المانيتور: “اسرائيل” تخطط لاحتلال جنوب سوريا
تناولت في الآونة الأخيرة وسائل الاعلام بشكل كبير، أخبار تحركات الكيان الاسرائيلي وتدخلاته السافرة على الحدود الجنوبية للأراضي السورية.
وأظهرت هذه الأخبار حقيقة الدور المشبوه والفعال للكيان الاسرائيلي في الأزمة السورية. وماتزال الأخبار حتى الآن تطرح نوايا الکيان الاسرائيلي الجديدة في التدخل بالحرب السورية، بل ووردت معلومات أن الكيان الاسرائيلي لن يكتفي بالتدخل في سوريا وإنما سيحتل الأراضي الواقعة على حدودها الجنوبية.
وضمن هذا السياق أفاد موقع الوقت الاخباري، أن موقع “المانيتور” الأمريكي قد ادعى أن الکيان الاسرائيلي يعمل على إيجاد منطقة آمنة في جنوب سوريا.
وذكر “المانيتور”: “إسرائيل تبحث إنشاء منطقة عازلة بعمق يصل إلى عشرة أميال داخل سوريا لحماية الدولة العبرية من “المتمردين الأصوليين”، وذلك بتمركز كتيبتي مشاة وكتيبة دبابات داخل الأراضي السورية.”
وأضاف الموقع: إن جيش الکيان الاسرائيلي أقام في الآونة الأخيرة وحدة ارتباط، بين قواته في مرتفعات الجولان السوري المحتل، مع المسلحين المعارضين للحكومة في جنوب سوريا، علما أنه تم علاج 2000 مصاب من جبهة النصرة التابعة للقاعدة جنوب سوريا في المستشفيات الإسرائيلية، ومن بينهم عناصر في المجموعات المسلحة، وفق ما أكدته تقارير دولية واسرائيلية. وقد أرسلت القوات الاسرائيلية العام الماضي دبابة الى عمق 300 متر داخل الاراضي السورية لدعم المسلحين في حربهم ضد الجيش السوري.
وذكر “المانيتور”: حصل المعارض السوري كمال اللبواني، خلال العامين الماضيين، ومن خلال لقاءات مكثفة مع مسؤولين اسرائيليين، على دعم وحماية من قبل الكيان الاسرائيلي الذي يعد العدو الأول بالنسبة للسوريين. وعرض اللبواني خلال لقائه مسؤولين اسرائيليين خطة لإقامة منطقة آمنة في الجنوب السوري، ولا سميا في قرية حضر الدرزية الواقعة في الجانب السوري من هضبة الجولان.
وقد طلب اللبواني من الکيان الاسرائيلي بأن يسمح بتزويد أهالي المنطقة الآمنة المقترحة بتسهيلات ميدانية عبر الحدود الإسرائيلية، بما في ذلك إقامة مستشفيات ميدانية داخل الأراضي السورية بدلا من نقلهم إلى المستشفيات الإسرائيلية كما حدث خلال الاعوام السابقة.
وقال اللبواني في مقابلة أجراها معه موقع “المانيتور” وتعليقا منه على الحماس الذي لاحظه على أوجه الاسرائيليين بشأن إيجاد منطقة عازلة جنوب سوريا: لقد تعجبت من ردة الفعل المرحبة من قبل أعضاء الكنيست الاسرائيلي بشأن إنشاء منطقة عازلة جنوب سوريا، وكانت الدهشة القصوى عندما قالوا لي بأنهم مستعدون لتقديم خدمات للمعارضين في الجنوب السوري بشكل كبير.
وتابع اللبواني: وعندما طرحت الفكرة على السفير الأمريكي في “اسرائيل” وبنيامين نتنياهو، لم يُظهرا لي أي اعتراض.
وتهدف الخطة بحسب مزاعم الجيش الاسرائيلي لتأمين الحدود المشتركة الممتدة لمسافة 47 كيلومتراً من “الخطر الإرهابي المتزايد” إذا فقد الجيش السوري السيطرة على المنطقة.
وتفضي الخطة بتمركز كتيبتي مشاة وكتيبة دبابات داخل الأراضي السورية، وبعمق 10 كيلومتر وعلى امتداد 20 كيلومترا على الحدود المشتركة بين الکيان الاسرائيلي وسوريا.
وأضاف اللبواني بشأن هذه الخطة: “اسرائيل” تقول بأنها تريد تنفيذ هذه الخطة للحفاظ على أمنها من الجماعات الارهابية كـ (جبهة النصرة) وغيرها.. وبذلك سيتمكن الأردنيون والاتراك بناء على المخطط الاسرائيلي أن يقوموا بالمثل وينشئون مناطق آمنة على حدودهم المشتركة مع سوريا.
وقال اللبواني بشأن الموقف الاسرائيلي الداعم للمعارضة السورية: اليوم يتوفر فضاء مناسب لـ”اسرائيل” من أجل تحسين صورتها أمام السوريين، الذين كانوا يرونها كعدو لدود منذ عدة عقود، إلا ان اقدام “اسرائيل” على تقديم دعم طبي ومادي للمعارضة السورية جنوب سوريا سيجعل المعارضين يراجعون نظرتهم إليها وبالتالي ستتحسن علاقاتنا معهم.
وأفسحت هذه الخطة بحسب ما قاله اللبواني المجال أمام الکيان الاسرائيلي لإنشاء قنوات اتصال، وإن بطريقة غير مباشرة.
من جانبه رحب مؤسس إحدى المنظمات الامريكية الاسرائيلية “موتي كاهانا” بقرار إنشاء منطقة عازلة على الحدود السورية، قائلا: المرحلة الاولى ستكون بإيجاد منطقة آمنة، وتوفير الخدمات الطبية، والمرحلة الثانية ستتضمن فتح المدارس والتركيز على التربية والتعليم، والمرحلة الثالثة ستقوم على تشكيل فرق شرطة محلية، وأَضاف قائلا: لقد تمكنا حتى الان من تشخيص المدن والقرى التي سيتم تنفيذ الخطة فيها، ولكننا لانستطيع الإفصاح عن المزيد من المعلومات في الوقت الراهن.
المساعدة الاسرائيلية للمعارضين التي وصفها اللبواني بـ “الانسانية”، سمحت بصد هجمات من سوريا ضد جيش الکيان الاسرائيلي. ويتضح أن “المعارضين المعتدلين” كما سمتهم أمريكا، الذين تمتعوا بالعمليات الانسانية التي قدمها الکيان الاسرائيلي، يتعاونون مع ارهابيين، مثل عناصر جبهة النصرة، المتماثلة مع تنظيم القاعدة. وأنه على الرغم من نفي الکيان الاسرائيلي لأي علاقة مع جبهة النصرة، إلا أنه يتبين أن المساعدة الانسانية منعت عمليات ضد الکيان الاسرائيلي.
المصدر / الوقت