التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

حيثيات جريمة إغتيال إمام جماعة في نيويورك 

لقي إمام مسجد وصديقه مصرعهما بإطلاق رصاص استهدفهما أثناء عودتهما سيرًا على الأقدام إلى منزلهما بعد صلاة الظهر يوم السبت في مسجد في منطقة كوينز بمدينة نيويورك الأمريكية، ولم يُعرف بشكل فوري الدافع وراء جريمة مقتل الإمام أكونجي (55 عامًا) وثراء الدين (64 عامًا)، إلا أن حشودًا من المسلمين الغاضبين تظاهروا في مكان حدوث الجريمة رجحوا أنها جريمة كراهية.

وقالت صحيفة نيويورك ديلي نيوز ان الإمام أكونجي كان يحظى باحترام أهالي منطقة كوينز وان المهاجم قد اتجه مباشرة من الخلف نحوه واطلق النار عليه وعلى صديقه من خلف رأسهما ومن مسافة قريبة.

ووصفت هذه الصحيفة الهجوم على إمام جماعة مسجد الفرقان بأنه “إعدام” كما وصفت وسائل اعلامية أخرى هذه الجريمة بـ “الإغتيال”.

وقد قالت شرطة نيويورك ان أكونجي وصديقه ثراء الدين كانا يرتديان زيا دينيا حين وقوع الجريمة وان المهاجم كان يستطيع تشخيص كونهما من المسلمين بسهولة.

وقد أكد سكان محليون ان إمام جماعة منطقة كوينز كان شخصا مؤمنا وهادئا في نفس الوقت، وقد قال مصدر في الشرطة ايضا انه خلال السنوات الأخيرة لم تصل الشرطة أي تقرير حول حدوث مشكلة في ذلك المسجد.

وقال أحد سكان المنطقة ان إمام الجماعة كان شخصا بشر الوجه وجميل اللحن والصوت و”مثالا كاملا لإمام جماعة وأب متواضع وعضو في المجتمع ولم يراه أحد أبدا في تلاسن ونزاع مع أي شخص” وأضاف هذا الشخص” أرجوكم أن تسمعوا، فليقولوا ما يريدونه لكن هذا الهجوم بالتأكيد كان بسبب الكراهية”.

وبعد فترة وجيزة من إطلاق النار، تجمع حشد من المسلمين الغاضبين في مكان الحادث، وأحدهم يقول للحشد إنها جريمة كراهية.

وقال أحد السكان المحليين: “هذه ليست أمريكا، هل أتينا هنا من أجل الحلم الأمريكي أو الكابوس الأمريكي، نحن ندفع الضرائب وآلاف المسلمين منضمون للشرطة، نحن نلوم دونالد ترامب على هذا، خلق مأساة الإسلاموفوبيا كورقة يستخدمها في الانتخابات”.

وقال أحد سكان أوزون بارك: “نشعر فعلًا بأننا غير آمنين وغير مطمئنين في لحظة كهذه، إنها تمثل فعلًا تهديدًا لنًا، وتهديدًا لمستقبلنا، وتهديدًا لقدرتنا على الحركة في منطقتنا ونبحث عن العدالة. ووصف السكان المحليون الإمام باعتباره عضوًا يحظى باحترام المجتمع.

ورغم وجود أدلة كثيرة حول وقوف دوافع عنصرية خلف هذا الهجوم لكن شرطة نيويورك قالت انها تدرس ايضا احتمال ان يكون دافع هذا الهجوم هو السرقة، وقد أكدت الشرطة ان بضع مئات من الدولارات كانت بحوزة هذين الشخصين وهذا يمكن ان يعتبر دافعا للإعتداء لكن الشرطة لم توضح هل سرق المهاجم هذا المبلغ أم إكتفى بالقتل فقط؟

وتقول مصادر الشرطة ان هناك شاهد عيان رأى المهاجم كما هناك فيلم يصور المهاجم وهو يتعقب إمام الجماعة وصديقه.

وتؤكد الشرطة وشهود عيان ان منفذ الهجوم كان شخصا طويل القامة وذو ملامح إسبانية وكان يحمل مسدسا كبيرا ويرتدي تي شيرت وبطالا قصيرا أزرق اللون.

وقد عاد مسؤول رفيع في شرطة نيويورك وأكد ان قسم جرائم الكراهية في الشرطة يدرس حيثيات هذا الهجوم لكن الوقت مازال مبكرا للجزم بشأن هذه القضية.

من جهته قال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية وهو جماعة إسلامية للحقوق المدنية يُعرف اختصارا باسم “كير” إن ثراء الدين كان صديقًا للإمام.

وقالت المدير التنفيذي لفرع كير في نيويورك عفاف نشار: “كانا شخصين محبوبين جدًا، هناك شعور عميق بالحزن وصرخة قوية لتطبيق العدالة، هناك أيضًا صرخة قوية لإدارة شرطة نيويورك للتحقيق بشكل كامل وبكل إمكانياتها في الحادث الذي وقع اليوم.

وعقدت كير مؤتمرًا صحفيًا مساء السبت أمام مسجد الفرقان الذي كان الرجلان يصليان فيه، وقالت نشار “ندعو كل الناس من كل الديانات للاحتشاد بتعاطف وبشعور بالحذر حتى يمكن تطبيق العدالة”.

هذا وقد ندد الأزهر الشريف يوم الأحد بمقتل إمام المسجد ومساعده في مدينة نيويورك ووصف الهجوم بأنه “إرهابي”.

وقال الأزهر في بيان إنه “يدين … بشدة الهجوم الإرهابي الأثيم الذي تعرض له إمام مسجد الفرقان بمدينة نيويورك الأمريكية في أثناء خروجه من المسجد يوم السبت مما أدى إلى استشهاده هو ومساعده”.

وأضاف “يؤكد الأزهر الشريف أن استباحة الدماء أيا كان جنسها أو دينها أو لونها أمر تحرمه كافة الأديان السماوية وترفضه كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية والقيم الإنسانية”.

وطالب الأزهر بضرورة حماية دور العبادة واحترام قدسيتها، وأكد على “أن مثل هذه الأعمال الإجرامية تؤدي إلى نشر الفتن والكراهية الدينية والعنصرية وتخلق تربة خصبة للإرهاب لبث الفوضى وتحقيق أجندات مشبوهة”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق