوط . لكن كنت أتابع عن كثب وأترقب كل الإجتماعات التمهيدية إلى يومنا هذا… القمة العربية حدث كبير لا يجب أن نتجاهله ،صحيح أن أوضاع العرب لا تسر إلا العدو،لكن أنا مصرية عربية أكتب فى وكالة عربية وصحف مصرية أدركت سريعا أن القمة العربية أهم من ما يحدث فى تركيا من ممارسات سلطوية فاشية تمارسها القيادة السياسية تحت مسمى انقلاب… والكيل بمكيالين لإرادة الشعوب..او موضوع توتر العلاقات الأمريكية التركية أو حالة الخلل والفشل الأمنى فى التعامل مع ملف الإرهاب فى العالم لأهرب إلى موضوع أخر…

والحقيقة أن الكتابة عن القمة العربية تربكنى . وتفرحنى أن العرب أحتفظوا بقدرتهم على الأجتماع تحت مظلة واحدة بعدما تبددت قدرات كثيرة أخرى كان يفترض أن تكون لديهم …

لكن لدى مشكلة فكلما بدأت أكتب أجد أن ينتهى بى الحال إلى الحزن وأنا أصلا لا أحب الحزن وانا اقع فيه لما يحدث في سوريا وفرط الإستيطان الإسرائيلى الوحشى مع الأخوة الفلسطنيين وما يجرى فى اليمن الذى لم يصبح سعيدا بعد تعثر المفاوضات فى الكويت واشتعال الميادين,,, او أغتيال مدن بأثرها

فأنا لا أعتقد أن مهمة الصحفى هى رش السكر على الأوضاع أوذرف الدموع لصالح أجندة معينة

ولست متشائمة الى حد الياس اذا ما اعلنت من أن القمة العربية هذا العام لن تؤتى ثمارها وأن السنة الفاصلة بين قمة شرم الشيخ ونواكشوط ما هى إلا فرصة جديدة لمواصلة التفكك والتمزق فى العالم العربى

فى السنوات الماضية لدى شكوك عميقة فى معانى وعبارات ومفردات كانت قاطعة وواضحة لم أعد اعرف مثلا ماذا تقصد حين نقول (العالم العربى) هل لا زال موجودا وحيا أم أنه كائن منهك عاجز فى غرفة الأنعاش ينزف دما بأنتظار لحظة الموت..

انا لم أقصد أن العرب فى طريقهم إلى الإنقراض لكننى أشعر أن استخدام تعبير العالم العربى بات استفزازيا أو مثيرا للأسى والحزن.

وهنا أقف حائرة وأشعر بالإرتباك حين أقف عند ماذا يريد( العربى) وأين هو هل لا زال حيا؟ وما هو عنوانه؟ أم أنه الأن ينظر له تحت مسميات وينام تحت هويات أنتحارية ؟

لا أعرف هل فشل (العربى)فى بناء مؤسسة ودولة والإنتماء …وإلى العصر والتصالح معه؟

وهل دفعه الفشل إلى اعتناق الظلام والإصطدام بالعالم والعصر ….أفكر فى الإرهاب المسرطن الذى يتمدد فى جسد العالم والسنوات المقبلة وأخاف .

هل سيتكتل العالم ضدنا ويعتبروننا (إمبراطورية الشر)وهل سيستدعينا مرغمين لتبديل ثيابنا وما يتدفق فى شرييننا من ميول ورفض للأخر …

لا أعرف هل أبدو متشائمة لكن عبارة (الأمن القومى العربى) تقلقنى عندما اجد تونسيا يفجر نفسه فى خيمة عزاء عراقية وأرى أتراك فى العراق وسوريا ..وان أكبر قواعد أمريكية فى قطر وأرى الفضاء العربى مليئ بالإنتحاريين والأحزمة الناسفة والإعلام والملشيات والخرائط والدويلات التى تنصب نفسها دول عظمى وبقايا جيوش . ..

كما يقلقنى أيضا (تعثر العربى ) فى اقناع فتح وحماس بالتعايش قى مؤسسه واحدة لإنقاذ فلسطين والقضية الأم لنا جميعا هذا التعثر الذى يعجز عند اللبنانيين بإبقاء جمهوريتهم مقطوعة الرأس بإنتظار استجماع شروط تنصيب !! وليبيا وما بها من حكومتان ومجلسان وداعشان …

لست متشائمة لكن الأرقام هى الأرقام فى المسافة بين قمة نواكشوط وقمة شرم الشيخ فقد سجل العالم العربى أرقاما قياسية فى اعداد القتلى واللاجئين والبطالة والامية والعيش تحت خط الفقر والمدن المحروقة والسيارات المفخخة التى تستهدف الغالى من أبناؤنا …

ما أصعب الكتابة عن قمة نواكشوط فقد يحتاج العرب إلى ورش تنمية وإلى قرارات حاسمة لابد منها للصعود الى قطار التقدم والاستقرار بدلا من القرارات المؤلمة والتى تتعلق بالأفكار الحجرية والسفن المثقوبة التى تغرقنا جميعا.

اعجبنى بهجة المحتفليين بانعقاد القمة العربية على أرض المليون شاعر وسمعت أن قصائد كثيرة كتبت وأخرى فى الطريق أنا لا أكره الشعر بل أكاد أحبه لكن الغيبوبة طالت والوقت لا يرحم لكى يبقى للعرب زمان ومكان وكيان عليهم أن يلحقوا أطفالهم وثورات التكنولوجيا التى لا تنام مفاتيح العالم اصبحت ( مايكرو سوفت) لا فى قصائد الشعر

قتلنا النوم الطويل فى سرير الماضى والاعتقاد أن المستقبل يكمن فى استعادة عصر معين …

دائما تسبقنا الأحداث وتتأخر ونتبادل الطعنات ونتلف المدن ونحفر المقابرثم ننام على التاريخ ولا عزاء لنا .انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق