آلاف الطلقات و5 صواريخ ووابل من القنابل لم توقف الفقيه عن مواجهة الاحتلال
وكالات – امن – الرأي –
فشل جهاز “الشاباك” الإسرائيلي على مدار شهر كامل، في الوصول للمقاوم الفلسطيني المطارد محمد الفقيه، الذي كشفت التحقيقات أنه المسؤول عن عملية “عتنائيل”، التي قتل فيها حاخام صهيوني، وابن عم رئيس جهاز “الموساد”.
وفرض جيش الاحتلال حصارًا خانقًا على محافظة الخليل بالكامل، بحثًا عن الفقيه، الذي اعتبره “الشاباك” “قنبلةً موقوتة”، في إشارةٍ إلى أنه قد ينفذ هجومًا جديدًا في أي لحظة.
وتوصل “الشاباك” لتحديد هوية أعضاء الخلية، التي نفذت الهجوم في “عتنائيل”، بعد العثور على السيارة التي استخدمت، في شارع عين سارة بالخليل، بعد ساعات من تنفيذ العملية. وبعد يومين تم اعتقال سائق السيارة محمد عمايرة (38 عامًا) وهو من بلدة دورا.
وعمل ضباط “الشاباك” للكشف عن مكان تواجد محمد الفقيه الذي اعتقل في السابق، ونفذ الهجوم على عاتقه الشخصي، كما كشفت التحقيقات. وتم تحليل الكثير من سجلات كاميرات الحراسة، التي تم الحصول عليها من أصحاب المحال الفلسطينيين، على مداخل بلدات، دورا، يطا، الظاهرية، والسموع بطرق عديدة، بالإضافة لتحليل الآلاف من المكالمات الهاتفية لأشخاص كانوا على علاقة بمحمد خلال العام الأخير.
وتوصلت التحقيقات التي نفذها “الشاباك” إلى نتيجة مفادها بأن محمد اعتمد على أقاربه بالتواري عن الأنظار، بعد تنفيذ الهجوم، فقرر جيش الاحتلال ممارسة ضغوط على أسرته، وأبناء عائلته من أجل دفعه تحت الضغط لارتكاب خطأ.
وأفلت الفقيه خلال الأسابيع الماضية – كما تقول الصحافة الإسرائيلية – من ثلاثة أماكن تواجد فيها، وفي كل مرة يكتشف “الشاباك” بعد مداهمة تلك الأماكن، أنه غادر المكان بسلام.
وفي الساعة التاسعة مساء من يوم الثلاثاء الماضي، تقاطعت معلومات استخبارية وصلت إلى “الشاباك” تشير إلى أن الفقيه يتواجد في بيت مكون من ثلاث طبقات في بلدة صوريف، لتصدر التعليمات من غرفة العمليات الخاصة، التي تدير عملية مطاردة محمد إلى القوات الخاصة بالجيش الإسرائيلي، بالتأهب لتنفيذ عملية الاغتيال.
ودخل تباعًا لغرفة العمليات رئيس “الشاباك” نداف أرغمان، ونائبه، وقائد منطقة الخليل، والضباط المسؤولين عن بلدتي دورا وصوريف بالجهاز، برفقة قائد المنطقة الوسطى (الضفة) بجيش الاحتلال الجنرال روني نويمان.
وكانت ثلاث طائرات تجسس بلا طيّار تبث صورة حيّة ومباشرة لمن تواجدوا داخل غرفة العمليات الخاصة.
وبعد اكتمال تطويق المنزل المكون من ثلاث طبقات وإحاطته بقناصي الوحدات الخاصة ومقاتلي وحدة “كفير” المعززين بالجيبات، وناقلات الجند لضرب حصار دائري على المنزل لمنع المتظاهرين.
في تمام 22:05 ليلًا صدر الأمر من غرفة العمليات الخاصة بالهجوم، فخاطب أحد الضباط محمد عبر مكبر الصوت، وطالبه بتسليم نفسه، فرد محمد بالنار على القوات الخاصة التي بدورها فتحت النار على النوافذ، وواصل محمد بالرد على النار بالنار، وقذفوا المنزل بقنابل يدوية، وواصل إطلاق النار.
وأصدر أرغمان أمرًا بإطلاق صاروخ “لاو” مضاد للدروع صوب أحد النوافذ كان يعتقد أن محمد يتحصن بجواره، ولكن محمد أطلق النار مجددًا. فتم إطلاق خمسة صواريخ “لاو” أخرى، وواصل محمد إطلاق النار ولم يستسلم. بعد ذلك تم إطلاق وابل قنابل عبر قاذف M-203 ومع ذلك واصل محمد إطلاق النار صوب الجنود، وتحاشى أن يكون مكشوفًا أمام نيران القناصة.
الجنرال أرغمان اتخذ قرارًا باستقدام جرافة عسكرية كبير لهدم المنزل على محمد في الساعة 3:30 صباحًا، وبعدها لم يعد محمد يرد على إطلاق النار، فتم إرسال كلب لداخل المنزل، لتظهر الصور التي التقطتها الكاميرات المثبتة على رأس الكلب أن الفقيه فارق الحياة.
انتهى