خبير ليبي: على الليبيين إفشال التقسيم بتهدئة الجبهات الداخلية
وكالات – امن – الرأي –
شهدت الأراضي الليبية، تطورات مهمة على الصعيد العسكري، خلال الأيام الأخيرة سواء بسيطرة قوات حفتر على الهلال النفطي، الذي كان يخضع لوصاية حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بقيادة السراج، ولم يمنحها البرلمان الشرعية، وفي سرت حيث تتقدم قوات البنيان المرصوص الموالية لهذه الأخيرة في حربها على داعش.
وحول خلفيات الهجوم المباغت لقوات حفتر على الهلال النفطي، وتداعيات الأمر بعد تهديد الغرب له ومنحه مهلة أسبوعين للانسحاب، وتطورات المشهد العام في ليبيا اتصل مراسل فارس بالخبير الليبي نجاح محمد علي الذي ربط ما يحدث في ليبيا بما تعرفه سوريا والعراق.
وقال الخبير الليبي،أن ما يجري في ليبيا كوميديا سوداء، يشارك فيها الجميع، وخصوصا الذين هللوا لما يسمى ثورة فبراير، وشاركوا بشكل أو بآخر في الإطاحة بالنظام الليبي السابق.
واعتبر المتحدث في تصريحه لوكالة أنباء فارس أن التطورات الأخيرة، فصل جديد من فصول الحرب الطاحنة، التي أريد لليبيا أن تقع فيها داخليا، بين الإخوة الأعداء أنفسهم، الذين يتصارعون اليوم، وبشكل واضح على الكعكة، النفط المورد الأساس لاقتصاد ليبيا، وغذاء الشعب اليومي.
وجاء هذا التطور الدراماتيكي، يضيف المتحدث بعد أن فشل ما يمكن تسميته،ممثل الفريق أول ركن خليفة حفتر في اجتماعات الحوار السياسي،التي أنفضت مؤخرا في تونس،علي القطران في إقناع الحوار برؤية حفتر،بشأن حل أزمة وزارة الدفاع،وكل ما يتعلق بالاتفاق السياسي،حيث أصر فريق الإسلام السياسي على إقصاء حفتر،ورفض أي دور له في العملية السياسية.
من هنا يقول محمد علي،جاءت عملية حفتر بسرعة “البرق الخاطف” لإيصال رسالة واضحة،ومفهومة لمن يهمه الأمر أنه موجود،وأن رهان المجتمع الدولي خصوصاً الدول التي تساند،وتدعم قوات المجلس الرئاسي في المعركة ضد داعش في سرت،وحليفها “المتغير” حسب الظروف الجضران،ليسوا إلا دمى متحركة لا يمكنها أن تكون البديل،عن الجيش الذي يقوده،ويقاتل الإرهاب وداعش وباقي حلفاء المجلس الرئاسي في بنغازي .
وأردف المتحدث،في رده عن سؤال متعلق بالتهديد الغربي،و إمكانية انسحاب حفتر بقوله ان حفتر لن ينسحب من هذه الموانيء،استجابة لتهديدات الغرب أو هكذا سيظهر،ولكنه سينسحب لصالح المؤسسة الوطنية للنفط،بذريعة انها موحدة،وبحجة أنه يستجيب للحكومة المؤقتة،ولمجلس النواب،ويعزز بذلك شرعية مجلس النواب والحكومة المؤقتة،في ضوء الهجوم المكثف عليهما من الخصوم،باعتبار أن ولاية مجلس النواب انتهت،وبالتالي الحكومة المؤقتة،يوم العشرين من أكتوبر الماضي،رغم التمديد،بشكل عام الأمور ذاهبة نحو التصعيد يضيف المتحدث، لكن كل شيء جائز في ليبيا،اذ تبذل جهود قبائلية،لتخفيف حدة التوتر،ولا اعتقد أن الغرب سيدخل في مواجهة عسكرية، مباشرة مع حفتر وجيشه، لأن هناك من الدول من يدعمه في خطوته هذه.
ويرى السيد نجاح أن المطلوب الآن، هو جر الطرفين إلى مواجهة عسكرية مباشرة،قوات الجضران أي حرس المنشآت النفطية،والجيش لإنهاكهما،هذا هو المطلوب من الأطراف الدولية المعنية، أو المؤثرة وهي تريدها لليبيا،لكن قوات الجضران وحدها لن تكون قادرة على مواجهة الجيش،خصوصاً وان معظم زعماء القبائل التي يتشكل منها جيشه،خصوصاً قبيلة المغاربة ترفض القتال.
وأعتقد يقول المتحدث أنه يراد لليبيا أن تتقسم،وكل هذه التطورات تدفع باتجاه رفض التعايش، والوفاق وتؤدي بالضرورة إلى التقسيم،لكن ما يجري في ليبيا رهن أيضا بالتطورات في سوريا والعراق أيضا، وإذا نجحت مساعي الأطراف التي تريد تقسيم سوريا والعراق، فان ليبيا ولاشك ستنقسم إلى ثلاثة أقاليم، على الأقل والعياذ بالله، قبل التقسيم لابد من تنشيط الاحتراب الداخلي،وإذا نجح الليبيون في تجنب الاحتراب سيفشلون مخطط التقسيم.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق