غلوبال ريسيرش: مهمة أمريكا الرئيسية هي انقاذ تنظيم القاعدة الارهابي تحت شعارات الإنسانية
قال موقع غلوبال ريسيرش الكندي على لسان البروفيسور ميشيل شوسودوفسكي ان مهمة أمريكا الرئيسية هي انقاذ تنظيم القاعدة الارهابي تحت شعارات الإنسانية، بينما تمتلك امريكا جدول أعمال غير معلن وهو تقويض تحرير حلب.
ففي الثالث من شهر أكتوبر، أعلنت وزارة الخارجية الامريكية تعليق العلاقات الثنائية مع روسيا حول الملف السوري واستجابة لذلك، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت لوساطة على الصعيد الدبلوماسي، مشيرا بإصبعه الى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، بينما اتهم جان مارك أيرولت علناً موسكو بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وفي المقابل، ذهبت وسائل الإعلام الغربية الى أبعاد متعددة، متهمة روسيا بقتل المدنيين الأبرياء، وتشويه صورة الرئيس بوتين، بينما تتجاهل وسائل الاعلام هذه، الآثار المدمرة للاعلان الوهمي لمكافحة الإرهاب الذي اطلقه الرئيس الامريكي أوباما بين عامي (2014-2016) بينما تسببت حملة اوباما اثار مدمرة واسعة النطاق من كل من سوريا والعراق على مدى أكثر من عامين والتي ادت لتدمير البنى التحتية، وبدأ يبدو للعيان في صيف عام 2014، الهدف الحقيقي من عملية اوباما والتي تمثلت بحماية الإرهابيين.
اجتماع سري في البيت الأبيض
اما في الخامس من شهر تشرين الأول، اجتمعت لجنة معينة في البيت الابيض وهي (بمثابة لجنة حرب بمجلس الوزراء) اجتماعا استراتيجيا وراء الأبواب المغلقة في البيت الأبيض، حيث كان بين الحضور كبار المسؤولين (على مستوى أمين) من وزارة الدفاع ووكالة المخابرات المركزية، هيئة الأركان المشتركة ووزارة الخارجية وكبار مستشاري الأمن القومي في البيت الأبيض.
وعلى جدول الأعمال أعرب في وقت سابق عن طريق وزارة الخارجية الامريكية عن اقتراح لشم هجوم مباشر على مقرات للقوات الحكومة السورية والمنشآت العسكرية، مما يعني حتما إمكانية المواجهة العسكرية المباشرة مع روسيا، فضلا عن عملية التصعيد السياسي التي تقوم بها امريكا، ففي حين أن الضربات الجوية الروسية تستهدف بدقة عالية الإرهابيين، تقوم امريكا بتوجيه الاتهامات الباطلة لموسكو بارتكاب جرائم حرب واسعة النطاق، بينما تقوم امريكا بدعم المنظمات الإرهابية برعاية التحالف العسكري الغربي، وقد بنيت وسائل الإعلام الغربية رأيها المنحاز للسياسة الامريكية حول الأزمة الإنسانية الناجمة التي تحاول ان تظهرها وسائل الاعلام الغربية والتي تدعي انها ناجمة عن التدخل الروسي ضد الإرهابيين الذين يطلقون على انفسهم اسم “مقاتلون من أجل الحرية”.
الأرقام تتحدث عن نفسها
1. إن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة هي مسخرة لحماية الإرهابيين.
2. الولايات المتحدة وقوات التحالف تقوم بالضربات الجوية لصالح الارهابيين.
3. تكلفة الحملة الجوية أوباما: 9.3 مليار دولار.
4. إن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة تقدم للإرهابيين كميات كبيرة من الأسلحة وسنشرح كل هدف على حدة.
الهدف من الضربات الجوية لحماية الإرهابيين
ما شهدناه بعد مضي سنتين على الحملة المستمرة من الغارات الجوية التي لا هوادة فيها والت يادعت واشنطن انها ضد الارهابيين، أن العدو الإرهابي لا يزال سليماً بل انه اقوى من ذي قبل.
دعونا نبحث في البيانات المتعلقة بالغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وشركائها في التحالف، والتي يزعمون أنها كانت موجهة ضد الإرهابيين من تنظيم “داعش”، هؤلاء الارهابيون الذين عبروا الصحراء من سوريا إلى العراق في شاحنات صغيرة تويوتا في يونيو 2014.
فمن الناحية العسكرية ماذا كان يتطلب القضاء على قافلة تنظيم “داعش” الارهابي مع عدم وجود قدرات فعالة مضادة للطائرات لدى التنظيم؟
إذا كانت امريكا وحافائها تريد القضاء على هذا التنظيم الارهابي، فإنه كان من الممكن أن يتم قصف قوافل تنظيم “داعش” الارهابي والتي كانت تشمل شاحنات صغيرة “تويوتا” عندما عبروا الصحراء من سوريا الى العراق في يونيو حزيران.
الجواب واضح جدا، ولكن لا يوجد اي من وسائل الإعلام الرئيسية لدى الغرب اعترفت بهذا.
الضربات الجوية الأمريكية لقوات التحالف
ان إجمالي عدد الطلعات الجوية الأمريكية وقوات التحالف ضد سوريا والعراق هو 111 الف وهذا يترجم إلى ما معدله 147 طلعة في اليوم (على مدى 755 يوما)، وقد أجريت أكثر من 8300 طلعة هجومية ضد سوريا وفقا لوزارة الخارجية الأمريكية، بينما وعلى أرض الواقع قد استخدمت هذه الطلعات لأغراض الاستطلاع والدعم اللوجستي والتنسيق مع القوات الإرهابية، وتعرضت 31900 من الأهداف في سوريا والعراق من قبل الطائرات الحربية الأمريكية للمباني العامة والمناطق السكنية والبنية التحتية الاقتصادية والتي شنت تحت حملة وهمية على انها ضد تنظيم “داعش الارهابي”.
اي ان المبادرة الغربية كانت جزءا من ما يدعون انه “الحرب العالمية على الإرهاب”، والتي كانت بمثابة انتهاك للقانون الدولي.
تكلفة الحملة الجوية التي شنها أوباما: 9.3 مليار دولار
ان 755 يوم من الغارات الجوية والتي تكلف 12.3 مليون دولار يوميا منذ أغسطس 2014 والتي في الواقع هي تكاليف تكفي لكي تدمر بلد بأكمله، فقد اسفرت الاعمال الامريكية عن مقتل عشرات الآلاف من السوريين، مما اثار أزمة لاجئين دولية، حيث تمول هذه التكاليف في نهاية المطاف من أموال دافعي الضرائب في امريكا والبلدان الغربية، فهذه الــ 12.3 مليون دولار يوميا هي تكلفة تدمير سوريا والعراق وقتل شعبيهما،، حيث ان 31900 هدف كجزء من الحرب على الإرهاب تم قصفها، وكنتيجة عكسية ازداد عدد الإرهابيين بشكل كبير كنتيجة لحملة “مكافحة الإرهاب”، ناهيك عن الحملة الدولية تحت رعاية منظمة حلف شمال الأطلسي هي في الواقع من اجل تجنيد الإرهابيين.
الأسلحة للإرهابيين
وفي المقابل، فإن الولايات المتحدة وحلفائها ومنذ بداية الصراع ترسل عشرات الآلاف من الأطنان من الأسلحة الخفيفة إلى سوريا عبر قنوات الاتجار غير المشروع بالأسلحة، ولا تجري هذه الشحنات من الأسلحة عن طريق نقل الأسلحة المتفق عليها دوليا، في حين أنه عمليات الشراء التي يشرف عليها البنتاغون (أو حكومة الولايات المتحدة)، لا يتم تسجيلها لتقديم المساعدات العسكرية “الرسمية”، وذلك لان هذه العمليات يستخدمها تجار القطاع الخاص وشركات النقل البحري في مجال التجارة غير المشروعة المزدهرة في الأسلحة الخفيفة.
وبناء على دراسة اجريت في شهر ديسمبر 2015 فان وزارة الدفاع الأمريكية وبرعايتها المباشرة اشرفت على شحن أكثر من 990 طن، حيث يمكن للمرء أن يستنتج أن كميات الأسلحة الخفيفة في أيدي المتمردين “المعارضة المعتدلة” داخل سوريا هي كبيرة وكبيرة جدا.
اذا ان الولايات المتحدة تقدم “المساعدات العسكرية” لتنظيم القاعدة، وتنظيم “داعش” الارهابي عن طريق البنتاغون الذي يستخدم الاتجار غير المشروع بالأسلحة لارسال شحنات ضخمة من الأسلحة الخفيفة إلى سوريا.
المصدر / الوقت