التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

كيف تستخدم السعودية البترودولار لتمرير سياساتها في المنطقة؟ 

عمدت السعودية في السنوات الأخيرة وخاصة في عهد الملك سلمان الى الإستفادة من البترودولار لتمويل سياساتها العدائية وتقديم الدعم المالي والتسليحي لحلفائها، وتستخدم الرياض البترودولار لشراء الأسلحة الغربية وشن العدوان على اليمن ودعم الإرهابيين في سوريا والعراق ومعاداة ايران، وهذا كله فقط جزء من السياسات الهجومية السعودية.

البترودولار

البترودولار أو دولارات النفط ظهرت في الساحة الدولية في السبعينيات عندما ارتفعت اسعار النفط، وفي عام 1974 اتفقت الرياض وواشنطن على ان تتم كل تعاملات النفط السعودي بالدولار ومن ثم تستثمر الرياض هذه الأموال لشراء سندات الخزينة الأمريكية وفي المقابل تعهدت أمريكا بالدفاع عن الحقول النفطية السعودية أمام روسيا وايران وتزويد السعودية بالسلاح، ومن ثم قررت دول أوبك في عام 1975 ان تبيع نفطها بالدولار الأمريكي فقط.

وتعتبر السعودية التي تمتلك 16 بالمئة من مخزون النفط العالمي أكبر مصدر للنفط في العالم ولذلك بات مصطلح البترودولار محصورا فقط بالسعودية التي تتدخل في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتبث الفوضى فيهما.

الأبعاد الهجومية والإرهابية لسياسة البترودولار السعودية:

– العسكرتارية وزيادة المشتريات العسكرية من الدول الغربية

السعودية وبسبب إيراداتها النفطية الضخمة هي أكبر مشتري للسلاح في غرب آسيا حيث تشتري الرياض الأسلحة من أمريكا وجزء منها من بريطانيا وفرنسا وباقي الدول الأوروبية، وتقول معهد السلام في ستوكهولم ان الميزانية العسكرية السعودية تضاعفت خلال العقد الماضي، والآن فإن الميزانيات العسكرية لأمريكا والصين وروسيا هي التي فقط تفوق الميزانية العسكرية السعودية حيث تفيد الرياض بهذه الميزانية صانعي السلاح في الغرب وتستخدمها لقتل المسلمين وإشعال سباق تسلح في المنطقة.

– العدوان على اليمن وقتل الأبرياء والأطفال

تشن الرياض حربا غير متكافئة على الشعب اليمني والشيعة على الخصوص بالإستفادة من البترودولار وهذه الحرب تدل على الجنون السعودي من التطورات الجارية في المنطقة حيث تحولت السياسات السرية السعودية الى سياسات تدخلية علنية في شؤون الدول العربية وقد قتلت السعودية الآلاف من النساء والشيوخ والأطفال ودمرت البنى التحتية اليمنية وقصفت المستشفيات والمدارس وهذا يوضح لنا هوية مشتريات السلاح السعودي بالبترودولار والسياسات السعودية العدوانية في وقت لم تحقق الرياض أي من أهدافها المعلنة من الحرب في اليمن وهي فقط تسببت بكارثة إنسانية وزادت من الهواجس الأمنية لدول المنطقة.

– تأجيج الطائفية بالمنطقة ودعم الجماعات التكفيرية والإرهابية في سوريا والعراق

هناك دعم مالي هائل تقدمه السعودية للجماعات التكفيرية الإرهابية في العراق وسوريا والأدلة والوثائق المتعلقة بذلك هي أكبر من ان يتم اخفاؤها فقسم كبير من البترودولار السعودي تستخدمه المخابرات السعودية لدعم الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، ان السعودية وبسبب العقيدة الوهابية تعتبر منبع التطرف ومصدر اشاعة الوهابية السلفية في المنطقة بالإستفادة من البترودولار وهي تدعم بالمال والسلاح الجماعات الإرهابية ومنها داعش.

– السياسات المعادية لايران في المنطقة

تسير السعودية التي توالي نظام الهيمنة وتتودد للكيان الصهيوني، يوما بعد يوم نحو المزيد من التوتر مع ايران، فهي تدعم سياسيا وماليا زمرة منافقي خلق الإرهابية وتعزز علاقاتها مع تل أبيب وتتجاهل دور ايران في المنظمات والمؤسسات الإقليمية وتعرقل حج الايرانيين وتزيد إنتاج النفط لكسر الأسعار وتصدر البيانات المعادية لايران وتتهم طهران بتهم واهية وتتواطأ مع الكونغرس الأمريكي ضد ايران، واذا أمعن المرء في هذه الأمور يجد بأن البترودولار يلعب دورا هاما هنا، ان السعودية العاجزة والضعيفة فكريا وإيديولوجيا في المنطقة ليست قادرة على تشكيل إجماع ضد ايران ولذلك تستخدم دبلوماسية البترودولار وتنفذ سياسات معادية لايران عبر عمالتها للغرب المتدخل في المنطقة.

ان البترودولار أو دولارات النفط السعودية في منطقة غرب آسيا وبدلا من ان يتم صرفها من أجل دعم الأمن الجماعي في المنطقة يتم إستغلالها للتعدي على الدول العربية الجارة ودعم السياسات التكفيرية والسلفية ودعم الجماعات الإرهابية فالسعودية قد أزّمت أمن المنطقة وهناك قلق من تنامي الإرهاب والتطرف في المنطقة بشكل كبير بسبب السياسات التي تغذيها البترودولار.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق