التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

هولاند والتراجع المخزي!! 

مهدي منصوري

منذ الوهلة الاولى الذي تحولت فيه الاحتجاجات السورية من سلمية الى مواجهة مسلحة مع النظام وتلقيها الدعم الاعلامي والسياسي واللوجستي اتضح ان الجهات الداعمة الى هذه المجموعات المسلحة تهدف الى تغيير  النظام القائم وحسب برنامج معد مسبقا   ولذا فانهم  وجدوا  في هذه الاحتجاجات وسيلة للوصول الى هدفهم.

والمتابع للاحداث السورية ابان حدوث الازمة وكيف ساهم الاعلام المزيف بحيث صور للمتلقي ان النظام لايمكن ان يواجه هذه الحالة الجديدة بل وفي الواقع انهم وجهوا اتهاما مباشرا الى الحكومة السورية  بانها هي التي قامت باستخدام قمع  الاحتجاجات السلمية من اجل ان يسمح لهم هذا اللون من التصريحات  ان يقدموا الدعم التسليحي اللازم لهؤلاء المجرمين  لكي يحققوا الهدف المرسوم.

وقد اخذت المجاميع الارهابية تتوالى على الارض السورية ومن  مختلف دول العالم وعلى مسع ومرأى من كل الحكومات التي ينطلق منها هؤلاء الارهابيون ولم نسمع ان واجه هؤلاء القتلة حالة من منع سفرهم من المطارات المختلفة. واللافت في الامر ان  اغلب المنظمات الدولية قد  انساقت  بدعم هؤلاء القتلة  وخاصة الاتحاد الاوروبي وبعض الدول كفرنسا وبريطانيا وغيرها وفتحت مطاراتها لارسال مواطنيهم الى سوريا ليصطفوا الى جانب المجموعات  الارهابية ظنا منهم ان انهيار الحكم في سوريا  كان قاب قوسين او ادنى فلذا فهم يضربون عصفورين بحجر  من جانب انهم تخلصوا  من هؤلاء المتطرفين وزجوا بهم خارج بلدانهم وكذلك سيتحقق لهم الحلم الذي طالما كانوا يرونه في منالهم وهو اسقاط ضلع من اضلاع المقاومة وهي سوريا ليفتح لهم الافاق  في الاجهاز على بقية اضلاع المثلث  الذي تمثله الجمهورية الايرانية وحزب الله اللبناني.

ولكن تهافتت وسقطت كل هذه الامال بين عشية وضحاها وذلك من خلال صمود  الشعب والجيش السوري ووقوفه الى جانب حكومته بحيث وصل الامر بهؤلاء القتلة والارهابيين انهم لا يملكون الا طريقا واحدا وهو مواجهة الموت الزؤام ولاغير لان قد تكون الطرق الاخرى غير معبدة امامهم.

والدليل على ذلك هو ما اتخذته السعودية من قبل من اجراءات صارمة تجاه من يعود من هؤلاء الى اراضيها بالاضافة الى نفس الخطوات التي اتخذتها بعض الدول الاوروبية كاستراليا وبريطانيا واليوم وفي مفارقة غربية اثارت الانتباه ان الرئيس الفرنسي  هولاند وبصورة دراماتيكية لتغيير موقفه من هؤلاء القتلة الذي كان  يطلق عليهم بانهم مجاهدون يطالبون بحقوق مشروعة في سوريا الى اطلاق التسمية الحقيقية والواقعية لهم وهي بانهم ارهابيون وقتلة  خاصة منهم الفرنسيون وانهم لا مجال لهم على الارض الفرنسية هذا التحول المفاجئ  لم يأت من فراغ بل فرضته ظروف موضوعية مدارها الارض السورية والتي تكشف ان الانتصارات  اخذت تلهب ظهر هؤلاء المجرمين  وكذلك بدأ وبصورة واضحة افشال كل المشروع الاقليمي والغربي الذي كان موجها ضد سوريا.

لذلك  فان احساس هولاند  ورفاقه  الاتحاد الاوروبي وكذلك دول المنطقة التي ذهبت بعيدا في دعم هؤلاء الارهابيين بالخطر الذي سيتهدد بلدانهم فيما اذا عاد هؤلاء فلذلك فانهم لابد من اتخاذ  اجراءات  احترازية لعدم وقوع هذا الخطر ولكن نقول ان الوقت قد فات وان احساس الخطر  لم يعد مجديا لانهم هم الذين جعلوا من هؤلاء ان يكونوا قتلة وارهابيون ولذلك لابد ان تصل نيرانهم اليهم وان لم يكن اليوم فغدا وكما قيل ان البادئ  اظلم.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق