مدير مركز الدراسات الإستراتيجية بيغن-سادات الإسرائيلي: القضاء على داعش خطأ استراتيجي
تقاطع مصالح الكيان الصهيوني مع داعش كانت جلية و واضحة في العديد من المناسبات و على أرض الواقع بطرق غير مباشرة و أخرى مباشرة كدعم الكيان للمجموعات الإرهابية لوجيستياً و طبياً، إلا اننا بتنا اليوم أمام واقع جديد يصرح فيه باحثون و مراكز دراسات في الكيان بضرورة بقاء تنظيم داعش لأن ذلك يصب في مصلحة الكيان على الأمدين البعيد و القريب.
أفرايم اينبار: بقاء داعش مفيد لنا
بعد ظهور داعش في العراق و سوريا، اظهرت الشخصيات و الخبراء الاسرائيليون سكوتهم و رضاهم على افعال هذه المجموعات الارهابية حتى انهم اعتبروا ظهور داعش بمثابة نقطة انعطاف في مسيرة الكيان، و في هذا السياق نشرت القناة السابعة الإسرائيلية ” اروتز شيفا” تقريرا لـ” افرايم اينبار” مدير مركز بيغن-سادات للدراسات الاستراتيجية قال فيه: “زوال داعش من الوجود خطأ استراتيجي و بقائهم ضروري لانه يصب في مصلحة أمن اسرائيل و الغرب”.
و اعتبرت هذه الوسيلة الاعلامية الصهيونية بأن ما يقوم به كارتر هو خطأ كبير و استراتيجي و ذلك في اشارة الى تحركات “اشتون كارتر” وزير الدفاع الأمريكي لجمع وزراء دفاع الحلفاء في سبيل وضع خطة للتخلص من داعش.
و في السياق نفسه جاء في التقرير نفسه بأن وجود داعش ضعيف افضل من زواله نهائياً، لأن داعش تعتبر مغناطيس للمسلمين الراديكاليين في جميع انحاء العالم لذا و بجذبها لهؤلاء الاشخاص من المتطوعين و غيرهم يمكننا بسهولة معرفتهم و جمعهم.
فضلا عن ذلك اعتبر التقرير ان هذه الجماعات اكستبت الكثير من الخبرة و المهارات العسكرية و الارهابية اثناء وجودها و عملياتها في العراق و سوريا؛ و بالتالي عندما يزول داعش كتنظيم في سوريا و العراق ذلك سيحتم عليهم العودة الى دولهم وربما إلى دول اخرى و بذلك سيشكلون خطرا على هذه الدول و مجتمعاتها بشكل مباشر.
كما ادعى “افرايم اينبار” في التقرير نفسه بأن طول صمود داعش و ازدياد عمرها يمكن أن يكون سببا في تضعيف فكرة الخلافة و ذلك سيظهرها ككيان سياسي غير فعال، و في سياق توجيهاته بضرورة الحفاظ على داعش اعتبر أن أي شكل من اشكال السعي نحو زوال داعش سيظهر الغرب و كأنه يسعى لمحو الإسلام، و ذلك من وجهة نظر المسلمين بحسب وصفه، الأمر الذي سيؤدي إلى نمو التطرف و الكراهية بين المسلمين و الغرب.
كما قام “اينبار” و في اشارة الى التهديد الذي يمثله حزب الله أن حزب الله يمثل تنظيماً شيعيا معاديا للغرب و لاسرائيل و مرتبط بايران و يقوم حالياً بمحاربة داعش الأمر الذي يكبده خسائر كبيرة يومياً، بالتالي فإن زوال داعش سيؤدي الى زوال هذه المنفعة للغرب و لإسرائيل أي استنزاف حزب الله الذي سيكون متفرغا من جديد للتفكير في استهداف اسرائيل و الغرب بعد انتهاء مهمته في سوريا.
كما اشار مدير مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط و في اشارة لمنطق هوبز أنه لا يوجد خيار أخلاقي دائماً، ويعتقد أنه على الرغم من أن داعش هو طفل سيئ، و لكنه أفضل بكثير من بعض خصوم اسرائيل، و في بعض الأحيان يجب السماح للأطفال السيئين أن يقاتلوا بعضهم البعض لننتهي منهم جميعاً، و هذا أمر ليس فقط مفيد إنما أخلاقي أيضاً.
و اعتبر أن هزيمة داعش في العراق و سوريا و ايجاد الاستقرار في هذه المناطق لا قيمة له في حد ذاته الا اذا كان يصب في مصلحتنا، فهزيمة داعش تسبب تقوية موقف ايران في المنطقة، و تقوية و تبرير التدخل الروسي و ابقاء الرئيس السوري بشار الاسد اذ أن موسكو و طهران و دمشق لا يساهمون في قيمنا الديمقراطية، فضلاً عن كونهم لا يميلون لمساعدة الغرب و أمريكا.
علاوة على ذلك يعتقد “افرايم اينبار” ان عدم الاستقرار والأزمات يمكن أن تحتوي أحيانا على علامات التغيير الإيجابي. وقال أن إدارة أوباما فشلت عندما اعتقدت أنه بامكانها تصوير إيران كعدو، فضلا عن كونها أضافت مشروعية للدور الايراني كلاعب اقيليمي في مواجهة التهديد الداعشي، وفي نهاية حديثه اعتبر هذا الكاتب الاسرائيلي أن إدارة أوباما غير قادرة على ادراك حقيقة أن داعش يمكن أن يكون أداة مفيدة لتقويض خطط طهران الطموحة للسيطرة على الشرق الأوسط بحسب تعبيره.
المصدر / الوقت