صحيفة “نيويورك تايمز” تنشر رسالة للناشط نبيل رجب هي الأولى منذ اعتقاله
وكالات – سياسة – الرأي –
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في عددها الصادر بتاريخ، ٥ سبتمبر ٢٠١٦م، مقالا هو الأول من نوعه للناشط الحقوقي المعتقل نبيل رجب، كشف فيه لأول مرة عن لقائه بوزير الخارجية الأميركية، جون كيري، خلال زيارته الأخيرة للبحرين.
وقال رجب بأنه يكتب هذه الرسالة من زنزانته حيث “يعيش في عزلة كبيرة”، مذكرا بأنها ليست المرة الأولى التي يُعتقل فيها بسبب عمله في الدفاع عن حقوق الإنسان. وقال بأنه ليس وحيداً في هذه السجون، حيث إن هناك بضعة من ٤٠٠٠ سجين سياسي في البحرين، ما يجعلها الأولى على مستوى الشرق الأوسط، حيث يتعرض السجناء للتعذيب “وحتى الموت” بسبب المطالبة بالديمقراطية، مذكرا بزميله الناشط المعروف عبد الهادي الخواجة التي حُكم عليه بالسجن المؤبد في عام ٢٠١١ بسبب عمله الحقوقي.
وذكر رجب في رسالته التهم التي يواجهها بسبب تغريداته الرافضة للحرب على اليمن، ويُشارك فيها الخليفيون، وعلى الرغم من إصدار “عفو ملكي” عنه، إلا أن الاتهامات ضده بقيت على حالها وتم حظره من السفر خارج البلاد، كما كان مهددا بالعديد من إجراءات التحقيق، حيث تم استدعاؤه وحقق معه رئيس ما يُسمى وحدة الجرائم الإلكترونية في مديرية التحقيقات الجنائية، وحذره أمام عائلته بأنه في حال عدم توقفه عن نشاطه فإن الدعوى ضده ستأخذ مجراها، وأنه سيواجه عقوبة قد تصل إلى ١٥ سنة.
وقال رجب بأن هذا التهديد أصبح واقعا بعد اعتقاله في يونيو الماضي، حيث أعيد توجيه ذات الاتهامات ضده، وقال إنه يواجه الآن محاكمة بسبب فضحه لانتهاكات حقوق الإنسان، كما أضافت السلطات تهمة جديدة ضده وهي “إهانة بلد مجاور”، أي السعودية، إضافة إلى تهمة أخرى ب”نشر أخبار كاذبة”، وتتعلق بمقابلاته مع وسائل الإعلام. ولم يفت رجب أن يشير في رسالته إلى أن الولايات المتحدة تزوّد السعودية بالأسلحة في حربها على اليمن، ومنذ بدايتها في العام الماضي، مؤكدا بأنه كان ضد الحرب منذ البداية، بسبب سقوط الضحايا من المدنيين، وقال “تحدثت علنا ضد الأزمة الإنسانية التي تتكشف هناك، داعيا للسلام، وأنا أدفع الثمن الآن”.
وكشف رجب عن لقائه بوزير الخارجية جون كيري خلال زيارته إلى البحرين في وقت سابق من هذا العام، وقال “كنت سعيدا للحديث معه حول الوضع الصعب لدينا” وفي حين انتقد كيري مقاطعة الانتخابات عام ٢٠١٤م، من قبل أحزاب المعارضة، قال رجب “إن المعارضة كانت تطالب بملكية دستورية بدلا من النظام الاستبدادي في البحرين”، وقال بأنه منذ تلك الانتخابات، تم اعتقال “زعيم أكبر جماعة معارضة، جمعية الوفاق، والحكم عليه بالسجن ٩ سنوات”، وتم إغلاق الجمعية.
وأضاف رجب “أود أن أسأل السيد كيري الآن، هل هذا هو نوع الحليف الذي تريده أميركا؟ النوع الذي يعاقب شعبه بسبب التعبير عن الرأي، ويمنع مواطنيه من ممارسه حقوقهم الأساسية؟”. وقال إن المحققيين طلبوا منه الكشف عما دار بينه وبين كيري، كما تم التحقيق معه حول الرسالة التي تم توجيهها في أبريل الماضي إلى الرئيس الأميركي أوباما، مع ٢٥ ناشطا آخر، وتتعلق بمحنة الناشطين الخليجيين والشرق الأوسط، وكشف بأن الحكومة الخليفية ضغطت عليه للتنصل من الرسالة، إلا أنه رفض ذلك.
وأشار رجب أيضا إلى التهمة الموجهة ضده بشأن حديثه عن مئات من سجناء جو وتعرُّضهم للتعذيب في مارس ٢٠١٥م. وقال بأن وزارة الخارجية الأميركية تحدثت عن نفس هذا الملف، ولكنها رفعت في العام الماضي حظر الأسلحة عن البحرين بعد تعليقها في أعقاب احتجاجات عام ٢٠١١م، وتساءل عما إذا حصل أي تغيير أو تقدم ملموس على مستوى حقوق الإنسان ليتم رفع الحظر.
وفي حين أشاد رجب بالتصريحات الأميركية الأخيرة حول انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، وقال إنها “قوية وجيدة”، إلا أنه ذكر بأن الولايات المتحدة لم تكن مستعدة لاستعمال نفوذها للتأثير على الواقع العملي، واكتفت بالكلمات الجميلة. وأضاف بأن هذا التصرف الأميركي، من ناحية أخرى، شجع الحكومة الخليفية على اعتقاله وغيره من النشطاء، وقال إن “الدعم غير المشروط للسعودية، ورفع حظر الأسلحة عن نظام البحرين له عواقب وخيمة على النشطاء الذين يناضلون من أجل الكرامة في هذين البلدين”.
وختم رجب رسالته بالقول “بدلا من صب الزيت على النار في اليمن، من خلال تقديم السلاح للتحالف السعودي، فإنه يجب على إدارة أوباما أن تستعمل نفوذها لحل الصراع، والعمل على تأمين إطلاق سراح الأشخاص الذين يدعون إلى السلام، وأن تحاول المساهمة في بناء الديمقراطية في المنطقة”.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق