لجنة تحقيق تؤكد ارتكاب الجيش النيجيري لمجزرة مروعة ضد الشيعة
بعد 8 أشهر من محاولات طمس الحقائق والتستر على جريمة شنيعة ارتكبها الجيش النيجيري ضد المسلمين الشيعة، خلص تقرير اعدته لجنة تحقيق في نيجيريا ان الجيش قتل 348 مسلما شيعيا في سبتمبر عام 2015.
لجنة التحقيق قالت ان الجيش النيجيري دفن هؤلاء المسلمون الشيعة الذين قتلهم في مقابر جماعية في مدينة كادونا الشمالية، مضيفة أن “الجيش النيجيري استخدم القوة المفرطة” ضد المشاركين في مسيرة نظمها هؤلاء.
وكانت هذه المجزرة المروعة قد استمرت يومين في 12 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عندما اعترض مواطنون شيعة على قيام موكب رئيس اركان الجيش النيجيري “الجنرال توكور يوسف بورتا” باقتحام حشود للنيجيريين الشيعة كانوا يحيون مناسبة حصلوا على اجازة بعقده في المكان من السلطات المحلية، لكن رئيس اركان الجيش النيجيري اصدر اوامره الى حرسه الشخصي وقوات معززة باطلاق النار على المواطنين الشيعة دون رحمة.
وطالبت اللجنة التي شكلتها حكومة ولاية كادونا النيجيرية بمقاضاة المسؤولين عن عملية القتل الطائفي هذه، مؤكدة نتائج تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية سابقا.
وجاء في التقرير المؤلف من 193 صفحة، أنها “توصي بناء على ذلك باتخاذ خطوات فورا لتحديد عناصر الجيش النيجيري الذين شاركوا في عمليات القتل بهدف مقاضاتهم.
لكن الأمر لا يقتصر فقط على قتل المئات من المسلمين الشيعة ودفنهم في مقابر جماعية بل ان الشخصيات الشيعية تؤكد ان هناك آلاف من المفقودين ايضا في هذه الحادثة.
وكانت منظمة العفو الدولية ايضا قد اتهمت الجيش النيجيري بإطلاق النار عمدا على المسلمين الشيعة النيجيريين الذين يتزعمهم العلامة ابراهيم الزكزاكي، وقتلهم ودفنهم في قبور جماعية والتخلص من الأدلة على الجريمة وكان من بين الضحايا ولدا الشيخ الزكزاكي وزوجته وطبيبه ونائبه، كما كان الجيش النيجيري قد سبق وان قتل اثنين من ابنائه في العام الذي سبق هذه الجريمة لدى اطلاق النار على مسيرة يوم القدس العالمي .
ومازال العلامة ابراهيم الزكزاكي منذ ديسمبر/كانون الأول رهن الاعتقال في ظل ظروف صعبة، وقد فقد إحدى عينيه وأُصيب بالشلل في أجزاء من جسمه نتيجة اطلاق 7 رصاصت باتجاهه.
وكان محمد الزكزاكي نجل الشيخ ابراهيم زكزاكي قد وجه قبل أيام رسالة مفتوحة داعيا كل من يؤمن بحق الانسان بالعدالة والكرامة، ان ينضموا اليه لمضاعفة الجهود للافراج عن الشيخ زكزاكي.
وشرح محمد الزكزاكي في رسالة مفتوحة الوضع المأساوي لوالده والظلم الذي يمارس بحق زعيم الشيعة في نيجيريا، وكتب: لقد فُقد آلاف البشر الابرياء ودفن اكثر من 340 شخصا في مقابر جماعية، وتم اعتقال مئات الاشخاص وتم تخريب ممتلكات تقدر قيمتها بمئات الملايين.
ولفت نجل الشيخ الزكزاكي الى ان دائرة الخدمات الحكومية (DSS) تزعم ان والده يخضع للاقامة الجبرية لأنه شخص معرض للخطر، والأسوأ من ذلك انها تدعي انها انفقت 5 ملايين نايرا (عملة نيجيريا) للحفاظ على سلامته، مضيفا أن هذا لا يطاق… كان عليّ ان اشهد قتل المواطنين الابرياء بمن فيهم اخوتي الثلاثة. ورغم ان والدي ووالدتي ليسا في زنزانة السجن، لكنهما ليسا في ظروف مريحة ولا آمنة.. لقد قتل الجيش النيجيري طيلة 8 أشهر 1000 انسان بريء بمن فيهم اخوتي وعمتي وعدد كبير من أقربائي، وأطلقوا النار على والدتي وأصيب والدي بالشلل في قدميه ويديه وفقد إحدى عينيه، كما حرموه من رؤية الطبيب والمستشار القانوني.
وتابع محمد الزكزاكي في رسالته، انني ابن والد لم يغض الطرف ابدا عن العنف ضد الناس، حتى لو كان ثمن ذلك فقدانه لبصره، انني اناشد كل المؤمنين بحق الانسان للتمتع في العدالة والكرامة ان ينضموا اليّ لمضاعفة الجهود. فعلينا ان نحتج على هذا الاجحاف الذي يبدو لا متناهيا، لكي يصل صوتنا الى الأسماع. وعلينا ان نبذل الجهود ونستفيد من كل ما هو متاح لنا، فلا توجد فرصة للاتلاف.
وتؤكد تقارير نشرت في دول غربية الى ان المخابرات السعودية تقف خلف وقوع هذه المجزرة بعدما قدمت رشوة لرئيس اركان الجيش النيجيري الجنرال توكور يوسف بورتا لتنفيذ هذه الجريمة وذلك لمنع انتشار التشيع في نيجيريا.
ويشكل المسلمون 50 بالمئة من سكان نيجيريا فيما يبلغ عدد السكان 152 مليون نسمة ويشكل المسلمون السنة الاغلبية بين المسلمين في نيجيريا بينما يمثل الشيعة أقلية ويتمركزون في ولاية سقطو.
المصدر / الوقت