التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 5, 2024

الحج تحت المضايقات والتعذيب .. قصة ذات شجون 

لم يسمح حكام السعودية للإيرانيين بالحج هذا العام واستخدم هؤلاء فريضة الحج أداة وقاموا بتسييسها لممارسة الضغط على ايران وتحقيق غاياتهم، لكن القصة لم تنتهي عند هذا الحد.

يقول شهود عيان ممن حضروا الحج هذا العام بأنه لم يكن على غرار الأعوام السابقة من النشاط لكن الحكام السعوديين لم يكفوا رغم ذلك عن ممارساتهم التعسفية واستخدموا كل ما بوسعهم للتضييق على الحجاج والإضرار بهم وكان الحجاج الشيعة لهم النصيب الأكبر وقد وصل الأمر الى أن يأتي الحجاج السنة من باقي البلدان ويواسونهم بسبب المعاملة السيئة للقوات الامنية السعودية.

السلطات السعودية قالت ان عدد الحجاج الأجانب بلغ هذا العام مليون وثلاثمئة ألف شخص في وقت كان هذا العدد في العام الماضي ثلاثة ملايين ومئة الف شخص ورغم التوقعات بأن يبادر السعوديون الى التعامل بلطف مع الحجاج هذا العام لكن شهود عيان اكدوا بأن قوات الأمن السعودية كانت تضايق الحجاج وتؤذيهم تحت أية ذريعة.

وقال أحد الحجاج من شهود العيان الذين طلبوا عدم ذكر اسمائهم لدوافع أمنية أثناء فترة أداء مناسك الحج “ان الاجواء في الحج هي بوليسية بشدة وقد خفضت السلطات السعودية سرعة الإينترنت ليكون التواصل بين الحجاج والعالم الخارجي ضعيفا كما تم قطع شبكات التواصل الإجتماعي”.

واضاف “ان هذا العام وخلافا للأعوام السابقة ليس هناك إزدحام بشري لكن أجواء أمنية تخيم بقوة على الحج ما يجعل الحاج يشعر بالخوف والقلق حين أداء المناسك”.

وقال أحد الحجاج الآخرين “هناك حساسية واضحة تجاه الحجاج الايرانيين فالسلطات السعودية تبذل كل جهدها للضغط على الحجاج الايرانيين لكي تضغط هكذا على السلطات الايرانية، ورغم مجيء بعض الحجاج الايرانيين عن طريق دولة ثالثة وبطريقة قانونية الى السعودية لكن السلطات السعودية تسيء معاملتهم أيضا”.

وأضاف هذا الحاج “ان الضغوط ليست حكرا على الايرانيين، الوهابية تواجه كراهية متزايدة في العالم الإسلامي يوما بعد يوم وأهل السنة يسعون جاهدين للإبتعاد عن الوهابيين وهذا يقلق السعوديين الذين يعبرون عن هذا القلق في كيفية تعاملهم مع الحجاج فبعد مشاركة شيخ الأزهر في مؤتمر غروزني الذي استثنى الوهابيين وإنتقادات شيخ الأزهر للوهابيين إزداد حقد السعوديين على المصريين وهذا يبدو جليا في تعاملهم مع الحجاج المصريين، فالسعوديون يقتحمون فجأة خيم الحجاج المصريين ويبادرون الى تفتيشهم ويمنعونهم من السير على الطرقات وينادونهم بالروافض لتحقيرهم ويمتنعون عن تقديم الخدمات لهم ولايحترمونهم”.

وتابع: السعوديون قاموا بمثل هذا التعامل مع بعض الحجاج اللبنانيين والتونسيين والجزائريين وقد ضاق الجميع ذرعا بسبب هذا التعامل البشع والعنيف وهناك بعض الحجاج الذين يأتون الى مقرات بعثات العلماء الشيعة ويشتكون من عنف قوى الأمن السعودية.

ان الأذى الذي لحق بالحجاج الشيعة هذا العام كان أكبر من غيرهم وقد قالت “منظمة مراقبة حقوق الإنسان الشيعي” التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، يوم الجمعة الماضي في بيان ان أحد الحجاج العراقيين قد تم إعتقاله بطريقة موهنة من قبل السعوديين الذي إتهموه بأنه ايراني (اعتبروا هذا جرما) وحكموا عليه بالسجن 3 شهور و300 جلدة، وقد طلبت هذه المنظمة من الحكومة العراقية التدخل في هذه القضية.

ويدعى هذا الشخص العراقي “علاء محمد رضا” وقد قال بعد الإفراج عنه بسبب تدخل الحكومة العراقية “ان السعوديين اعتقلوني حين رمي الجمرات بإتهام الذهاب الى رمي الجمرات عدة مرات وحينما أردت ان اوضح لهم الأمر لم يريدوا سماع كلامي ونقلوني الى المحتجز وأخذوا بصماتي ومن ثم قالوا لي بأنني قد جئت الى السعودية قبل 10 سنوات قادما من ايران وإتخذوا هذا ذريعة لإيذائي ووضعوا الأصفاد والسلاسل في يدي وقدمي واحتجزوني ليلتين ومن ثم قالوا بأنهم خففوا عقوبتي الى السجن 3 شهور و300 جلدة لأننا في أرض مقدسة لكن الأمر لم ينتهي عند هذا الحد ونقلوني بالسلاسل في إحدى الليالي الى المسجد الحرام وأهانوني بشدة وكانت قوات الأمن ترافقني وكانوا يقولون بأن ذنبي هو انني ايراني وهذا كله في وقت لم ارتكب أية مخالفة ودخلت السعودية بطريقة قانونية”، وقد أفرجت السلطات السعودية عن هذا الشخص بعد تدخل المسؤولين العراقيين وغادر السعودية على الفور.

السلطات السعودية لم تقدم أي توضيح عن هذه التصرفات المهينة وتدعي ان هذا كله من أجل الحفاظ على النظم وأمن الحجاج لكن الكثير من الحجاج يقولون ان هذا التعامل مع الحجاج وخاصة الحجاج الشيعة كان ناجما عن الحقد والكراهية فهم يريدون الضغط على الشيعة.

وقال أحد الجاج ايضا “ان السعوديين أرادوا الإنتقام من الحجاج الشيعة بسبب ردة فعل المسؤولين الايرانيين تجاه السعودية وفي بعض الحالات رأينا ان السعوديين كانوا يوقفون الحجاج ويسألونهم عن معتقداتهم وحينما يعرفون بأنهم من الشيعة كانوا يؤذونهم فمثلا لم يسمحوا لهم بالطواف أو كانوا يجبرونهم على سلوك طريق آخر لمنعهم من أداء مناسك الحج.

ان السعوديين لم يتركوا مضايقة الحجاج هذا العام رغم منع الايرانيين من الحج وقلة أعداد الحجاج الأجانب وان وفاة مئات الحجاج أيضا في هذا العام يثبت ان السعوديين مازالوا مقصرين في اداء واجباتهم في إدارة شؤون الحج.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق