كيف تبدو خريطة العلاقات الدولية والإقليمية لإيران
متابعة / الرأي
علي عبد سلمان
تسعى إيران منذ توقيع اتفاقها النووي مع الدول الغربية إلى تعزيز انفتاحها الدبلوماسي، وتستمر في توسيع إطار علاقاتها الدولية والإقليمية، فيما لا تزال بعض الدول الرافضة للاتفاق تحاول قطع الطريق عليه والتركيز على الخطر الإيراني.
قبل فترة قصيرة رفض الرئيس الأفغاني حامد كرزاي توقيع اتفاقةأمنية مع أميركا اعتبر شروطها مجحفةً بحق بلاده.. الآن يوقعكرزاي معاهدة صداقة وتعاون مع الرئيس الإيراني حسن روحاني..
نظر البعض إلى التقارب الإيراني الأفغاني على أنه مقلق لواشنطن ورأى فيه آخرون نتيجة طبيعية للتفاهم الإيراني الغربي، وفي الحالتين فمن الصعب للقوات الأميركية ضمان جلاء آمن عن أفغانستان في العام المقبل بدون اتفاق مع الإيرانيين.
إيران ذات العلاقة الممتازة حالياً مع روسيا تكثف التعاون مع الصين؛ قالت لضيفها الصيني الكبير عضو مجلس الدولة يانغجي تشي إن التطورات الدولية غيرت الموازين الاستراتيجيةلصالح الدول المستقلة.
تغيير الموازين يقود إيران لتكثيف طوقها الدبلوماسي حول السعودية، بغية فك الاشتباك معها في أفضل الأحوال أو الضغط دبلوماسياً في أسوأها.. فإلى العلاقة الأكثر من جيدة مع سلطنة عمان أعادت طهران خطوطاً جيدة مع عدد من دول الخليج خصوصاً بعد الاتفاق النووي مع الغرب، كانت الإمارات المختلفة أصلاً مع إيران على ثلاث جزر أول من هنأ طهران بالاتفاق ثم كرت السبحة وذهب وزير الخارجية الإيراني لزيارة عدد من الدول الخليجية، وقال مراراً إن بلاده تأمل طبعاً بزيارة السعودية.
مع تركيا أيضاً تتحسن الأحوال التي لم تنقطع أصلاً رغم كل التباين بشأن الملف السوري، ولو سارت الأمور كما هو مقرر فإن الرئيس الإيراني سيزور أنقرة في الشهر المقبل، وسبقه تعاون لإنجاح زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو إلى بغداد والنجف ومناطق عراقية أخرى.
هذا الطوق الإيراني مهم لتبريد جبهات كثيرة بينها سورية، ومهم لرفع العقوبات عن إيران ومهم لعودة طهران للعب دور دولي وإقليمي محوري، ولكنه مهم أيضاً وخصوصاً لابقاء كل الأوراق جاهزة في حال نجحت بعض الدول القلقة من الإتفاق الإيراني الغربي في التأثير سلباً على مجرى الأمور وهنا قد لا يقتصر الطوق فقط على درع دبلوماسي وإنما على جبهات عسكرية لا تزال مشتعلة من العراق إلى اليمن وسورية وصولاً إلى لبنان.
إيران تعزز الانفتاح الدبلوماسي ولكنها لا تنسى على ما يبدو أن شد الحبال لا يزال في أوجه مع الغرب حتى بعد الاتفاق.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق