النظام البحريني يواصل استهدافه الطائفي..آخر تطوّرات المشهد البحريني
تواصل السلطات البحرينية إستهدافها الطائفي لشريحة واسعة من أبناء الشعب البحريني الذي يصر على المضي قدما بثورته السلمية للإصلاح رغم القمع الذي يتعرّض له من قوات الأمن ودرع الجزيرة.
فقد تظاهر الآلاف عصر (الجمعة 12 أغسطس/ آب 2016) في مناطق متفرقة من البحرين، رفضا للإجراءات التي تباشرها الحكومة منذ شهرين بحق الشيعة، مؤكدين تمسكهم بمطالب التحول الديمقراطي وإنهاء استحواذ عائلة آل خليفة الحاكمة على السلطة.
الآلاف ساروا حول منزل الزعيم الديني الأعلى آية الله الشيخ عيسى قاسم الذي تم تجريده من جنسيته منتصف يونيو/ حزيران الماضي. ورفع المتظاهرون شعارات مناوئة لملك البلاد حمد بن عيسى آل خليفة، وطالبوا بوقف فوري لاستهداف قاسم والشعائر الخاصة بالشيعة.
ورفع المحتجون شعارات مناهضة للنظام، ومطالبة بوضع حد لنفوذ أسرة آل خليفة، ووقف استهداف الطائفة الشيعية.
كما رفع المحتجون شعارات مؤيدة لآية الله الشيخ عيسى قاسم، الزعيم الروحي للشيعة في البلاد، مطالبين السلطات بإعادة جنسيته ووقف محاكمته فوراً.
السعودية تقف وراء الهجمة الحكومية بحق الغالبية الشيعية
وفي جزيرة سترة، اشتبكت قوات الأمن مع متظاهرين طالبوا بوضع حد لتفرد العائلة الحاكمة بالسلطة، كما عبروا عن إدانتهم لـ “الهجمة الحكومية بحق الغالبية الشيعية”، مشيرين إلى أن السعودية تقف وراءها.
وألقت القوات الحكومية القنابل الصوتية ولاحقت المحتجين داخل الأحياء السكنية قبل أن تغرقها بالغاز المسيل للدموع.
منع السلطة لصلاة الجمعة إمعان في الاستهداف والاضطهاد الطائفي
على صعيد متّصل، أكّد أئمة الجمعة والجماعة في البحرين إن منع السلطة لصلاة الجمعة في الدراز، هو “جريمة وظلم متعمد وموجه، واستهداف لشعيرة من أبرز الشعائر التي تمثل هوية المجتمع الإسلامي”.
واعتبر أئمة الجمعة والجماعة في بيان لهم (الجمعة 12 أغسطس/آب 2016)، منع إمام جمعة جامع الإمام الصادق بالدراز والمصلين من الوصول إلى الجماعة ولأسابيع متتالية “إمعاناً في الاستهداف والاضطهاد الطائفي”.
وأقام المواطنون الصلاة فرادى، وبعدها انطلقت مسيرة من جامع الإمام الصادق بالدراز جابت طرقات البلدة، ونددت بالتضييق المستمر على الشيعة في أداء شعيرة الجمعة.
وزادت السلطات من تضييقها على المصلين في الدراز، حيث منعت أحد كبار علماء الشيعة في البلاد، السيد عبدالله الغريفي، من الدخول للدراز لأداء الصلاة.
وفي الدير تعطلت صلاة الجمعة، نظراً لاعتقال إمام جامع الخيف الشيخ عيسى المؤمن، الذي تمت إحالته للمحاكمة بتهمة التحريض على كراهية النظام، بعد خطبة الجمعة التي ألقاها الأسبوع الماضي في الجامع.
وتوقفت أكبر صلاة جمعة للشيعة في البحرين للأسبوع الرابع على التوالي، بعد منع السلطات للشيخ محمد صنقور إمام الجمعة من الدخول للدراز.
قوى وطنية تدعو لرفع الحصار عن الدراز فورا
إلى ذلك، طالبت العديد من قوى التيار الوطني الديمقراطي (المنبر التقدمي، التجمع القومي ووعد) برفع الحصار فورا عن قرية الدراز التي يعاني أهاليها من مضايقات تزيد من معاناتهم اليومية وتعطل مصالحهم وتفرق الأهالي عن بعضهم البعض، خصوصا الذين يقطنون في مناطق خارج القرية.
وقالت إن ما يجري من حصار يشكل انتهاكا صارخا لدستور مملكة البحرين ولميثاق العمل الوطني وكل المواثيق الدولية ذات الصلة بحرية التنقل والاتصال والتواصل بين أبناء البلد الواحد.
ودعت قوى التيار الديمقراطي الى التوقف عن هذه السياسة التي تزيد من حالة الاحتقان وتعاني منها البلاد، والشروع في تحقيق انفراجات جدية تحمي الوحدة الوطنية والسلم الاهلي والاستقرار الاجتماعي وتحترم حقوق الانسان والمواثيق الدولية ذات الصلة.
براين دولي: على واشنطن أن توقف تسليح هذا النّظام الدّكتاتوري
الناشط في مجال حقوق الإنسان، براين دولي، تطرّق في مقال له في صحيفة الهافينغتون بوست الأمريكية إلى سلطة المال البحريني قائلاً: تواصل الأسرة الحاكمة البذخ على سلسلة من المشاريع التّافهة على الرّغم من ضجة الإنذار المتزايدة في التّحاليل الدّولية، والتي تحذر من أنّ الوضع المالي للجزيرة الصّغيرة في دوّامة الضّياع.
وأضاف الكاتب: ورغم الوضع الإقتصادي الصعب، وإيقاف الحكومة البحرينية دعمها للغاز هذا العام، وعن اللّحوم والدّواجن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عندما بدأت الأزمة الاقتصادية تصبح أعمق، ساهم الملك في الدّفع للاحتفالات الفخمة في عيد مولد الملكة التّسعين في بريطانيا، في مايو/أيار، ما جعله يكتسب ألقابًا على غرار فورست غمب مثل كاميو في المقصورة الملكية في ويندسور خلال الحفل، وابنه – الأمير ناصر- يؤسس فريقًا مختصًا بسباق الدّراجات في البحرين، مع ميزانية سنوية تُقَدّر بحوالي 15 مليون دولار.
النشّطاء البارزون من أجل حقوق الإنسان وزعماء المعارضة، أُجبرِوا على الرّحيل إلى المنفى أو سُجِنوا أو حُكِم عليهم بمدد سجن طويلة بعد محاكمات صورية. إنّه سلاح مخيف ذو حدين، حيث لا تقود الأسرة الحاكمة فقط الاقتصاد إلى الانهيار بل تهدد كل شخص قد يفكر بانتقادها.
مع ذلك، يبدو أن واشنطن لا تقوم سوى بالقليل بخصوص هذه الكارثة، وتكتفي بالقول إنّها تتمنى لو أن ذلك لم يكن يحدث. هذا ليس كافيًا. على إدارة أوباما أن تظهر قيادتها في البحرين. عليها أن توقف تسليح هذا النّظام الدّكتاتوري وتفرض حظرًا على تأشيرات دخول كل من قد يكون على علاقة فعلية بانتهاكات حقوق الإنسان.
المصدر / الوقت