التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

أردوغان في ضيافة بوتين ويقدم اعتذاره باللغة الروسية 

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من مدينة سان بطرسبورغ يوم الثلاثاء 9 أغسطس/آب، إنه ورغم الوضع السياسي الداخلي الصعب للغاية في تركيا، فأن نظيره رجب طيب أردوغان يزور روسيا، ممايدل على الرغبة المشتركة في استئناف التعاون.

وأعرب الرئيس الروسي عن أمله في أن ينجح الشعب التركي بقيادة أردوغان في تجاوز هذه الأزمة، وفي استعادة النظام العام والشرعية الدستورية في البلاد، وأضاف قائلا: “ستتاح لنا اليوم إمكانية لنتحدث بمشاركة أعضاء الوفدين وبدونهم، بما في ذلك حول استئناف العلاقات التجارية والاقتصادية بيننا وحول التعاون في مجال محاربة الإرهاب”. وأكد أن إتاحة مثل هذه الإمكانية تسره للغاية.

وذكّر بوتين بأنه كان من الأوائل الذين اتصلوا هاتفيا بالرئيس التركي بعد الانقلاب الفاشل، ليعبر عن دعمه في جهود تجاوز الأزمة السياسية الداخلية الناجمة عن محاولة الانقلاب ليلة 16 يوليو/تموز.

بدوره شكر أردوغان نظيره الروسي على إتاحة الإمكانية لعقد اللقاء الثنائي في الفترة التي وصفها بأنها “حساسة”، وأعرب عن ثقته بأن العلاقات الثنائية بين روسيا وتركيا، عادت إلى مسارها الإيجابي، وذكّر الرئيس التركي بأنه سبق له أن اتفق مع بوتين على عقد لقاء ثنائي على هامش قمة العشرين المرتقبة في الصين في سبتمبر/أيلول. وتابع: “لكن كما تعرفون، إننا اضطررنا لتعديل خططنا قليلا بسبب ما حدث”.

وأكد أردوغان أن الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من بوتين بعد المحاولة الانقلابية الفاشية “أسرّني وزملائي وشعبنا”، وأضاف أردوغان أنه يعتقد بأن محادثاته مع الرئيس الروسي ستدشن عملية زيادة التعاون بين تركيا وروسيا.

وكرر قائلا: “إنني أشكركم مرة أخرى على إتاحة الإمكانية لعقد الاجتماع، لأن العلاقات الروسية التركية دخلت في مسار إيجابي فعلا”، وتابع الرئيس التركي أن الاتصال الهاتفي الذي تلقاه من بوتين إثر محاولة الانقلاب الفاشلة، أسره وأسر السياسيين الأتراك والشعب التركي بالكامل. وأشار إلى المظاهرات الحاشدة التي خرجت في تركيا يوم الأحد الماضي، معتبرا أن هذه المظاهرات تظهر مدى رفض الشعب التركي لأي محاولات انقلابية، وتؤكد رغبته في الديمقراطية.

هذا وأعرب أردوغان عن ثقته بأن يساهم التعاون الروسي-التركي في حل العديد من قضايا منطقة الشرق الأوسط، وأضاف: “يتضمن جدول أعمال اجتماعنا مواضيع كثيرة تتعلق بالعلاقات الثنائية وتطويرها، لكن المنطقة أيضا تنتظر منا اتخاذ قرارات سياسية كثيرة”. واستطرد: “إنني أؤمن بأن تعاوننا سيسهم بقسط كبير في حل العديد من القضايا بالمنطقة”.

وتجري المحادثات في قصر قسطنطين بعزبة “ستريلنا” في سان بطرسبورغ بحضور وزيري خارجية البلدين سيرغي لافروف ومولود جاويش أوغلو، وهو أول لقاء بين الرئيسين منذ تدهور العلاقات الثنائية بسبب حادثة إسقاط قاذفة “سو-24” الروسية في سماء سوريا في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وبدأت عملية التطبيع بين موسكو وأنقرة في يونيو/حزيران الماضي إثر تقديم الرئيس التركي اعتذارا على إسقاط الطائرة الحربية التي كانت تشارك في عملية مكافحة الإرهاب في سوريا.

ويرافق عدد كبير من المسؤولين الأتراك الرئيس رجب طيب أردوغان الزائر لروسيا، وقالت صحيفة “جمهوريت” التركية إن طائرة الرئيس التركي التي أقلعت من مطار أنقرة في الساعة العاشرة من صباح يوم 9 أغسطس/آب متوجهة إلى مدينة سان بطرسبورغ، حملت على متنها “المفاجأة”، وأوضحت الصحيفة أن المفاجأة هو وجود رئيس جهاز الاستخبارات التركية، هاكان فيدان، بين المسؤولين الأتراك المرافقين للرئيس أردوغان، وبين المرافقين أيضا مستشار الرئيس، محمد شيمشيك، ومستشار الأمين العام للحزب الحاكم، مهدي أكير، ووزراء الخارجية والسياحة والاقتصاد والزراعة والطاقة.

هاكان فيدان رئيس جهاز الاستخبارات التركية، هاكان فيدان
ويعتبر هذا اللقاء بين بوتين وأردوغان الأول منذ الأزمة بين البلدين نهاية العام الماضي بعد أن اسقطت تركيا مقاتلة روسية في الأجواء السورية، والتي تبعها اعتذار خطي من أدروغان في نهاية المطاف.

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة حرييت التركية عن خفايا المصالحة بين موسكو وأنقرة، موضحة أن رجل أعمال تركيا لعب دورا رئيسيا في العملية، وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعتذر لنظيره الروسي باللغة الروسية.

وأكدت الصحيفة، نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن رسالة أردوغان إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي وصفتها موسكو بأنها شكلت انطلاقة لعملية المصالحة، لم تكن مفاجئة، حيث عقد ممثلو روسيا وتركيا مشاورات لتنسيقها لمدة أسابيع.

وسبق أن تضاربت تصريحات روسية وتركية حول الكلمات التي استخدمها أردوغان في رسالته التي نشر نصها يوم 27 يونيو/حزيران الماضي، ليعبر عن أسفه واعتذاره على إسقاط قاذفة “سو-24” الروسية في أجواء سوريا يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ونفى بعض المسؤولين الأتراك ذكر أردوغان كلمة “الاعتذار”، وأصروا على أنه “عبر عن أسفه”.

وقالت مصادر دبلوماسية للصحيفة، إن مسؤولين من روسيا وتركيا أجروا جلسات مشاورات عدة في مايو/أيار ويونيو/حزيران لتنسيق نص الرسالة. وفي نهاية المطاف، اختار ابراهيم قالين الناطق الصحفي باسم أردوغان، الذي كان يضع مسودة الرسالة بالتعاون مع مترجمين روس ودبلوماسيين من السفارة الكازاخستانية في أنقرة، كلمة “أعتذر” باللغة الروسية (إيزفينيتي) بدلا من sorry أو apologize باللغة الإنكليزية.

كما كشفت الصحيفة عن أسماء الأشخاص الذين لعبوا دورا رئيسيا في التقارب بين روسيا وأنقرة في أعقاب حادثة إسقاط القاذفة، ومنهم رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التركية خلوصي أكار، ورجل الأعمال التركي البارز جاويت تشاغلار، والرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزاربايف، وبحسب معلومات الصحيفة، بدأت العملية في أواخر أبريل/نيسان الماضي، عندما اقترح آكار على أردوغان الاعتماد على رجل الأعمال تشاغلار الذي كان يدير مشروعا في داغستان جنوب روسيا . وكان لـ تشاغلار علاقات جيدة مع رئيس داغستان رمضان عبدولاتيبوف، الذي بدوره له قنوات اتصال بـ يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي.

أما ذروة العملية فكانت يوم 24 يونيو/حزيران، عندما كان بوتين يزور طشقند بأوزبكستان لحضور لقاء قمة، ودعا نزاربايف “الأصدقاء الأتراك” للوصول فورا، وتم عرض الرسالة التي وقعها أردوغان في الساعة الثالثة ليلا، على بوتين، الذي عبر عن ارتياحه لمضمونها.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق